من أعظم الأخلاق وأنبلها هو الوفاء، فهو خلق جميل ومحمود عند الناس، وسنحكي في قصة اليوم عن فتاة تملك جرو صغير ربّته حتى أصبح كلباً، وكان هدية من والدتها قام بإنقاذ حياتها، العبرة من القصة هي: لا يقاس الوفاء بما تراه أمام عينيك بل بما يحدث وراء ظهرك.
الكلب الوفي:
كان هنالك فتاة جميلة واسمها روزة، في يوم ميلادها أهدتها والدتها جرو صغير، فرحت به روزة كثيراً وربّته حتّى أصبح كبيراً، وكان الكلب يحب روزة ويخاف عليها ويقوم بحمايتها من أي أذى يعترضها، وينتظر عودتها من الروضة في كل يوم.
كبر هذا الكلب وأصبحت روزة تذهب إلى المدرسة وهو برفقتها، وفي يوم من الأيام قرّرت روزة أن تذهب للتنزه إلى الوادي المجاور لقريتها، وكان الطقس حارّاً يومها، فشعرت روزة وكلبها بالتعب الشديد، وبدأ الكلب يلهث من شدة العطش، وفجأة وأثناء سيرهما وقعت روزة على الأرض من شدة التعب وفقدت وعيها.
كنت روزة قد أغشي عليها وظل الكلب بجانبها ينبح خوفاً عليها ويستنجد باي أحد، ولكن لم يكن أي أحد يسمع الكلب أو يمر من تلك المنطقة، شعر الكلب بالحزن على صديقته روزة وظل بجانبها ولم يتركها أبداً.
وفي المساء كانت روزة لا تزال ملقاة على الأرض وبجانيها كلبها الوفي، حتى مرّ بهما رجل بدوي وكان في طريق عودته إلى خيمته، فأخذ روزة وأنجدها وأسقاها الماء ووضع على رأسها منديلاً مبلّلاً، ظل هذا الرجل يحاول مساعدة هذه الفتاة المسكينة حتى تستفيق، بينما الكلب انطلق مسرعاً لإخبار والديها بما حدث بعد أن اطمئن أن روزة في مكان آمن.
عندما وصل الكلب إلى المنزل وجد والدي روزة في قلق شديد، ذهب إلى الأب وبدأ بشد طرف ثيابه كعلامة أنّه يطلب منه اتبّاعه، فهم أخيراً والد روزة طلب الكلب وقام باتبّاعه إلى حيث الخيمة، وعندما وصل والدي روزة للخيمة شعرا بالاطمئنان عليها، وكانت روزة قد استفاقت وفرح الكلب بذلك كثيراً.
في طريق العودة حزن الكلب وشعر أن روزة ووالديها لم يقدرّا ما فعله من أجلهم، ولكنّه تفاجأ عند وصوله المنزل أن روزة قد احتضنته بشدة وشكرته على إنقاذ حياتها، وعندما التفتت روزة وجدت أمّها مسرورة كذلك وأخبرتها بما حدث معها وكيف أنقذها هذا الكلب الوفي، فرحت واحتضنت أمّها لأنّها أهدتها هذا الكلب الوفي، وشعرت أن هذه أغلى الهدايا التي حصلت عليها.