قصة اللص والتاج

اقرأ في هذا المقال


من أسوأ الصفات هي الغرور، وهي صفة تجعل الشخص لا يلتفت إلّا لنفسه، هذا ما حدث مع الحاكم المغرور الذي كان لا يلتفت إلّا لنفسه ولأناقة ملابسه ومظهره؛ لهذا السبب جاء أحد اللصوص وقام بخداعه لشراء تاج مزيّف، وعندما تم اكتشاف أمر خداع هذا اللص، أدرك وقتها هذا الحاكم ما هي عاقبة الغرور، وكيف أنّ غروره قد جعل لصوص البلدة يقومون بخداعه واستغلاله؛ فقرّر التوقّف عن هذا الغرور والالتفات لمصلحة شعبه.

قصة اللص والتاج

كان هنالك في قديم الزمان ملك مغرور يحكم إحدى البلاد، كان هذا الحاكم مغرور بنفسه كثيراً، وكان يحبّ أن يهتم بمظهره كثيراً ولا يهتم بأي شيء غيره كالاهتمام بشعبه أو الاهتمام بمصالح بلده، وكان في القرية المجاور لتلك البلدة إحدى اللصوص الذي سمع عن هذا الملك، قرّر هذا اللص أن يقوم بحيلة ضدّ هذا الملك ويحاول إقناعه بأنّه يبيع تاج سحري.

من شدّة غرور هذا الملك بالمظاهر قام بتصديق اللص، واشترى منه هذا التاج بمبلغ كبير، وأخبره بأنّ ذلك التاج من يلبسه يصبح ذو مظهر رائع وجذّاب وأنّه ستتحوّل ملابسه وتظهر بلون الذهب الخالص، وعندما قام الملك بلبس هذا التاج وخرج إلى شعبه، تفاجأ الجميع بأنّ الملك قد ظهر بمظهر عادي جدّاً.

وعندما قام الملك بسؤال أحد حاشيته عن آراء الشعب بمظهره والتاج الذي كان يضعه، تفاجأ بأنّه قال له: يا سيدي الحاكم لم يثني أي أحد على هذا التاج، ولم يذكر أحدهم بأنّه قد رأى الملابس الذهبية بل إن الجميع قد رأى ملابس الحاكم العادية، تفاجئ الحاكم من ذلك وقرّر استدعاء هذا اللص المخادع ومعاقبته.

وعندما حضر اللص أمام الملك قال له: لماذا قمت بخداعي بهذا التاج؟ قال له اللص معترفاً: لقد سمعت يا سيدي الحاكم كثيراً عن غرورك واهتمامك بملابسك؛ لذلك حاولت أن أخدعك وأغريك بهذا التاج، وهو تاج عاديّ جدّاً، في ذلك الوقت قرّر الملك سجن هذا اللص، وشعر بأنّ هذا اللص قد لقّنه درساً عن غروره لن ينساه، وكيف أن هذا الغرور قد جعله لم يلتفت لسعادة شعبه بل كان ينتبه لسعادة نفسه فقط.


شارك المقالة: