تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية للكاتب ويلكي كولينز، وقد تم تصنيفها من قِبل الأدباء على أنها من الروايات التي تحتوي على عنصر الغموض والإثارة وتمحور حديثها حول مؤامرة دُبّرت ضد شقيقتين من أجل الحصول على ميراثهن.
قصة المرأة ذات الرداء الأبيض
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول شخص يدعى السيد والتر، وقد كان السيد والتر يعمل كمدرس في مجال الفنون في إحدى مدارس المنطقة، وفي يوم من الأيام تم توكيله بمهمة أن يقوم بتعليم شقيقتين فن الرسم، وفي اليوم الذي كان محدد من أجل أن يقوم بالبداية في تعليمهن وأثناء سيره في الطريق للوصول إلى التقى بسيدة غامضة ومخيفة بعض الشيء ترتدي رداء أبيض فقط، وقد كانت تلك السيدة الغامضة هاربة منذ عدة ساعات من مستشفى المجانين.
ولكن في ذلك الوقت حاول المدرس تخطيها وقد استمرار في طريقه إلى منزل الشقيقتين، وبالفعل تمكن من الوصول إلى منزلهن وهي ما تعرف باسم عائلة آل ليميريدج، إلا أنه لم يكن هناك سوى تلك الفتاتين في المنزل، إذ أن والداهن قد توفي منذ وقت، وبعد أن قدم المدرس مجموعة من الدروس للشقيقتين أصبح من أكثر الأصدقاء المقربين من الفتاة الأكبر والتي تدعى ماريان، كما أنه لم يلبث طويلاً حتى وقع في حب وعشق الأخت الصغرى والتي تدعى لورا.
ولكن على الرغم من مرور فترة لا بأس بها من الوقت، إلا أن المدرس لم يخرج من تفكيره تلك السيدة المجنونة، وجراء قربه من ماريان تحدث لها عن تلك المرأة، وفي تلك الأثناء اقترحت ماريان أن يقوما كلاهما بالبحث والتحري حول تلك السيدة، وفي بداية بحثهم توصلوا إلى أنها تدعى آن كاثريك، وحين شاهدتها ماريان لاحظت أن هناك شبه كبير بينها وبين شقيقتها الصغرى لورا، وقد كان ذلك الأمر قد أثار دهشة واستغراب ماريان.
وبعد مرور بضعة أسابيع قرر المدرس أن يعزف عن تعليم الفتاتين؛ وقد كان السبب خلف ذلك القرار هو أن لورا قد تمت خطبتها لشاب يدعى السيد جلايد، ومنذ يوم خطبتها غادر المدرس من حياتهم بسلام، ومن هنا بدأ دخول السيد جلايد في أحداث حياة هاتين الشقيقتين، وقد كان أكثر ما يجذب الأنظار وإعجاب كل من يشاهده به هو المظهر الأنيق والجذاب الذي يظهر به، وفي أحد الأيام حصل أمر أثار دهشة الجميع، وهو أن وصلت رسالة إلى الفتاة لورا تم إخبارها فيها أن تبتعد عن خطيبها وتتركه، كما تمت الإشارة من خلال محتوى الرسالة أنه شخص مريب للغاية، وقد كان مكتوب اسم من قام بإرسال الرسالة وهي آن كاثريك.
ومنذ ذلك الوقت وقد بدأت الشكوك تدور حول خطيب لورا، وما زاد من تلك الشكوك هو أن السيد جلايد طلب بعض الطلبات القانونية والتي وصفت أنها مراوغة بخصوص الميراث الذي سوف تحصل عليه لورا، إذ أن ذلك الأمر تسبب في إزعاج محامي العائلة إلى حد كبير، وبدأ التردد يقطن داخل لورا بالزواج من السيد جلايد، إلا أن الأيام مرت بسرعة وجاء موعد الحفل وتزوجا، ولكن على الرغم من إتمام حفل الزواج ذلك، إلا أن ماريان لم تفارق تفكيرها الشكوك حول زوج شقيقتها، كما أنها لم تطمئن وتثق في استمرارية ذلك الزواج.
ومن هنا انتقلت الأحداث لما بعد حفل الزفاف وعلى وجه التحديد بعد أن قضت لورا وزوجها فترة شهر العسل، حيث أنها بعد ذلك قدمت إلى منزل عائلتها وعرضت على ماريان أن تقيم معها في بيت زوجها، وبالفعل وافقت ماريان وانتقلت للعيش في قصر السيد جلايد، كما قدم من أجل الإقامة في ذلك القصر رجل يدعى فاسكو، وهو الصديق المقرب من السيد جلايد وسيدة تدعى اليازور وهي عمة لورا ليقيموا في القصر كذلك، وفي ذلك الوقت بدأت الحال في ذلك القصر تتحول من سيء إلى أسوأ، وهذا ما اضطر الشقيقتان للتأهب طوال الوقت خوفاً من طمع أو أي مكائد ربما يقوم بها كل من السيد جلايد وصديقه اللذان كانا باستمرار يطرحان العديد من الأسئلة حول ميراث لورا.
وبعد مرور أشهر عصيبة على كل من في القصر أصيبت ماريان بأحد أنواع الأمراض الخطيرة، وقد حدث ذلك بعد أن تجسست في يوم من الأيام على حديث السيد جلايد وصديقه في حديقة القصر، حيث أنهما في ذلك الوقت كانا يخططان من أجل العزم على إخراج لورا من القصر، ثم بعد حديثهم ذلك توفيت لورا بشكل مفاجئ في القصر بينما بقيت ماريان به.
ولكن في حقيقة الأمر لم تكن لورا هي التي توفيت، حيث أن صديق زوجها قد استبدلها بالسيدة المجنونة آن كاثريك، وقد تم نقل لورا للإقامة مكان السيدة آن في الملجأ التي كانت تعيش فيه قبل أن يتم إرسالها إلى مستشفى المجانين، وحينما اكتشفت ماريان حقيقة ما حدث قامت بتهريب شقيقتها من هناك، وفي ذلك الوقت استدعت ماريان المدرس والذي كان قد عاد من جديد من مهمته في أمريكا الجنوبية، وقد شنوا حملة لتحقيق العدالة واسترداد حق لورا، التي بنظر الجميع أنها متوفية.
وبعد إجراء العديد من التحريات والتحقيقات في الموضوع توصل المدرس إلى السر الخفي الذي يكمن خلف السيد جلايد، وقد كان ذلك السر يكمن في أنه ابن غير شرعي، ولا يمتلك أي حق في أن يرث أي من ممتلكات لورا، ولكن قبل أن يذيع المدرس ذلك السر توفي السيد جلايد خلال حريق أثناء إحدى محاولاته في منع المدرس من التحري في الأمر.
ولكن في النهاية لم يسعى المدرس إلى فضح أمر صديق السيد جلايد، ولكنه قام بجمع المعلومات حوله، وقد علم من أحد أصدقائه المقربين مجموعة من الحقائق الغامضة حول ماضيه، حيث اتضح أن ذلك الرجل قد هرب في أحد الأيام من إحدى المنظمات السياسية بعد أن تم اكتشاف خيانته عدة مرات، وبعد ذلك واجهه المدرس بذلك، وحينما سمع الصديق بكل ما توصل له المدرس حوله اعتراف بشكل مفصل بكل أمر فعلاه هو والسيد جلايد المخادع لزوجته وشقيقتها، ثم فرّ من المدينة بأكملها، لكن منظمته السياسية السابقة عثرت عليه في النهاية وقام أحد عناصرها بقتله في مدينة باريس.
وأخيراً تزوج المدرس من لورا وأنجبا طفل، وقد حصلت لورا على هويتها من جديد، لكن لم تستطيع أن تستعيد أموالها، وحصلت آن كاثريك على دفن لائق باسمها الحقيقي، وانتقل المدرس ولورا وابنهما وماريان إلى منزل آل ليميريدج بعد وفاة عمهم، وعاشوا جميعًا في حياة سعيدة.