عدم الشعور بالرضا عن النفس يورّث الندم والتعب، فالكثير من الأشخاص ينظرون لغيرهم ويتمنّون أن يصبحوا كغيرهم، ولكن هنالك حكمة تقول: لو وضعت الأقدار أمام الأشخاص لاختار كل شخص قدره وحياته، سنحكي في قصة اليوم عن قط كان لا يحب نفسه، وفام بعدّة محاولات لكي يصبح حيوان آخر، ولكنّه بعد كل التعب الذي واجهه ندم على ذلك وقرّر أن يجب نفسه وأنّه يمتلك شيئاً لا يمتلكه أي حيوان آخر.
قصة القط الحيران:
كان هنالك قط دائماً ما يشعر بالحزن وعدم الرضا والاقتناع عن شكله، كان لا يحب نفسه وينام كل يوم على أمل أن يستيقظ في يوم من الأيام ويجد نفسه أي حيوان آخر غير القط؛ فهو يرى أنّه حيوان ضعيف وصغير الحجم وغير لائق المظهر، ولكن دون جدوى.
في يوم من الأيام نام هذا القط وبدأ يحلم ويتخيّل أنّه سيصبح طير من الطيور، كان طوال الليل يحلم هذا القط أنّه يطير ويحلّق في السماء، وعندما استيقظ على واقعه المؤلم لم يجد نفسه إلّا قط، وعندها شعر بالغضب وبدأ يفكّر في طريقة من أجل أن يطير في السماء، خطر بباله أن يقوم بصنع جناحين لنفسه من الورق، ولكن عندما بدأ بأول محاولة فشل والثانية كذلك حتّى تألّم جسمه من السقوط.
في اليوم التالي قرّر أن يصبح كالبط يسبح، فذهب إلى النهر وبدأ بالسباحة، ولكنّه لم يستطع ذلك، فشعر أنّه لا يمكنه أن يقلّد البط، وفي اليوم الذي يليه قال في نفسه: أنا لم أستطع الطيران أو السباحة ولكنّني سأحاول أن أصبح سريعاً كالفهد، وبدأ يتمرّن على الركض.
ركض هذا القط مسافات طويلة وكان يتعثّر أثناء ركضه ويقع حتّى كاد أن يغمى عليه من شدّة التعب، وأخيراً عرف هذا القط أنّه لا يستطيع التحوّل لحيوان آخر فقرّر أن يتحوّل لفاكهة؛ فذهب وأخذ قشر بعض الفاكهة وقام بلفّها على نفسه واسترخى ونام.
استرخى وسط أجواء الطبيعة الخلّابة وهو يتخيل نفسه شيئاً من الفاكهة، وبينما كان نائماً إذ استيقظ على صوت أقدام تمشي حوله، وعندما التفت شاهد بعض الحيوانات تقترب منه وتريد التهامه ظنّاً منها أن هذه فاكهة، شعر القط بالذعر الشديد وفرّ هارباً.
في نهاية الأمر وبعد جميع المحاولات التي قام بها القط، شعر بالندم لعدم رضاه عن نفسه، وأدرك بأنّه عندما استطاع أن ينقذ نفسه من الحيوانات الأخرى لديه ميزة القدرة على الاختباء، فقرّر أن يحب نفسه ويكن راضياً بما يملك وسعيداً في حياته.