علينا تعليم أطفالنا تقبّل واقعهم وظروفهم؛ فهذا يساعدهم على العيش بسعادة تامّة، بالإضافة إلى أنّ هذا الأمر يمنعهم من مقارنة أنفسهم بالآخرين، هذا ما تعلّمه الأسد من صديقه القنفذ المتواضع، الذي كان راضياً بمنزله البسيط المتواضع.
قصة القنفذ المتواضع
في إحدى الغابات البعيدة كان الأسد ملك الغابة يسير وحيداً، وكانت علامات القلق واضحة على وجهه، وكان يفكّر بكثير من الأمور التي تشغل ذهنه، وبينما كان الأسد يسير إذ رأى القنفذ، وعندما رآه الأسد طلب منه أن يأتي لزيارته في منزله، وافق القنفذ على زيارة الأسد في منزله، وعندما دخل القنفذ منزل الأسد تفاجئ بضخامته وحجمه الواسع، وكان هذا المنزل مبني من الألماس والذهب، بالإضافة للحدائق الغنّاء التي تطل على بحيرة كبيرة وجميلة.
بدأ القنفذ يبدي إعجابه بمنزل الأسد الرائع؛ فنظر له الأسد وقال له: يمكنك أن تعتبر هذا المنزل هو منزلك، ويمكنك أن تأتي لزيارته متى شئت دون تردّد، فرح القنفذ كثيراً بذلك وفكّر هو أيضاً أن يقوم بدعوة الأسد لزيارة منزله، فراح الأسد ورافق القنفذ، وضحكا طوال الطريق، وبينما هما كذلك إذ شاهد الأسد كومة من القش والعيدان والأعشاب ولا بوجد بها أي زهور أو شجر، قال القنفذ وهو فخور بنفسه: هذا هو منزلي أيّها الأسد، فردّ الأسد متعجّباً: أين هو منزلك الذي تتحدث عنه؟ أنا لا أراه.
تعجّب الأسد من هذا القنفذ الذي كان يتحدّث عن منزله البسيط هذا بكل فخر وسرور، وكانت علامات الرضا بادية على وجهه، وفي ذلك الوقت دعا الأسد صديقه القنفذ ليسكن معه في منزله الكبير الفخم، ولكن القنفذ اعتذر منه وقال له: أنا لن أعيش إلّا في منزلي البسيط هذا؛ فنا ولدت وكبرت.
فرح الأسد بهذا القنفذ الذي يملأه الرضا، وشعر بأنّه يجب عليه أن لا يقلق بعد الآن، وأن الرضا هو السبيل للراحة والسعادة، وعليه أن يتقبّل ظروفه وحياته كما هي، فهذا القنفذ على الرغم من عدم امتلاكه لمنزل كبير مثله، إلّا أنّه كان يتحدّث عنه بكل فخر وكأنّه قصر كبير، ومنذ ذلك الوقت صار الأسد والقنفذ من أعز الأصدقاء.