ماذا تعرف عن حيوان القنفذ وحياة صغيره

اقرأ في هذا المقال


القنفذ هو حيوان ثديي قصير وقوي البنية يطلق عليه أحيانًا وسادة مدببة بأرجل، وتمتلك معظم الثدييات فروًا أو شعرًا مرنًا وناعمًا إلى حد ما، ولكن الشعر الموجود على ظهر القنفذ عبارة عن طبقة سميكة من الأشواك (أو الشعر المعدل) المعروفة باسم الريشات، وهذه الريشات مصنوعة من الكيراتين وهو نفس الشيء الذي يصنع منه شعرنا وأظافرنا.

نبذه عن حيوان القنفذ

يمكن أن يكون لون القنافذ أبيض أو بني فاتح إلى أسود مع وجود العديد من الظلال في العصابات على طول ريشاتها، والبطن والوجه والرقبة مغطاة بالشعر الخشن، ولدى بعض القنافذ قناع بني غامق أو أسود على أعينهم، وهذه المخلوقات المثيرة للاهتمام لها أرجل صغيرة، ولكنها قوية وأقدام كبيرة مع خمسة أصابع لكل منها، والاستثناء هو القنفذ ذو الأصابع الأربعة الذي بأربعة أصابع، ومخالب منحنية تجعل القنافذ حفارات مذهلة، وأنف طويل مع أنف مبلل يمنحهم حاسة شم ممتازة، وآذانهم كبيرة مقارنة بحجم الجسم مما يمنح المخلوقات الصغيرة الشائكة إحساسًا جيدًا بالسمع.

وهو ليس ما يعرف بالنيص ولكن أقرب أقارب القنفذ هم القمر الزبابة والشامات (moonrat)، وغالبًا ما يخلط الناس بين النيص والقنافذ لأنّ الاثنين يشتركان في خاصية مشتركة وهي الريشات.

أفضل دفاع للقنفذ ضد الحيوانات المفترسة هو درعه الخارجي الشائك، فمع وجود حوالي 3000 إلى 5000 ريشة تغطي ظهره يمكن للقنفذ حماية نفسه من الحيوانات المفترسة التي تعتقد أنّه سيقدم وجبة خفيفة لذيذة، وعند التهديد يرفع القنفذ ريشاته منتصبة بنمط متقاطع، مما يجعل جسمه مدببًا وحادًا، ويستخدم عضلات بطنه وعضلات ظهره وبشرته الزائدة لثني رأسه ورجليه وذيله ليتحول إلى كرة كاملة مما يحمي بطنه الناعم، ويصعب على الحيوانات المفترسة فتح الكرة الصلبة من المسامير.

يروي الفولكلور الروماني والصيني القديم حكايات القنافذ التي تحمل الفاكهة على ريشاتها، وعلى الرغم من أنّ الفاكهة والأوراق والأغصان قد تعلق على إحدى هذه الوسائد، إلّا أنّ القنافذ لا تستخدم ريشاتها لنقل الطعام، وربما تكون أكبر أسطورة على الإطلاق هي أنّ القنفذ يمكنه إطلاق ريشاته، ولكن تمامًا مثل شعر الإنسان الذي يتساقط فإنّه من الممكن أن تتساقط ريشات القنفذ أو تتكسر، ولكن القنفذ لا يستطيع إطلاق ريشاته للدفاع عن نفسه.

في أوروبا يعتبر الناس القنافذ أصدقاء للفناء الخلفي والحدائق، وغالبًا ما توجد هذه القنافذ في أحواض الزهور وحدائق الخضروات وأكوام السماد، ويصنع بعض البستانيين أعشاشًا من القش أو التبن أو الصناديق لجذب القنافذ، وفي المقابل يأكل القنافذ القواقع والرخويات وآفات الحديقة الأخرى.

الموئل والنظام الغذائي

يمكن أن يعيش القنفذ في العديد من الموائل المختلفة من الصحراء إلى الغابة وما وراءها، وتعيش أنواع المساكن الصحراوية في مناطق لا تتلقى سوى القليل من الأمطار، ويعيش آخرون في جميع أنحاء آسيا، وتنتشر القنافذ الأوروبية على نطاق واسع في أوروبا من البحر الأبيض المتوسط ​​إلى الدول الاسكندنافية، وفي إفريقيا تعيش القنافذ في السافانا والغابات وحتى شوارع المدينة حيث تتجول على طولها بحثًا عن الحشرات.

يعيش القنفذ على الأرض وليس على الأشجار، وإنّهم يحبون العيش بمفردهم وقد يكونون إقليميين، وبعض القنافذ تحفر جحورًا في التربة يصل عمقها إلى 20 بوصة (50 سم)، ويفضل البعض الآخر عمل أعشاش بأوراق وأعشاب وفروع ميتة، وتختبئ قنافذ الصحراء بين الصخور أو تحفر في الرمال هربًا من حرارة الصحراء، وفي آسيا غالبًا ما ينتقل القنفذ طويل الأذنين إلى الجحور التي خلفتها السلاحف والثعالب والجربوع وثعالب الماء.

القنافذ آكلة للحشرات، ولكن يمكنهم أيضًا أكل الكائنات الأخرى التي تعيش على الأرض مثل الرخويات والقواقع، ويتغذى القنفذ الأوروبي على ديدان الأرض والخنافس والديدان الألفية واليرقات والرخويات والقواقع وحلق الأذن وبيض الطيور والكتاكيت، وبعض القنافذ مثل تلك الموجودة في صحاري إفريقيا تأكل حتى الحيوانات البرية الميتة والقوارض الصغيرة والثعابين والعقارب، وتشمل قائمة القنفذ الجنوب أفريقي كل ما سبق بالإضافة إلى الفطريات والضفادع والسحالي والنمل الأبيض والجنادب والعث، وتشمل بعض التحوطات الفاكهة والجذور والأعشاب والأوراق والبذور جنبًا إلى جنب مع الطبق الرئيسي الزاحف.

القنافذ نشطة في الليل، حيث يحفرون ويمضغون ويتغذون في أحلك الساعات، وفي الواقع من غير القانوني أن يكون لدى المرء القنفذ كحيوان أليف في العديد من الأماكن، فالقنافذ لها أسنان ما يصل إلى 44 منهم ومثل أي حياة برية لها أسنان يمكنهم أن يعضوا، كما يمكنهم أيضًا أن يكونوا حاملين الطفيليات على ريشاتهم، والقنافذ مخلوقات رائعة ولكن تذكر أنها ليست محبوبة مثل الكلب أو القطة.

الحياة العائلية وصغار القنفذ

يُطلق على القنافذ الصغيرة اسم الخنازير الصغيرة أو دِرْص، وعادة ما تلد الأنثى البالغة من أربعة إلى سبعة صغار مرة أو مرتين في السنة، ويبدو الأطفال حديثي الولادة مثل اليرقات البيضاء السمين، ولديهم ريش عند الولادة ولكنها ناعمة ومرنة، وأثناء الولادة يتم تغطية الريش بجلد منتفخ مملوء بالسوائل لتجنب إيذاء الأم، وفي غضون يوم واحد يتقلص جلد الخنزير ويظهر حوالي 150 ريشة بيضاء.

في عمر أسبوع قد تدفع الصغار بعضها البعض على إمدادات الحليب، وبحلول الوقت الذي يبلغون فيه من العمر شهرًا يكونون قد فتحوا أعينهم وظهرهم يحتوي على ريشات كثيفة داكنة، وتأخذ الأم صغارها في رحلات البحث عن الطعام وتوضح لهم كيفية العثور على الطعام، وإذا تم فصل القنفذ الصغير عن والدته فقد يصدر صوتًا أو صفارة لإعلام أمه بمكان العثور عليه، والقنافذ البالغة تصرخ وتنتخر عندما تكون متحمسة أو خائفة، وهم أيضا ينخرون أثناء البحث عن الطعام، واعتمادًا على الأنواع يستغرق فطام الصغار من 6 إلى 13 أسبوعًا، وعندما يكونون مستعدين يتركون والدتهم لتبدأ حياة جديدة كقائد منفرد.

الحفاظ على القنافذ

على الرغم من عدم إدراجها حاليًا على أنّها معرضة أو مهددة بالانقراض، إلّا أنّ العديد من القنافذ تواجه تحديات، فقنفذ ميسكينوس هوغي (Mesechinus hughi) والمعروف أيضًا باسم قنفذ شنشي هو مواطن صيني، فإنّه في حالة انخفاض حيث يستخدمها بعض الناس في الغذاء والدواء، وفُقِدَ قنفذ ميسكينوس دوريان (Daurian Mesechinus dauuricus) موطنه الطبيعي في معظم أنحاء الصين ومنغوليا وروسيا فمع زيادة أنشطة التعدين ورعي الماشية ووضع السم لقتل القوارض المحلية.

يفقد القنفذ الهندي باراشينوس ميكروباص (Paraechinus micropus) الموجود في الهند وباكستان بعضًا من نطاقه مع توسع المزارع في موطنه الصحراوي، ويعاني قنفذ مدراس قنفذ مدراس باراشينوس (Paraechinus nudiventris) في جنوب الهند من فقدان الموائل بسبب جمع الأخشاب للوقود وزيادة الأراضي الزراعية والنمو السريع للمدن.

ومع ذلك فإنّ الخبر السار هو أنّ معظم القنافذ لديها تجمعات سكانية مستقرة وليست في خطر كبير، ومع ذلك فإنّ القنافذ ستحتاج إلى مساعدتنا يومًا ما، ويجب إجراء المزيد من الأبحاث حول هذه الثدييات الصغيرة المذهلة، وكلما عرفنا المزيد عنهم كان بإمكاننا حمايتهم بشكل أفضل.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: