من أسوأ العادات التي تضر بصاحبها هي الكسل، وسنحكي في قصة اليوم عن مزارع كسول كان لا يعمل بأرضه ويفضل النوم عن العمل، حتّى سئمت زوجته من ذلك وطلبت مساعدة من حكيم القرية، واستطاع حكيم القرية بحيلة ما أن يلقّن زوجها درساً عن الكسل، والعبرة من القصة هي: العمل لقاء لا شيء يجعل الإنسان كسولاً.
قصة المزارع الكسول:
كان هنالك مزارع يسكن هو وزوجته في قرية، وكان لديهما مزرعة صغيرة يحصلان على طعامهما منها، لكن كانت الزوجة هي التي تعمل في المزرعة كل يوم وتقوم بحراثة الأرض وسقايتها؛ فقد كان زوجها كسول جدّاً وعندما يذهب للمزرعة لا يفعل شيئاً، وكان فقط يستحم بالبئر ويعود للمنزل كي ينام، ولم يكن يعتني بالمزرعة ولا بزوجته.
وفي يوم من الأيام جاءت الزوجة كي توقظ زوجها للعمل معها في المزرعة، ولكنّه لم يستيقظ وأخبرها أنّه متعب جدّاً ويريد النوم، شعرت بالضيق والغضب لذلك ولكنّها لم تكن تعرف ماذا ستفعل مع هذا الزوج الكسول الذي يفضّل النوم عن العمل، قرّرت الزوجة أن تذهب لحكيم القرية في يوم من الأيام وتدعوه للمنزل لعّل زوجها يستفيد من هذه الحكمة السديدة التي يملكها، وعندما وصلت المنزل اعتقدت أنّها ستجد زوجها نائماً كعادته.
عندما دخلت الزوجة مع الحكيم كان زوجها قد استيقظ من ضجيج الأطفال من حوله، وعندما رأى الحكيم رحّب به كثيراً وفرح به؛ فقد كان حكيم القرية محبوباً من قبل جميع أهل القرية، وذهبت الزوجة لكي تعدّ طعام الغداء اللذيذ وكان زوجها يقوم بغسل قدمي الحكيم تعبيراً عن حبّه وترحيبه به.
جلس الحكيم وتناول معهم طعام الغداء وكانوا سعداء بهذه الدعوة، وبعدما انتهى الحكيم قال للزوج: أنا سعدت بزيارتكم وأنا أشكر زوجتك فإن طهيها لذيذ وشهي، ولأننّي سعدت بهذه الزيارة أريد منك أيها المزارع الطيب أن تطلب مني طلباً واحداً وسأقوم بتلبيته لك، رد عليه الزوج: أنا أتمنى أيها الحكيم أن تحضر لي شخص مسحور لكي يقوم بدلاً عني بكل مهام العمل في الأرض فأنا متعب ولا أستطيع العمل وأحب النوم كثيراً.
فكّر الحكيم قليلاً ثم وافق على طلبه مقابل شرط واحد وهو أن يجعل هذا الرجل المسحور يعمل باستمرار وطوال الوقت دون توقّف وإلّا فسوف يقوم بأكله، وفجأة رأى الزوج أمامه عفريت ضخم الحجم ففزع منه، ولكنّه علم أنّه جاء من قبل الحكيم، فكان أول ما طلب منه هو سقاية الأرض كلها بالماء فوافق العفريت على طلبه واتجّه مسرعاً لتنفيذ هذ الطلب.
بعد ما طلب الزوج من العفريت هذا الطلب اعتقد أن العفريت سيستهلك وقتاً طويلاً لإنجاز هذه المهمّة؛ فعاد للنوم ولكن قبل أن تغفو عينيه تفاجأ بوجود العفريت أمامه ليخبره أن أكمل المهمّة ويريد منه أن يكلّفه بمهمّة أخرى، تذكّر الرجل مقولة الحكيم أنّه في حال توقّف هذا العفريت عن العمل فسوف يأكله.
فكّر الزوج قليلاً ثم قرّر أن يوكل له مهمّة حراثة الأرض كلّها لأنها ستأخذ منه وقتاً طويلاً أكثر من سقاية الأرض بالماء، وكان يفكّر بالمهمّة التي تليها، وذهب ليتناول طعام الغداء مع زوجته وأولاده، وقبل أن يكمل تناول الطعام وجد العفريت قد وقف أمامه وأخبره أنّه أكمل المهمّة على أتم وجه.
شعر المزارع بالارتباك ولم يعرف ما هي المهمّة التي سيوكلها له ولم يتبقّى أي شيء ليفعله؛ لذلك قال له: هيا أيها العفريت أريد منك أن تلعب برأسي، وافق العفريت وبدأ يلعب برأس المزارع حتى شعر بالصداع وبدأ يطلب من زوجته أن تنقذه من هذا المأزق الذي وقع به، فقالت له زوجته: أنا لدي الحل ولكن بشرط أن تتوقّف عن الكسل وتعود لزراعة الأرض، وافق الزوج على طلبها ووعدها أن يترك الكسل ويعود للعمل في زراعة الأرض.
فكّرت الزوجة في طلب لهذا العفريت فقالت له: اذهب أيها العفريت واجعل ذيل كلبي مستقيماً، غضب الزوج وأخبرها أن هذا الأمر سهل وسوف ينجزه العفريت بسرعة، ولكن زوجته طمأنته وقالت: لا تقلق يا زوجي فلا أحد يقدر أن يجعل ذيل الكلب مستقيماً، وظل العفريت منشغلاً بذيل الكلب طوال الوقت، وبذلك أنقذت الزوجة زوجها ولقّنته درساً بأن يترك الكسل.