قصة اللص والشيطان

اقرأ في هذا المقال


كما يقال بأن الطمع ضرّ ما نفع؛ فالطماع شخص يقضي عمره بمحاولته لأخذ كل شيء لنفسه، ولكن هذا الطمع دائماً ما يجرّ صاحبه للخسارة، هذا ما حدث بين اللص الذي اجتمع مع الشيطان أمام منزل رجل طيب، وكان كل منهما يريد أخذ شيء من هذا الرجل، ولكن بسبب طمع كل منهما نشب بينهما خلاف كبير، تمّ كشف أمرهما، ولم يستطع منهما أخذ أي شيء.

قصة اللص والشيطان

في إحدى القرى القديمة يسكن رجل يمتلك مزرعة صغيرة ولديه بقرتان؛ كانت البقرتان التي يمتلكهما هذا المزارع مميّزتان عن غيرهم من البقر، وكان جميع أهل القرية يتحدثّون عن جمال هاتين البقرتين وكثرة إنتاجهما للحليب، واحدة منهما لونها أبيض صافي، أمّا الثانية فلونها بني فاتح، يستيقظ هذا المزارع النشيط باكراً كل يوم يطعم أبقاره ويسقيها، ثم يقوم بحلبها وملء هذا الحليب بالدلاء لبيعه.

في نفس القرية يسكن لص طمّاع اسمه ابراهام، كان هذا اللص فقير الحال ولا يمتلك من نفسه إلّا السرقة، وفي يوم من الأيام بينما كان هذا اللص يمشي في القرية إذ رأى هاتين البقرتين الجميلتين، ورأى الحليب الغزير الذي تنتجهما، فقال في نفسه: ما أجمل هذه الأبقار، لو أنّني أستطيع سرقتها لكنت قمت ببيع الحليب وأخذت ثمنه، وقمت بتسديد كل ديوني، ولكن علي التخطيط لهذا الأمر جيّداً.

قال اللص في نفسه: سوف أنتظر حلول الليل عندما ينام الجميع وأقوم بسرقة هاتين البقرتين دون أن يراني أحد، وبالفعل عندما حلّ الليل بدأ اللص بتجهيز نفسه للذهاب لمنزل صاحب البقرتين، وعندما اقترب منهما بدأ يتسلّل ببطء لكي لا يسمعه أحد، ولكنّه فجأة شعر بأنّ هنالك يد على كتفه، شعر اللص بالخوف وعندما التفت خلفه وجد خيال رجل عملاق وكأنّه يلبس ثياباً طويلة.

تفاجأ اللص من هذا الخيال وقال له: من أنت؟ وماذا تريد منّي؟ قال له الخيال: أنا هو الشيطان، أنت من وماذا تفعل هنا؟ قال له اللص: أنا في الحقيقة لص وجئت لكي أسرق، قال له الشيطان: أخبرني ماذا تريد اليوم أن تسرق، قال له اللص: أنا أريد أن أسرق هاتين البقرتين، وأشار لهما بيديه، قال له الشيطان: أنا كذلك جئت لمنزل هذا الرجل الطيب وأريد أن آخذه معي.

قرّر اللص والشيطان الاتفاق على تنفيذ عملية السرقة؛ فاللص يأخذ الأبقار والشيطان يأخذ الرجل، ذهب كل منهما واختبأ خلف جدار المنزل الخلفي، اقترب اللص من غرفة هذا الرجل وبدأ يسترق السمع، كان الجو هادئاً وعمّ الصمت ثم قال: أنا الآن أستمع إلى صوت شخير هذا الرجل يبدو أنّه نائماً، قال له الشيطان: حسناً دعنا نبدأ، قال اللص: اعتقد أنّه من الأفضل أن أذهب لفناء المنزل أوّلاً وأقوم بسرقة البقرتين بعد ذلك اذهب أنت وخذ هذا الرجل.

نظر الشيطان نظرة شك لهذا اللص وقال: من الممكن أن تصدر هاتين البقرتين أصوات ضجيج ويستيقظ هذا الرجل، ماذا سأفعل حينها؟ قال له اللص: لا تقلق سوف آخذ البقرتين واذهب بهما سريعاً، قال له الشيطان: كلّا أنا سوف آخذ هذا الرجل بسلام بعد ذلك يمكنك أن تقوم بسرقة أبقاره.

ظلّ اللص يختلف مع الشيطان؛ وفجأة سمع كل منهما صوت صدر من نافذة غرفة الرجل؛ وعندما نظر اللص وجد الرجل قد استيقظ، فرّ كل منهما هارباً خوفاً من أن يستمع الرجل لخلافهما، واتفقا على القدوم يوم غد، وبالفعل غادر اللص والشيطان المكان على الفور، على أن يعودا يوم غد.

في اليوم التالي عاد اللص والشيطان بعد حلول الليل، وبدأ اللص يسترق السمع كما كان يفعل حتّى تأكّد بأن الرجل قد ذهب في نومه العميق، ثم قال اللص: سأذهب وآخذ البقرتين وأسرع بالذهاب قبل أن يستيقظ الرجل، فقال له الشيطان: كلّا؛ فأنا أخاف أن يستيقظ فجأة كيوم أمس، علي أن آخذه أوّلاً ومن ثم يمكنك أنت أن تأخذ البقرتين.

ظلّ الشيطان واللص على خلاف وتعالت أصواتهما، فجأةً غضب اللص من هذا الشيطان وقرّر أن يعاقبه؛ فصاح بصوت عالي: استيقظ أيّها الرجل؛ فهذا الشيطان يريد أن يأخذك إليه، وعندما سمع الشيطان ذلك قرّر أن يقول: استيقظ أيّها الرجل فهذا اللص يريد سرقة أبقارك.

استيقظ الرجل من الصوت الذي سمعه وقام بإضاءة مصباحه، وعندما رأى اللص والشيطان ضوء المصباح فرّ كل منهما هارباً، وبسبب أعمالهما ونيّتهما السيّئة وطمعهما، لم يستطع أحد منهما أن يأخذ أي شيء.

المصدر: قصص الاطفال/مقهى الكتب/2019قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبالله2010قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: