قصة المرأة الضفدع أو (The Toad-Woman) هي حكاية فولكلورية أمريكية أصلية، للمؤلف، كورنيليوس ماثيوز، نشرت عام 1869، للناشر: Allen Brothers, New York.
الشخصيّات:
- الشاب.
- المرأة الضفدع.
- الأم.
- الكلب.
قصة المرأة الضفدع:
كان هناك امرأة شابة لديها حظاً سعيداً حيث كانت تعيش بمفردها في الغابة مع عدم وجود أحد بالقرب منها سوى كلبها الصغير، لدهشتها، كانت تجد اللحوم الطازجة كل صباح عند بابها، وكانت متحمسة للغاية لمعرفة من هو الذي يوفره لها، وعند مراقبتها شاهدت ذات صباح عندما أشرقت الشمس، شابًا وسيمًا يتجول بعيدًا في الغابة، وبعد أن رآها أصبح زوجها وأنجبت منه ولدًا.
وبعد فترة وجيزة من زواجهما، خرج ذات يوم كالعادة للصيد، ولكنّه لم يعد في المساء كعادته، فانتظرت زوجته حتى وقت متأخر من الليل، لكنّه لم يأتي، وفي اليوم التالي، قامت بأرجحة طفلها لينام في مهده، ثمّ قالت لكلبها: اعتني بطفلي وأنا سأغادر، وعندما يبكي أصرخ لي وسأعود على الفور، كان المهد مصنوعًا من أجود أنواع الخشب والصدف، وكانت جميع زخارفه من الأشياء الثمينة.
بعد وقت قصير، سمعت المرأة صرخة الكلب، وعادت إلى المنزل بأسرع ما يمكن، ووجدت طفلها قد ذهب والكلب أيضًا، وعندما نظرت حولها، رأت قطعًا مبعثرة على الأرض من خشب مهد طفلها، وعرفت أنّ الكلب كان مخلصًا، وقد بذل قصارى جهده لإنقاذ طفلها من أن يُحمل، كما عرفت أنّ طفلها حُمل بواسطة امرأة عجوز، من بلد بعيد تسمى المرأة الضفدع.
أسرعت الأم بأقصى سرعة في مطاردتها، وبينما كانت تركض على طول الطريق، كانت تأتي من وقت لآخر إلى مساكن تسكنها نساء كبيرات في السن، اللواتي أخبرنها في أي وقت هربت السارقة مع الطفل، كما أعطينها حذاء قد تتبعها به، كان هناك عدد من هؤلاء النساء المسنات اللائي بدأن كما لو كن فتيات صغيرات، وعرفن ما سيحدث مع ابنها قبل أن تعرف هي.
كانت كل واحدة منهن تقول لها أنّه عندما تصل إلى المنزل التالي، يجب عليها أن تخرج أصابع قدمها من الأحذية التي قدمنها لها، وأنّ تلك الاحذية ستعود بأنفسهن، كانت الشابة حريصة جدًا على إعادة جميع الأحذية التي اقترضتها بهذه الطريقة، وهكذا تبعت العجوز الشريرة في المطاردة، من الوادي إلى الوادي، ومن تيار إلى مجرى، لشهور وسنوات عديدة.
وعندما جاءت مطولاً إلى نزل آخر الجدات المسنات اللطيفات، كما كان يُطلق عليهن، واللواتي أعطينها آخر تعليمات حول كيفية المضي قدمًا، أخبرتها أنّها أصبحت بالقرب من المكان الذي يوجد فيه ابنها، وطلبت منها أن تبني كوخًا من غصون الأرز بقوة بالقرب من منزل المرأة الضفدع القديم، وأن تصنع طبقًا صغيرًا من اللحاء، وتملأه بعصير العنب البري، ثمّ قالت الجدة: ثم سيأتي الكلب ويكتشفك.
اتبعت الشابة هذه التوجيهات تمامًا كما أعطيت لها، وفي وقت قصير سمعت ابنها الذي كبر الآن، يخرج للصيد مع كلبه، فقامت ونادت الكلب، وسرعان ما دخل الكلب إلى الكوخ، ووضعت أمامه طبق عصير العنب، ثمّ قالت مخاطبة إياه: انظر، يا طفلي، الشراب الجميل الذي تعطيه والدتك، تناول الكلب الشراب بشهية، وغادر المنزل على الفور وعيناه مفتوحتان؛ لأنّ الشراب كان له مفعول خاص حيث من خلاله يمكن أن يرى حقيقة الأشياء كما هي.
عندما نزل في الهواء الطلق، ووقف على رجليه الخلفيتين، ونظر حوله، قال: أرى كيف هي، وانطلق منتصبًا مثل الرجل، وبحث عن سيده الشاب، فاقترب منه بثقة كبيرة، وانحنى وهمس في أذنه بعد أن نظر أولاً بحذر ليرى أنّ لا أحد كان يستمع، فقال له: هذه المرأة العجوز هنا في النزل ليست أمك، لقد وجدت أمك الحقيقية، وهي تستحق أن تتعرف إليها، وعندما نعود من رحلة صيدنا اليومية، سأثبت لك ذلك.
فذهبوا إلى الغابة، وفي نهاية فترة ما بعد الظهر جلبوا معهم كمية كبيرة من اللحوم من جميع الأنواع، فقال الشاب بمجرد أن وضع أسلحته جانبًا، للمرأة العجوز: هل أرسل بعضًا من أفضل هذه اللحوم إلى المرأة الغريبة التي وصلت مؤخرًا، أجابت المرأة الضفدع: لا! لماذا أرسل لها، فقال الشاب، إنّها أرملة مسكينة! وأخيراً وافقت امرأة الضفدع العجوز على أخذ شيء ما وإلقائه على الباب.
ثمّ ذهبت لمنزل المرأة وصرخت: ابني يعطيك هذا، ولكن، بعد أن فكّرت الشابة بتلك المرأة التي خطفت طفلها وجعلتها تشعر بالمرار والحزن الشديدين، لدرجة أنّ الشابة طردتها على الفور من المنزل، وفي المساء، قام الشاب بزيارة غريبة إلى منزله الشابة من غصن الأرز، ثمّ أخبرته أنّها والدته الحقيقية، وأنّ السيدة الضفدع العجوز قد سرقته منها والتي كانت سارقة أطفال وساحرة.
وعندما بدا الشاب متشككًا، أضافت الشابة قائلة: ادّعي المرض عندما تذهب إلى منزلها، وعندما تسألك المرأة الضفدع ما الذي تعاني منه، قل لها أنّك ترغب في رؤية مهدك، لأنّ مهدك كان من حبات أسطوانية صغيرة يصنعها عادة بعض شعوب أمريكا الشمالية الهندية من أصداف، متشابكة معًا وتوضع كزينة أو تستخدم كنقود، ثمّ عرضت عليه تلك القطع ليتأكد.
كانت برّاقة حقيقية، ولونها أبيض وأزرق لامع وجميل، فوضعهما الشاب في حضنه وانطلق، ولكن نظرًا لأنّه لم يكن ثابتًا تمامًا في إيمانه بقصة المرأة الغريبة، أخذ الكلب معه وظلّ بجانبه، وقدم له العديد من الكلمات التشجيعية أثناء سيرهما، ودخلوا البيت معًا، فرأت المرأة الضفدع العجوز أنّ هناك مشكلة آتية من خلال النظر في عيون الكلب.
قال الشاب، وهو يضع يده على رأسه، ويتكئ بشدة على لوح الحديد، كما لو أنّ إغماء مفاجئ قد أصابه: لماذا أنا مختلف جدًا في نظراتي عن نظرات بقية أطفالك؟ فأجابت العجوز: أوه، لقد كانت سماء زرقاء صافية ومشرقة للغاية عندما ولدت، هذا هو السبب، بدا مريضًا جدًا لدرجة أنّ المرأة العجوز سألت مطولاً عمّا يمكنها فعله من أجله.
قال إنّ لا شيء يمكنه أن يفيده سوى رؤية مهده، فركضت على الفور وجلبت مهد من جذع شجرة الأرز، لكنّه قال: هذا ليس مهد، فذهبت وحصلت على مهد آخر، لكنّه أدار رأسه وقال: هذا ليس لي، أنا مريض أكثر من أي وقت مضى، وعندما عرضت عليه أكثر من مهد ورفضهم جميعًا، أحضرت المهد الحقيقي، فرأى الشاب أنّه مصنوع من نفس القطع التي كانت في حضنه.
كان بإمكانه حتى رؤية علامات أسنان الكلب المتروكة على الحواف، لم يكن لديه شك الآن في من هي والدته، وللتخلص من المرأة العجوز، كان من الضروري أن يقتل الشاب دبًا سمينًا، وبتوجيه من الكلب الذي كان حكيمًا جدًا في مثل هذا الأمر، فقد حصل على دباً سميناً، وبعد أن جرّد صنوبرًا طويلًا من كل لحاءه وأغصانه، وضعه على رأسه إلى الشرق وذيله غربًا.
وعند عودته إلى المنزل، أخبر المرأة الضفدع العجوز أنّ الدب السمين كان جاهزًا لها، لكن عليها أن تذهب بعيدًا جدًا حتى نهاية الأرض، للحصول عليه، أجابت العجوز: إنّه ليس بعيدًا ولكن يمكنني الحصول عليه، لأنّه من بين كل الأشياء في العالم، كان الدّب السمين يثير بهجة المرأة الضفدع العجوز، انطلقت في الحال، ولم تكد تغيب عن أنظار الشاب وكلبه، اللذان كانا ينفثان في وجه أطفال المرأة الضفدع العجوز الأربعة الذين كانوا جميعًا أرواحًا سيئة.
ثمّ أنهوا حياتهم، ووضعوا جثثهم على جانب الباب، ووضعوا أولاً قطعة من الدهن الأبيض في كل من أفواههم، في تلك الأثناء أمضت المرأة العجوز وقتًا طويلاً في العثور على الدب الذي أرسلها الشاب لإحضاره، وقد بذلت ما لا يقل عن خمس وعشرين محاولة قبل أن تتمكن من الصعود إلى جثتة، وبعدما حصلت عليه، وعادت والدب الكبير على ظهرها.
بينما كانت تقترب من منزلها، أذهلت لرؤية أطفالها الأربعة يقفون بجانب أعمدة الباب والدهون في أفواههم، فغضبت عليهم وقالت: لماذا إذاً جعلتموني أبحث عن الدب وأنتم تأكلون اللحم هنا ؟ وكانت لا تزال غاضبة أكثر عندما لم يردوا على كلامها، ولكن عندما وجدت أنهم قد ماتوا، ووُضعوا بهذه الطريقة للاستهزاء بها، كان غضبها عظيمًا جدًا حقًا.
فركضت وراء آثار الشاب ووالدته بأسرع ما يمكن، وكانت على وشك تجاوزهم، عندما أحس الكلب اقترابها منهم، اقترب من سيده، وهمس له: دع التوت ينبت لتحتجزها! فصرخ الشاب، وعلى الفور انتشر التوت في جميع أنحاء الطريق لمسافة طويلة، أمّا امرأة الضفدع العجوز التي كانت مولعة بهذا التوت تقريبًا مثل الدببة السمينة.
لم تستطع تجنب الانحناء للقطف والأكل، كانت امرأة الضفدع العجوز حريصة جدًا على المضي قدمًا، لكن كرمات التوت استمرت في الانتشار من كل جانب، وكانت لا تزال تنمو وتنتشر، وبقيت العجوز الشريرة مشغولة في قطف التوت، ولم تتمكن أبدًا من تجاوز الشاب وأمها اللذين عاشا بسعادة مع كلبهما المخلص.