الصداقة هي من أجمل المعاني وأعمقها، وهي من أصدق المشاعر لدى الإنسان وحتّى الحيوان، سنحكي في قصة اليوم عن قط كان يظن صاحبه أنّه قط كسول؛ وذلك بسبب نومه طوال النهار، ولكنّه بعد مراقبته له استطاع أن يكتشف بأنّ هذا القط هو صديق رائع لكل من في المنزل، خاصّةً للسلحفاة التي كانت هي تحميه وتعتني به أيضاً.
قصة القط النائم
كان هنالك قط كسول يقضي أوقاته دائماً بالنوم، وكان له محل مخصّص للنوم يختاره كي يبقى مستلقياً، وكان هذا القط الكسول لا يفعل أي شيء سوى النوم، وعندما يسأله أي شخص عن سبب نومه الدائم كان يرد ويقول: أنا أنام لأنّني أشعر بالتعب دائماً، ولكن كان من حوله يتفاجؤون بقوله، وما هو سبب تعبه؛ حيث أنّه كان لا يبذل أي مجهود، ولا يقوم بفعل شيء آخر سوى النوم.
أكثر من كان يتفاجأ بذلك القط هم أصحاب المنزل الذي يعيش عندهم هذا القط الكسول، وفي مرّة من المرّات قرّر صاحب المنزل أن يقوم بمراقبة القط كي يرى إن كان ينام بالليل أيضاً، وكان يريد أن يراه ماذا يفعل بالليل، وعندما تسلّل صاحب المنزل ليلاً إلى الصالة حيث يوجد القط، رآه يجلس أمام حوض السمك وينظر إليه، وكان أيضاً يقوم بمراقبة السلحفاة وكأن القط يعتني بأحلامها بصمت.
ظلّ صاحب المنزل يراقب القط دون أن ينتبه القط لوجوده، وفي صباح اليوم التالي عاد القط ونام كعادته على الأريكة، في ذلك الوقت شعر صاحب المنزل أنّه قد استطاع أن يفهم ما هو سبب نوم القط نهاراً، وقال في نفسه: يبدو أنّ هذا القط يبقى مستيقظاً طوال الليل كي يراقب السلحفاة ويقوم بحمايتها، ولهذا السبب يظلّ نائماً في النهار، يبدو أنّه يحب صديقته السلحفاة كثيراً.
وفي نفس الوقت كانت السلحفاة تجلس دائماً بالقرب من ذلك القط نهاراً، وكأنّها تعتني به وتحميه كما يفعل هو معها في أثناء الليل، عندها شعر صاحب المنزل أن هذا القط ليس بكسول، بل هو قط رائع يقوم بالاعتناء بأصدقائه وحمايتهم والاهتمام بهم، فهو حقّاً صديق رائع.
