التعالي على الآخرين من أكثر الصفات المذمومة، والتي تودي بصاحبها إلى الندم، سنحكي في قصة اليوم عن كنغر مغرور كان دائماً يسخر من غيره، فجاء الحيوان الذي كان يسخر منه الكنغر بشدّة، واستطاع أن ينتصر عليه ولقّنه درساً عن التعالي والغرور والتقليل من شأن الآخرين.
قصة الكنغر المغرور
كان هنالك كنغر مغرور، دائماً يتفاخر بنفسه بأنّه الكنغر السريع في الجري، من أكثر ما يسعى له هذا الكنغر هو النجاح في جميع المسابقات، والظهور كبطل الجري الوحيد؛ فعندما يتم عقد المسابقات يسعى لأن يكون الأوّل.
ولكن في إحدى السباقات ذهب ضحية هذا الكنغر المغرور بطريق صغير؛ حيث قام الثعلب بالإعلان عن مسابقة جري ستتّم في الغابة، وأخبر الثعلب جميع الحيوانات أن البطل القادم سيكون البطريق المسكين.
ظنّت جميع الحيوانات أن هذا الثعلب يسخر من البطريق وأن كلامه مجرد سخرية، فلم تعطِ لهذا الموضوع أي اهتمام، أمّا الكنغر المغرور فشعر بالغضب الشديد وصار يسخر من البطريق بأسلوب سيء؛ فهو لا يهتم إلّا لنجاحه في السباق.
سمع البطريق سخرية الكنغر منه وأراد أن يمتنع عن السباق، ولكنّه كان يدرك بأن لهذا السباق قوانين يجب اتبّاعها والخضوع لها؛ لذلك اضطر أن يتبع الثعلب الذي كان برفقته مجموعة من الحيوانات إلى مكان السباق، وصل الثعلب ومن معه إلى قمة الجبل العالية.
وكانت الحيوانات جميعها تضحك على طريقة البطريق في المشي؛ حيث كان يزحف على بطنه أحياناً وينزل أحياناً أخرى، وصلت الحيوانات إلى قمة الجبل الذي كان يبدو شكله مثل فوهة البركان، وكان على القمة متسع لبحيرة، ساد الصمت فجأةً وأعلن الثعلب أن السباق سيكون من هذا المكان إلى الناحية الأخرى من تلك الفوهة المليئة بالماء.
عندما بدأ السباق استطاع البطريق الركض والسباحة بالماء بطريقة سريعة ورائعة، ووصل إلى الناحية الأخرى بسهولة، أمّا الكنغر عندما أراد البدء بالجري غرق داخل الماء ولم يستطع أن يخرج من الماء بسهولة، علم وقتها الكنغر أنّه لن يستطيع السخرية من البطريق بعد ذلك.
لم يفز الكنغر بالسباق، ولكنّه تعلّم من هذه التجربة أن لا يقلّل من شأن أحد، وأن يتوقّف عن التباهي والتعالي على الآخرين، اعتذر الكنغر من البطريق وكانت جميع الحيوانات فخورة به لأنّه لقّن الكنغر المغرور درساً، واستطاع أن يثبت جدارته بقوّة.