أغلب الأطفال لديهم الكثير من الأصدقاء، ولكن علينا أن نعلم أنّ ليس الجميع هم أصدقاء حقيقيون، سنحكي في قصة اليوم عن فتى كان يملك الكثير من الأصدقاء، علمتّه جدتّه حيلة واسمها لعبة الكرسي؛ من أجل التمييز بين الأصدقاء الحقيقيين وغيرهم، فأدرك وقتها أنّ القليل منهم هم أصدقاء بالفعل.
قصة الكرسي
كان هنالك ولد اسمه مارك، كان مارك في المدرسة ولديه الكثير من الأصدقاء؛ حيث كان يفتخر بذلك الشيء كثيراً، وكان دائماً ما يسعى للحصول على أكبر عدد من الأصدقاء، وكان يحظى بمحبة الجميع لأنّه صديق جيّد للجميع.
جلس مارك في مرّة من المرّات مع جدّه، وكان يحدّث جدّه طوال الوقت عن أصدقائه الكثيرين، وفي مرّة من المرّات قال له جدّه: أنت يا مارك تحدثّني طوال الوقت عن أصدقائك وأنا أريد أن أراهنك على أنّك لا تملك أكثر من زملاء صف فقط، وأريد أن يكون هذا الرهان مقابل كيس من البوشار، وافق مارك على ذلك.
ذهب مارك إلى جدتّه؛ حيث كان قد اعتاد على أن يستشيرها بكثير من الأمور التي تخصّه، فسألها كيف له أن يميّز إن كان لديه أصدقاء حقيقيون أم لا، فأخبرته جدتّه أن لديها فكرة جيّدة، ذهبت الجدّة وعادت ومعها كرسي غير مرئي وكأنّه غير موجود، وقالت لمارك: انظر لهذا الكرسي هو لك وخاص بك، أريد منك أن تأخذه معك إلى المدرسة لكي تطلب من أصدقائك الجلوس عليه، ويجب أن تعلم أنّه ليس أي شخص باستطاعته فعل ذلك، ومن خلال هذا الأمر ستعرف من هو صديقك الحقيقي.
ذهب مارك في اليوم التالي إلى المدرسة حاملاً معه الكرسي، وطلب من أصدقائه تكوين دائرة ووضع الكرسي بداخلها وقال لهم: هنالك كرسي بالدائرة ولكنّه كرسي مسحور غير مرئي، وأنا سأذهب وأجلس عليه فقط انظروا إليه، ذهب مارك للجلوس أول مرّة ولكنّه وقع على الأرض فضحك الجميع، نظر لهم وقال انتظروا قليلاً لم أجلس صحيحاًَ سأحاول مرة أخرى.
قام مارك بأكثر من محاولة ولكنّه لم ينجح بأي منها، وتفاجأ بأن أغلب أصدقائه يقولون عبارات ساخرة، في ذلك الوقت علم مارك من هم الأصدقاء الحقيقيون؛ حيث نظر من حوله فوجد ثلاثة منهم يحملونه لكي لا يقع على الأرض، فأدرك أنّهم هم الأصدقاء الحقيقيون.
عاد مارك وأصدقائه الثلاثة إلى منزل الجد والجدّة، وأخبرهم بالحيلة التي أخبرته بها جدتّه، واستمتعوا بأوقاتهم بسماع القصص المسليّة، ومن وقتها أصبح الجميع يلعب لعبة الكرسي لمعرفة الأصدقاء الحقيقيين.