قصة المرأة والفقمة

اقرأ في هذا المقال


يحب الأطفال قصص الخيال والمغامرات، سنحكي في قصة اليوم عن امرأة حدث لها أمر غريب في أسفل البحر؛ حيث تزوّجت من رجل وسيم الشكل، وعاشت معه أسفل البحر طوال حياتها وأنجبت منه الأطفال، ولكن في حقيقة الأمر أن هذا الرجل كان يشبه البشر في شكله فقط، بينما هو فقمة من فقمات البحر.

قصة المرأة والفقمة

في إحدى القرى كان هنالك امرأة، كانت هذه المرأة قد اعتادت على السفر الدائم عبر البحر من خلال ركوب الزورق، وفي مرّة من المرّات بينما كانت هذه المرأة تريد السفر عبر الزورق إذ ظهر لها رجل غريب فجأة وقال لها: مرحباً يا زوجتي هل تبحثين عن أي شيء؟ تفاجأت المرأة من حديث الرجل الغريب هذا، وعندما نظرت له وجدته رجل وسيم جدّاً.

شعرت المرأة بالفرح لأنّ رجلاً كهذا يناديها باسم زوجتي، فقالت له: أنا أشعر بالجوع وأبحث عن طعام لي في أي مكان، قال لها الرجل: حسناً يا زوجتي إذاً رافقيني إلى المنزل وأنا سوف أقدم لكِ الطعام الذي تريدينه، وأنا أعدكِ بأنّ الطعام سيكون شهيّاً، وافقت المرأة على ذلك مباشرةً ورافقت الرجل إلى حيث يريد أن يذهب، ولكنّها كانت تشعر ببعض الخوف والارتباك، وعندما سألها الرجل عن سبب عدم ارتياحها قالت له: أخشى أن لا يراني الناس وأنا هنا.

نظر لها الرجل الغريب وبدأ يطمئن بها وقال: لا تقلقي أي شخص سيزور هذا المكان يستطيع أن يراكِ بسهولة، فقالت له المرأة: ولكن كيف سيستطيعون إيجادي وأنا هنا، فقال لها: لا بأس اتركي زورقكِ هنا وعندما يأتي والدكِ سيرى الزورق وسيعلم بأنّه لكِ، تعالي معي الآن لننزل في البحر ونذهب إلى منزلنا، ولكن عليكِ أن تعلمي بأنّه يجب أن تمسكي بحزامي هذا، كانت المرأة خائفة وقالت له: لكن ستنقطع أنفاسي وأموت خنقاً تحت الماء.

قال لها الرجل وهو يبتسم ابتسامة عريضة: لا تخافي فقط أغمضي عينيكِ وأمسكي بحزامي، وعندما نصل المنزل سأطلب منكِ أن تفتحي عينيكِ، أغمضت المرأة عينيها كما طلب منها الرجل الغريب، وسارت معه لوقت ليس طويل، وعندما طلب منها أن تفتح عينيها تفاجأت بما وجدت، شاهدت المرأة مجموعة من المنازل التي يسكنها أناس، وكانوا يشبهون البشر في أشكالهم.

وبعد مدّة من الوقت وعندما كان النّاس يعبرون البحر بدأوا يلاحظون وجود الزورق من دون المرأة بداخله، فقال أحدهم: يبدو أن المرأة قد ضاعت، فهي ليست هنا، وقال آخر: يا ترى إلى أين يمكن أن تكون ذهبت تلك المرأة، قدّم أحدهم اقتراح أن يتبعون آثار أقدام المرأة، فقادتهم تلك الآثار إلى أسفل النهر، ولكنّهم بحثوا عنها أسفل النهر مطوّلاً دون أي نتيجة، فتوصّل الناس إلى أنّ هذه المرأة قد ضاعت بالفعل.

وفي يوم من الأيام كان هنالك رجل يمشي على شاطئ البحر، فرأى مجموعة من الفقمات متجهّة إلى رمال الشاطئ، كان من بين تلك الفقمات واحدة عليها علامة باللون الأحمر، وفجأةً سمع الرجل صوت المرأة المفقودة وهي تقول: أنا أشعر بالبرد، أنا أشعر بالبرد، وفجأةً نزلت أسفل البحر وتبعتها الفقمات إلى الأسفل، عاد الرجل إلى قريته وأخبر الناس أنّه قد وجد المرأة المفقودة وهي برفقة الفقمات.

وعندما أخبر أهل القرية بما رأى، اقترح أحدهم أن يذهب مجموعة من الناس ويقفون على شاطئ البحر ويبدأون بمراقبة الفقمات التي ستصعد إلى هناك، وبالفعل ذهب مجموعة من الرجال وظلّوا على الشاطئ يراقبون الفقمات حتّى خرجت، وعندما ظهرت الفقمات انتبهوا لوجود المرأة بينهم، وفجأةً نزلت الفقمات ومعهم المرأة المفقودة إلى أسفل البحر.

حاول الرجال أن يتبعوا الفقمات ولكن سرعان ما نزلوا إلى أسفل البحر كما في كل مرّة، وكانت المرأة معهم وتصيح بصوت عالي: أشعر بالبرودة هيا أنا أشعر بالبرودة واختفت، ظلّ الرجال وكان معهم والد المرأة يأتون إلى شاطئ البحر في كل يوم ويراقبون الفقمات.

وفي يوم من الأيّام استطاع والد المرأة أن يجدها لوحدها على شاطئ البحر؛ فأسرع إليها وقال: هيا يا ابنتي تعالي معي، أنا أبحث عنكِ منذ وقت طويل، ولكن المرأة رفضت أن تذهب معه وقالت له: لقد تزوّجت يا أبي من رجل وأنجبت منه طفلين، وأنا الآن أسكن تحت البحر مع أناس يشبهون البشر ولا أستطيع مغادرتهم.

تركت المرأة والدها واتجهّت لأسفل البحر، ويقال بأنّها ظلّت تسكن هناك مدى حياتها، ولم تكن ترى عائلتها إلّا لقليل من الوقت.


شارك المقالة: