الغرور من أسوأ الصفات التي تدفع بصاحبها إلى الهلاك، لذلك يجب أن يتعلم الطفل الصغير التواضع وأن يستمع جيّداً لكلام الكبار، سنحكي في قصة اليوم عن كتكوت صغير ومغرور، لم يكن يستمع لأمّه التي كانت تحذره من المشي وحيداً، حتّى تعرّض لموقف نال به جزاء غروره.
قصة الكتكوت المغرور
كان هنالك كتكوت صغير يعيش مع أمّه، يتصّف بأنّه شقي جدّاً على الرغم من صغر حجمه، وكان دائماً يحب الخروج لوحده، ولكن أمّه تحذرّه من مواجهة المخاطر والحيوانات الكبيرة التي ربّما لن يستطيع مواجهتها لوحده، لكن الكتكوت لم يكن يبالي بكلام أمّه ويصرّ على الخروج لوحده.
في يوم من الأيام قرّر الكتكوت أن يخرج من المنزل لوحده كعادته، ولكن أمّه أرادت منعه ولم يقبل وقال في نفسه: لا بد لي أن أخرج لوحدي وحتّى لو كنت صغير الحجم؛ فأنا سأثبت لأمي أنّني قوي ويمكنها الاعتماد علي، وعندما سار قابل لأول مرّة الإوّزة؛ مدّت الإوزة رقبتها إلى الكتكوت تنظر له؛ فوقف أمامها وقال: أنا لا أخاف منكِ.
بعد ذلك قابل الكلب، ظلّ واقفاً أمامه وأظهر الشجاعة وقال له: أنا لا أخاف منك حتّى لو كنت أكبر من الإوّزة، وعندما سار وأكمل طريقه فوجد الحمار، نظر له وقال: أنت حقّاً أكبر من الكلب ولكن أنا لا أخاف منك، نهق الحمار وهو ينظر لهذا الكتكوت المغرور ومضى، ثم وجد الجمل وقال له: أنت أكبر من الحمار والكلب ولكن أنا لا أخاف منك.
مشى الكتكوت وكان سعيداً وفخوراً بنفسه لما فعل، قال في نفسه: لقد أظهرت شجاعتي للجميع ولم يستطع أي من الحيوانات أن يؤذيني، لم يكن يعلم ذلك الكتكوت المسكين ماذا ينتظره، مرّ بخليّة النحل وأراد دخول منزل النحل دون خوف، فقامت النحلة الكبيرة بلسعه في رأسه حتّى جرح.
خاف الكتكوت وعاد إلى منزله سريعاً، عندما رأته أمّه سألته: ماذا حدث معك؟ قال لها: لقد ظننت أنني شجاعاً وواجهت كل الحيوانات، حتّى جاءت النحلة الصغيرة وجعلتني أدرك قدر نفسي. قالت له أمه أنت لا تسمع الكلام يا صغيري.