قصة المزرعة التي هربت وعادت - The Farm That Ran Away and Came Back

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن قصة المزرعة التي هربت وعادت:

تُعد قصة المزرعة التي هربت وعادت قصة هولنديّة شعبيّة، قامَ الكاتب ويليام إيليوت جرافيس بتأليفها. وهي قصة تحكي الخطة التي قامَ بها الرجل الهولندي راير فان بومبيجيس ليستولي على أكبر قدر ممكن من الأراضي من حوله، ولكن باءت خطته بالفشل لما كان يحمله من خبث وبخل.

الشخصيات:

  • راير فان بومبيجيس.
  • كويزل.
  • بيت.

ملخص أحداث قصة المزرعة التي ذهبت وعادت:

كان هناك رجل هولندي الأصل يعيش في مقاطعة تسمى درينثي. وبسبب وجود صف من الأشجار الصغيرة في مزرعته كان اسمه راير فان بومبيجيس، أي هذا هو راير من الأشجار الصغيرة. وبعد فترة انتقل إلى شاطئ زايدر زي وهناك اشترى مزرعة جديدة بالقرب من قرية بلوكزيل، قامَ بعض الحكماء بتحويل عشرة أفدنة من الرمل والأعشاب إلى مرعى وأرض للحرث أحاطوا بها من ثلاث جهات بقنوات وكان الجانب الرابع أمام زايدر زي. ثمّ أعلنوا بلغة متوهجة عن مزايا الأرض الجديدة وقام راير فان بومبيز بشرائها ودفع ثمن عقاراته، كان فخوراً بجزيرته وكان يحكمها مثل القيصر.

وقبل بضع سنوات تزوج راير من كويزل وأنجبا أربعة أطفال وكان أكبرهم ابنهم بيت. وبالإضافة إلى ذلك امتلك راير العديد من حيوانات المزرعة وكانت أربعة أحصنة وستة أبقار وكلبين وبعض الديوك والدجاج مجموعة من الإوز وعشرين بطة وحمار. ومع ذلك، على الرغم من أنَّه كان ثريًا إلّا أنَّه كان جشعًا للمزيد والمزيد من المال والأراضي والذهب والحيوانات، فلشدة بخله قلل من طعام حيواناته وطعام أبنائه.

وعندما كان يحرث أرضه، قاد خيله بالقرب من الحافة المجاورة للماء؛ للاستفادة من كل نصف بوصة من الأرض، فقامَ راير بذلك بإضافة نصف فدان إلى ممتلكاته. وبذلك أصبح لصًا لسرقة الأراضي، فكلما رأى أو سمع عن قطعة أرض عائمة كان يجدف زورقه بعد ذلك ليلاً وقبل الصباح وبمساعدة مساعدين أشرار، كان قد ضمّ المستنقع على مزرعته الخاصة.

وفي هذا الوقت، هطلت أمطار غزيرة لعدة أيام على الأرض دون توقف حتى تحولت المنطقة كلها إلى عجينة طرية لا يتمكن البشري من الوقوف عليها؛ وإذا حاول القيام بذلك فسوف ينجرف بالطين لمياه البحر. كانت السدود، لكثرة مياه الأمطار على غير العادة، على وشك الانفجار وخشي الآلاف من أنَّ الأرض تعرضت لهجوم من المرض الذي يُسمى بسقوط الأراضي وأنَّ التربة ستغرق تحت الأمواج كما حصل في أجزاء من العالم من قبل في الأيام الماضية.

ومع ذلك لم يأبه راير لذلك، بل سعى لكسب المزيد من الأراضي، ولكن سقط هذا الرجل البخيل في البحر وصدم رأسه بقوة على عارضة المحراث، حتى أنَّه ظل دون وعي لمدة نصف ساعة. ومن المؤكد أنَّه كان سيغرق لولا بيت، ابنه الشجاع، الذي لم يكن بعيدًا وشاهد سقوط والده وركض من المنزل وأطلق قاربًا وجذّف بسرعة إلى المكان، حيث رأى والده آخر مرة.

أمسك بيت بوالده من طوقه وحمله نصف ميت إلى القارب، استمر بيت في فرك يدي والده حتى استعاد الدورة الدموية وتمكن من استجماع نفسه قليلًا. تبين لهم بأنَّ منزلهم قد اختفى بالانجرافات التي حصلت، ولكن عندما تغير اتجاه الرياح من الجنوب إلى الغرب، بدوا وكأنهم على متن سفينة مع أشرعة مثبتة وعلى وشك الوصول غربًا إلى شمال هولندا. وعندما صعد أولاد راير للقارب صفقوا فرحًا ولم يكونوا خائفين، فلقد ظنوا أنَّه من الممتع جدًا عبور المياه الكبيرة التي رأوها منذ فترة طويلة أمام أعينهم. لم يكن والدهم البخيل يمتلك عربة قط ولم يسمح بركوب الخيل، كان دائما يجعل عائلته تسير إلى الكنيسة.

كانت المزرعة العائمة مليئة بالحيوانات التي تركتها العائلة ورائها، وفي الليل ويومًا بعد يوم لم يكن بإمكان أحد رعاية الحيوانات بشكل صحيح ليرى ما إذ أنَّها كانت تتغذى وتشرب بالماء. أصبحت المزرعة عبارة عن حوض كبير في وسط حقل مرعى هولندي، لم يهتم به لا البط ولا الإوز ولا الدجاج. فلم يستطع أي من الحيوانات أنْ يشربوا من ماء زويدر زي؛ وذلك لأنه كان أساسًا ماء البحر أي ماء مالح.

ومن حين لآخر، كانت هذه المزرعة الضالة التي انهارت على هذا النحو يمر بها بعض الصيادون في طريقهم، الذين يتساءلون عن الكثير من الأراضي التي تضيع. ومع ذلك، فقد خافوا من صياح الحيوانات فيها والصعود على متنها؛ وذلك خشية أنْ يعتقد أصحابها أنَّهم يتطفلون. كما يعتقد البعض الآخر يفترضون بأنَّ شخصًا مجنونًا كان يستخدم مزرعته كسفينة. وبعد ذلك، عادت الحياة للمزرعة حيث كانت النساء يحلبن الأبقار وكان الرجال يدخنون أو يشربون قهوتهم فيها. وفي المزرعة، كان هناك أناس حقيقيون فيها ومنزل واسطبلات، وقال أحدهم بأنَّه قد رأى الهولندي الطائر.

وبعد عدة أيام، عادَ راير وابنه للمزرعة للاطمئنان على حالها ووصلوا أخيرًا إلى قرية عبر زويدر زي في شمال هولندا، وطوال فترة رحلتهم في القارب كانوا يشبعون الخبز واللفت والحلوى. وخلال هذا الوقت كان أطفاله قد عادوا إلى المزرعة، وكانت الأم والأطفال جائعين للغاية. فتم أكل كل طعام الماشية ولم يكن لدى الكلب لحم ولم يكن لدى القطة حليب. فلم يكن هناك سكر أو قهوة ولا خبز ولا نقانق أو جبن أو زبدة، ولكن كان لديهم البطاطس وبعض حبوب الشعير. عادَ راير إلى مزرعته وتطوعت قافلة كاملة من الأولاد والصيادين والمزارعين للخروج وسحب المزرعة إلى رصيف القرية ونجحوا بذلك.

وعندما توسل راير للمزارعين لسحب المزرعة، تمكنوا من القيام بذلك وكانوا فرحين للغاية؛ وذلك لأنهم كانوا يتوقعون أنْ يعطيهم راير مكافأة ولكنه بخيل للغاية للقيام بذلك، فمن شدة بخله نام جميع أفراد عائلته في قن الدجاج. وفجأة في الليل عادت مزرعة راير إلى مكانها كأنَّها لم تتعرض إلى أي شيء، وكانت هذه اللحظة أشبه بالزلزال اهتزت كل المزرعة وما حولها. ولكن تمّ طرد راير من الممتلكات التي قامَ بسرقتها. وخلال هذه الفترة، أدرك راير خطأه وأقسم على عدم القيام بما قامَ به وظل يدفع فائدة للناس الذين أخذ منهم أموالهم.

وفي مزرعة راير عاشت جميع الحيوانات حياة أكثر سعادة، فلم يكن يطعمهم الطعام المسروق أو المياه التي لا يملك حقوق استخدامها. وأعلنت الأسرة بأنه قد تغير كثيرًا ولم يعد يقوم بأعماله السابقة وأصبح كريمًا للغاية مع عائلته وجلب لهم كل شيء كانوا يطلبوه. وبعد محاولاته الكثرة للتكفير ذنوبه، عاش راير طويلًا سعيدًا مع عائلته، ولكنه مات حزينًا عند تذكره لفعلته السابقة.


شارك المقالة: