السرقة من أكثر الأفعال المشينة، ولا بد لصاحبها أن ينكشف أمره مهما طالت كذبته، هذا ما حدث مع القطة التي كانت تسكن مع الأرنب والعصفور، ولأنّها قطة ماكرة قرّرت في مرّة أن تقوم بسرقة أصدقائها، وقامت بأكل الطعام كلّه، ولكن لسوء حظّها تم كشف أمرها وعاشت وحيدة.
قصة القطة السارقة
في إحدى الغابات البعيدة يسكن أرنب مع عصفور وقطة في منزل واحد، وكان هؤلاء الأصدقاء قد اعتادوا على إعداد الطعام سويّاً، وفي يوم من الأيام خرجت القطة والعصفور والأرنب للبحث عن الطعام كعادتهم، وقال العصفور: سنقوم اليوم بإعداد العصيدة كطعام لنا؛ فهذا ما استطعنا الحصول عليه اليوم.
قالت القطة للعصفور: يجب عليكِ إحضار بعض الأرز لطهيه، وأنت أيّها الأرنب يجب عليك أن تحضر لنا بعض من عصارة ثمر النخيل لنقوم بإعداد الطعام، ذهب العصفور والأرنب لإحضار ما طلبته القطة، وكان عليها أن تقوم بإشعال النار وجلب بعض اللبن، أكمل الجميع مهمّته وأحضروا ما طلبت منهم، وبدأت القطة بعمل العصيدة اللذيذة؛ حيث وضعت الماء على النار أوّلاً، ومن ثم وضعت العصيدة.
في تلك الأثناء كان العصفور والأرنب يشعران بالحماس الشديد لها، فصارا يغنّيان ويقولان: أيّتها العصيدة نحن بانتظارك هيا اجهزي، قالت القطة للعصفور والأرنب: اذهبا الآن واستحمّا بماء البركة لحين أن تجهز العصيدة، وعندما غادر الأرنب والعصفور، أكلت القطة الماكرة العصيدة كلّها، ثم ذهبت ووضعت قطعة قماش على رأسها ونامت في سريرها وتظاهرت بالمرض.
وعندما عاد العصفور والأرنب ووجدا القطة بهذا الشكل، نظرت لهما وقالت: هيا اذهبا وتناولا العصيدة وضعا حصّتي جانباً حتى يطيب صداع رأسي، وعندما ذهب العصفور والأرنب وجدا الوعاء فارغاً، وعندما سألا القطة تظاهرت بالمفاجأة وقالت لهم: لقد شعرت بالتعب أثناء الطهو، وذهبت لأستريح، يبدو أن أحداً قد جاء وسرق الطعام بينما كنت في سريري.
لكن العصفور شك في كلام القطة وقال: ولكن نحن لم نذهب لوقت طويل وعدنا سريعاً، ولكن القطة ظلّت مصرّة على كلامها ولم تعترف، قرّر الأرنب أن يقوم بعمل حيلة لكشف كذبة القطة، فاتفقّ مع العصفور الذهاب إلى البركة وإحضار وعاء، وعلى كل واحد منهم أن يقف على الوعاء ويقول: يا أيّتها البركة إن قمت بسرقة الطعام فأغرقيني.
عندما سمعت القطة بهذه الحيلة شعرت بالخوف، ولكن لم يكن أمامها سوى الموافقة، وعندما قام العصفور والأرنب بالصعود فوق الوعاء وقول هذه الكلمات، لم يحدث شيء، وعندما حان وقت القطة شعرت بالخوف، وفي ذلك الوقت شعرت بالندم الشديد واعترفت بسرقتها، واعتذرت من العصفور والأرنب لهذا الفعل المشين، ولكن الأرنب والعصفور لم يعودان يثقان بها، وقرّرا أن يسكنان بعيداً عنها، وكان هذا هو جزاء القطة الماكرة.