في كل قصة يوجد عبرة وحكاية، وتذم أغلب الحكايات الأخلاق السيئة وتظهر عواقبها، وسنحكي في هذه القصة عن مزارع أراد خداع شخص أراد شراء جزء من مزرعته ولكنّه لم ينجح في ذلك؛ وهذا لأن خدعته كانت سخيفة وكان هو أحمق.
المزارع المخادع:
كان هنالك مزارع يملك مزرعة كبيرة وجميلة، وكان يحب أن يتباهى بها أمام الناس، ولكنّه لم يكن راضياً تماماً عمّا يملك فكان دائماً يسعى لامتلاك المزيد والمزيد، وفي يوم مرّ رجل يريد شراء جزء من المزرعة وكان يريد أن يضمّها لمزرعته الصغيرة، فوافق المزارع وكان يفكّر بخدعة للحصول على الكثير من المال، فباعه ربع المزرعة واتفقا أن يقسم ما اشترى الرجل بسلسلة من الحجارة.
جاء موسم الحصاد وأراد هذا الرجل أن يقطف ثمار الشجر الذي كان قد كثر عليه الثمار المختلفة من الفواكه، جاء المزارع وأوقف الرجل وقال له: هذه الثمار ملكي أنا فأنت قد دفعت لي ثمن الأرض والشجر ولكنّها لم تكن تحمل الثمار، يجب عليك الآن أن تدفع لي ثمن الثمار أيضاً، شعر هذا الرجل بالدهشة من قول هذا المزارع وحيلته ومكره، فقال له: ولكنني اشتريت منك الأرض وهي ملكي بما عليها.
حصل بينهما نزاع كبير حتّى مرّ بهما رجل عجوز ويبدو عليه أنّه رجل حكيم، فسألهما عن سبب الخصام فقال المزارع: هذا الرجل اشترى مني هذه الأرض من مزرعتي الكبيرة وكانت الشجار لا تحمل ثماراً بعد، وهو يريد الآن أنا يأخذ الثمار ولم يدفع لي ثمنها وأنا أريد ثمنها، فنظر له العجوز وقال: ولكن الشجر يثمر في كل سنة مرة ولا يمكن أن يدفع لك هذا الرجل ثمنها في كل سنة وهذه الأرض أصبحت ملكه الآن ولا يحق لك أن تمنعه، فلم يوافق المزارع على كلامه وكان مصرّاً على أن الرجل الذي اشترى منه المزرعة يجب عليه أن يدفع ثمن الثمار كل سنة.
فكر هذا الرجل الحكيم كيف سيرد حيلة هذا المزارع عليه بحيلة أذكى منها فقال له: إذاً أنا سأعطي حَكم وأريد أن أسألكما هل تقبلان به، فقالوا: نعم، فقال الحكيم: أنا أقترح أن الرجل الذي اشترى منك المزرعة أن يرمي الثمار حتى لا يستطيع أحد أن يأكل منها وعليه فعل ذلك حتّى يعمل عملاً آخر ويجمع المال ويدفعه لك، اندهش المزارع ولم يعرف ماذا سيقول فهو بذلك لن يكسب مالاً ولن يكسب الثمار أيضاً، قرّر في نهاية الأمر أن يستسلم ويتوقّف عن مطالبته الرجل بدفع المزيد من المال وردّت عليه حيلته.