قصة الماعز الثلاثة

اقرأ في هذا المقال


الحيوانات الأليفة من أكثر ما يحبّه الأطفال؛ فهي بمنظورهم ترمز للخير والسلام والألفة على العكس من الحيوانات المفترسة، ودائماً ما تواجه الحيوانات الأليفة في حياتها الكثير من الحيوانات المفترسة، ولكن الخير ينتصر على  الشر دائماً، وسنحكي في هذه القصة عن ثلاث من الماعز يواجهون حيوان مفترس كان يريد التهامهم، ولكنه لم يستطيع فعل ذلك والسبب في ذلك هو ذكاء أحدهم وحكمة الآخر وقوة جسمه، والعبرة من هذه القصة تعليم الأطفال كيفية مواجهة المشاكل من خلال التفكير الذكي واستخدام القوة الجسدية كذلك.

الماعز الثلاثة:

كان هنالك ثلاثة من الماعز يعيشون على تلة خضراء بالقرب من النهر، وكان هؤلاء الماعز مختلفين في الحجم والشكل؛ فواحد صغير وواحد متوسط الحجم وواحد كبير ولديه قرون كبيرة، وكان من أكثر ما يحبّون فعله هو أكل الأعشاب والشرب من النهر طوال اليوم، وكانوا سعيدين بحياتهم على هذه التلة.

ولكن في يوم من الأيام حدث شيء غريب لم يتوقّعوه وهو أنهم قد أكلوا العشب الموجود على التل كلّه ولم يبق منه أي شيء، فصرخ الماعز الصغير قائلاً: وماذا سنأكل الآن؟ فقال الأخ الأوسط: لا تقلق يا أخي الصغير فهنالك مرج خصب مليء بالأعشاب بالطرف الآخر من النهر، فقال الأخ الكبير: نعم هذا صحيح علينا فقط أن نعبر النهر لنستطيع الوصول إليه.

كان عبور الجسر الخشبي الموجود على النهر أمر خطير جدّاً؛ وكان هؤلاء الماعز الثلاثة خائفين من فعل هذا الشيء جدّاً؛ لأنّهم يعرفون أن هنالك غول كبير فوق هذا الجسر الخشبي، كان هذا الغول كريه الرائحة وذو عيون حمراء وشعر كثيف وأسنان حادة ويقوم بالتهام كل من يحاول أن يعبر هذا الجسر.

كان هذا الغول بانتظار الماعز لعبور الجسر، ويبدو أن الفرصة التي طالما كان بانتظارها ستأتي أخيراً؛ فلم يبق لدى هؤلاء الماعز حلاً آخر سوى عبور الجسر، فهم جائعين بشدة وبدأ الأخ الأكبر بالسؤال: من سيعبر الجسر أوّلاً، فرد الصغير: أنا سأعبر أوّلاً وبدأ يقفز على الجسر الخشبي بحوافره فسمعه الغول وقفز من تحت الجسر فقال: من يعبر على الجسر فوقي، وحاول أن يبدو شجاعاً وأجابه: أنا الماعز الصغير أريد عبور الجسر للطرف الآخر من النهر، فقال له الغول: لا لن تفعل فأنا سألتهمك، كان الماعز الصغير خائفاَ ولكنه كان ذكي فقال له: لا تأكلني فأنا ماعز صغير ولن أكون وجبة مشبعة وممتعة يمكنك انتظار أخي الأوسط فهو قادم للجسر.

قال الغول للماعز: حسناً يمكنك عبور الجسر، فعبر الماعز الصغير باقي الجسر وذهب للناحية الأخرى عند العشب، فقال الأخ  الأوسط: الآن حان دوري سأذهب لأخي الصغير، وبدأ يمشي بحوافره على الجسر الخشبي ويصدر الأصوات التي جعلت الغول يقفز ويقول: من يعبر فوق جسري الخشبي؟ فأجاب الماعز: أنا الأخ الأوسط وأنا أعبر النهر لأذهب لأخي الصغير، فمنعه الغول وقال: لن تفعل فأنا سألتهمك ها ها ها، كان الماعز الأوسط خائفاً ولكنه كان ذكي كأخيه الصغير فقال: أنا كلّي جلد وعظام وإن أنت التهمتني فلن تشبع، ولكن إن انتظرت أخي الأكبر فسوف يأتي وتأكله ويكون الوجبة المثالية لك.

قال له الغول: حسناً يمكنك عبور الجسر، وعاد الغول لأسفل الجسر، وانضم الماعز الأوسط لأخيه الصغير، وكان الماعز الأكبر ينظر إلى إخوته الذين عبروا الجسر ويريد لحاقهم، بدأ الماعز الكبير يفكّر وقرّر أخيراً عبور هذا الجسر، وعندما بدأ بعبور الجسر وبدأت حوافره تصدر صوتاً وسمعه الغول فقفز للمرة الثالثة وقال: من يصدر هذا الصوت فوق جسري فأجاب الماعز: أنا الماعز الأكبر أريد الانضمام لإخوتي على الطرف الآخر من النهر، فقال له الغول: لا لن تفعل فأنا سألتهمك أيها الماعز الكبير لأنني جائع جدّاً ها ها ها.

كان الماعز الكبير يتصّف بالشجاعة ولم يكن خائفاً من الغول على عكس إخوته؛ وهذا لأنه ضخم الحجم وكان غاضباً من الغول كثيراً، فقام بتوجيه قرونه الضخمة للغول وركض عليه فرفعه بقرونه للأعلى وسقط في النهر، وأكمل الماعز الكبير طريقه للطرف الآخر من  النهر وانضم لأخويه الصغيرين، فاجتمعوا جميعاً وقضى الماعز الثلاثة يومهم بأكل العشب وشرب الماء من النهر وهم سعيدين جدّاً بذكاء أحدهم وشجاعة الآخر.


شارك المقالة: