يتأثّر الطلّاب من البيئة التي يعيشون بها، والمدرسة هي من أهم الأماكن التي يكتسب منها الطفل علمه وأخلاقه، هذا ما كانت تفعله معلّمة مراد التي كانت تقوم بعمل الاختبارات المتعدّدة لطلّابها، وسنحكي في قصة اليوم عن اختبار عملته المعلّمة لطلّابها وطلبت منهم أكل التفاحة في مكان لا يراهم به أحد، وكان الدرس من هذا الاختبار هو أنّ الله يرانا في كل مكان.
قصة المعلمة والتفاحة
كان هنالك معلّمة تحب أن تعلّم طلّابها الكثير من الأخلاق الفاضلة، وفي يوم من الأيّام قرّرت المعلّمة ان تقوم بعمل اختبار بسيط لطلّابها وطلبت منهم أن يأخذ كل منهم أن يخرج تفاحة وأن يأكلها دون أن يراه أي أحد، أي أن يأكلها منفرداً لوحده، وطلبت منهم أن يخبر كل واحد منهم باقي زملائه أين أكل تفّاحته.
بدأ الطلّاب بإخبار أماكن أكل التفاحة؛ فقال أحمد: أنا أكلت التفّاحة فوق السطح وأمّا حسام فقال: أنا أكلت التفّاحة في الصحراء، وأمّا سعيد فقال أنّه أكل التفاحة في حديقة المنزل دون أن يراه أحد، وقال خالد: أنا أكلت التفّاحة في الساحة ولم يرني أحد، ظلّ الطلّاب يخبرون بالأماكن الني أكلوا بها التفاحة وكان كل منهم يكرّر قول: أنا أكلتها ولم يرني أحد.
كانت لدى المعلّمة هدف من هذا الاختبار ومن تلك الأسئلة، وكانت تنتظر إجابة معيّنة من أحد الطلّاب، وكانت المعلّمة تسأل كل طالب بعد إجابته: هل رآك أحد وأنت تأكل التفّاحة؟ وكان هو يجيب: كلّا أنا أكلت التفّاحة في مكان لم يرني أحد، عندما أكمل جميع الطلّاب إجاباتهم ظلّ طالب واحد واسمه مراد لم يجب على السؤال.
نظرت المعلّمة إلى هذا الطالب وكانت تعلم بأنّه من الطلّاب اللذين يتصّفون بالذكاء، فسألته: وأنت يا مراد أين أكلت التفّاحة؟ قال لها مراد: أنا لم آكل التفاحة، تفاجأت المعلّمة من إجابته فسألته: لماذا لم تأكل تفّاحتك يا مراد؟ ردّ عليها وقال: لأنّني لم أجد أي مكان لا يوجد به أحد؛ لأنّ لله يرانا في كل مكان. فرحت المعلّمة من إجابة مراد وقالت للطّلاب: يجب عليكم أن تعلموا بأنّ الله موجود في كل مكان.