يعاني بعض الأهل من كسل الأولاد وعدم اجتهادهم، ولكن علينا تعليم أولادنا استثمار حياتهم وأوقاتهم وعدم إهدارها، هذا ما حدث مع المزارع وأولاده الكسالى، كانوا لا يعملون مع أبيهم في البستان، ولكن المزارع كان ذكي وقام بعمل حيلة ممّا جعل أولاده يعملون في البستان بجد بتلك الحيلة بعد موته، ولقّنهم درساً عن أهمية العمل، وأدركوا أن السعادة والمال لا يأتوا إلّا بالعمل.
قصة المزارع وأولاده الكسالى
كان هنالك مزارع يعمل في مزرعة كبيرة للبرتقال، وكان لدى هذا المزارع اثنين من الأبناء، وكان يتصّف أبناء هذا المزارع بالكسل الشديد، كان المزارع يعمل في تلك المزرعة طوال اليوم لوحده بجد، ولكن أبناؤه كان دائماً يتملّصون من العمل ومساعدة والدهم في العمل، وكان الوالد كلمّا نادى على واحد منهم للعمل قام باختلاق الأعذار المزيفّة.
وفي يوم من الأيام شعر المزارع بالتعب؛ فطلب من أبنائه أن يأتوا ليساعدوه بالعمل، قال له الابن الأول: أنا لا أستطيع يا والدي؛ فلديّ موعد في غاية الأهمية هذا اليوم، أمّا الابن الثاني فقال: أنا أشعر بألم في بطني ولا أستطيع، كان المزارع يشعر بالحزن الشديد لكسل أبنائه، ولا يعرف ماذا سيفعل ليعيدهما إلى الحياة الجادّة.
وفي يوم من الأيام جلس المزارع في منزله وكان يشعر بأنّه مريض جدّاً وربمّا سيفارق الحياة لشدّة التعب، ولكن أبنائه لم يكونوا يعتنوا به أبداً، وفي يوم قرّر المزارع استدعاء أولاده وقال لهم: أريد أن أخبركم بأمر مهمّ يا أبنائي، هنالك كنز مدفون أسفل البستان.
تفاجأ الأولاد ممّا سمعوه من والدهم المزارع وقالوا له: ولماذا لم تخبرنا عن هذا الأمر من قبل؟ قال لهما المزارع: لقد قام والدي بدفنه في البستان من قبلي، إيّاكم وبيع البستان، بعد عدّة أيام مات المزارع، وعندما علم الأبناء بقصّة الكنز المدفون، سارعوا في الصباح الباكر للعمل في البستان بكل نشاط واجتهاد.
وعندما حان موعد جني البرتقال، كان الأبناء قد اعتنوا بالبستان جيداً، واستطاعوا بيع البرتقال بكميّات كبيرة، وحصلوا على المال الكثير، في ذلك الوقت أدرك الأبناء أن الكنز الحقيقي الذي تكلّم عنه والدهم هو العمل والجد.