يجب علينا تعليم أطفالنا أن الثقة أمر ليس سهلاً، ويجب أن لا نعطيها لأي شخص، هذا ما حدث مع القطة التي نادت عليها صديقتها البطة، ووعدتها أن تعلّمها السباحة، ولكن عند نزول القطة إلى الماء كذبت عليها البطة ولم تساعدها، ممّا جعل القطة تندم على ثقتها بالآخرين.
قصة البطة المخادعة
في إحدى الغابات الجميلة والممتلئة بالأزهار الجميلة ذات الألوان المختلفة، وذات المنظر الرائع والرائحة الشهية، هنالك قطة جميلة تعيش مع عائلتها، ولديها صديقة حميمة جدّاً وهي البطة ذات اللون الأصفر الفاقع، تخرج القطة كل يوم وتلعب مع هذه البطة بجانب البحيرة بسعادة، ولكن القطة كانت تلعب مع البطة من بعيد؛ لأنّها كانت تخاف من السباحة كثيراً.
وفي يوم من الأيام قالت البطة للقطة: هيا أيّتها القطة تعالي والعبي معنا في الماء، قالت القطة: لا أستطيع النزول إلى الماء؛ فأنا أخاف أن أغرق ولا أستطيع العوم، قالت لها البطة: لا تخافي نحن سنقوم بإنقاذك، هيا لا تكوني جبانة، هنالك الكثير من البجع والبط في البحيرة، ولكن القطة ظلّت ترفض النزول إلى الماء؛ لأنّ القطط تخاف من الماء كثيراً.
بعد وقت قليل قرّرت القطة أن تغيّر رأيها وأن تنزل في الماء، وعندما نزلت إلى الماء لتلعب مع البطة بدأت كل واحدة بالضحك بصوت عالي، وكانت القطة لا تعرف السباحة؛ لذلك صارت تصرخ وتستنجد، ولكن البطة كانت تلعب ولم تنتبه لتلك القطة وكانت تظنّ أنّها تعرف السباحة.
بعد قليل مرّت من جانب البحيرة أم تلك القطة، وكانت ذاهبة لشراء بعض الأسماك من السوق، وعندما رأت ابنتها القطة تصرخ في الماء جاءت وأنقذتها، مدّت لها حبل طويل وطلبت منها الإمساك به، عندما خرجت القطة بعدما أنقذتها أمّها قالت لها: ما الذي دفعكِ للنزول إلى الماء؟ أنتِ لا تعرفين السباحة.
نظرت لها ابنتها القطة نادمة وقالت: أرجوكِ سامحيني يا أمّي؛ إنّ البطة دعتني لألعب معها، ووعدتني أن تساعدني، ولكنّها كانت كاذبة ولم تساعدني. نظرت الأم للقطة وقالت لها: أنتِ مخطئة؛ فنحن يجب أن لا نثق بكلام أي أحد، ويحب علينا أن لا نعرّض حياتنا للخطر تحت أي ظرف، اعتذرت القطة من الأم ووعدتها بأن لا تكرّر فعلتها مرّةً أخرى.