قصة الملك كوجاتا

اقرأ في هذا المقال


قصة الملك كوجاتا أو (King Kojata) هي حكاية شعبية روسية من الحكايات الروسية الكلاسيكية المتوفرة باللغة الإنجليزية، تتحدث عن شخصيات حكايات خرافية عالمية.

الشخصيات:

  •  الملك كوجاتا.
  • الأمير ميلان.
  • الصوت من البئر.

قصة الملك كوجاتا:

كان هناك ذات مرة ملك يُدعى كوجاتا، وكانت لحيته طويلة جدًا لدرجة أنها وصلت إلى ما تحت ركبتيه، مرت ثلاث سنوات على زواجه وعاش سعيدًا مع زوجته، لكن لم يكن لديه وريثًا، الأمر الذي أحزن الملك كثيرًا، وفي أحد الأيام انطلق من عاصمته ليقوم برحلة عبر مملكته، سافر لمدة عام تقريبًا عبر أجزاء مختلفة، وبعد أن رأى كل ما يمكن رؤيته، انطلق في طريق عودته إلى المنزل.

ثمّ أمر عبيده بنصب الخيام للراحة وانتظروا ليحل المساء وتخف حرارة الشمس ويكملوا طريقهم، وفجأة سيطر عطش مخيف على الملك فامتطى حصانه وركب باحثًا عن نبع وسرعان ما وصل إلى بئر مملوءة بماء نقي كالبلور، وعلى وجهه إبريق ذهبي يطفو، حاول الملك على الفور الإمساك بالإبريق، ولكن على الرغم من أنه حاول الإمساك به إلا أنّه استعصى على جهوده وغرق.

وكان مثل سمكة ينزلق دائمًا من بين أصابعه، ويسخر من الملك،  قال الملك: يمكنني أن أروي عطشي بدونك، وانحني فوق البئر وغمر وجهه ولحيته في الماء، لكن عندما أشبع عطشه، وأراد أن يرفع نفسه، لكنّه لم يستطع رفع رأسه، لأنّ شخصًا ما كان يمسك بلحيته في الماء فصرخ الملك ليتركه، لكن لم يكن هناك إجابة، فقط وجه فظيع نظر إلى أعلى من أسفل البئر.

بعيون خضراء كبيرة متوهجة وفم عريض يظهر صفين من الأسنان البيضاء اللامعة، وكان يمسك لحية الملك من خلال مخلبين، أخيرًا بدا صوت أجش من الأعماق وقال: الملك كوجاتا، سأدعك تذهب فقط بشرط أن تعطيني شيئًا لا تعرف شيئًا عنه، وستجده عند عودتك إلى المنزل، فأجاب الملك بسرعة: نعم، أعدك أنك ستحصل عليه، أجاب الصوت: هذا جيد.

لكنك ستمرض إذا فشلت في الوفاء بوعدك، واختفى الوجه في الأعماق وسحب الملك ذقنه من الماء، ثمّ امتطى حصانه وركب إلى منزله بعناية، ولمّا اقترب من العاصمة خرج كل الناس لملاقاته بفرح، وعندما وصل إلى قصره استقبلته الملكة على العتبة بجانبها وقف رئيس الوزراء ممسكًا بيده مهدًا صغيرًا يرقد فيه طفل الملك الذي ولد أثناء غيابه، ثمّ تمتم في نفسه: إذاً هذا ما لم أكن أعرفه، وانهمرت الدموع على خديه.

وأخذ الطفل بين ذراعيه وقبله بحنان ثم وضعه في مهده دون أن يخبر أحد بما حصل معه وأبقي السر لنفسه، على الرغم من أنّه كان في خوف دائم من أن طفله سيُسلب منه، ولم يعرف كوجاتا المسكين راحة ليلاً أو نهارًا، ومع ذلك مر الوقت ولم يحدث شيء، ونشأ الأمير حتى أصبح شابًا جميلًا وفي النهاية نسي الملك كل شيء عن الحادث الذي وقع منذ فترة طويلة.

وفي أحد الأيام ذهب الأمير للصيد، وسرعان ما فقد الصيادين الآخرين، ووجد نفسه وحيدًا وسط غابة داكنة حيث كانت الأشجار كثيفة جدًا، وكان أمامه مباشرة رقعة صغيرة من المروج متضخمة مع الأشواك والأعشاب، وفي وسطها كانت شجرة ليمون مورقة وفجأة سمع صوت حفيف في جوف الشجرة، وتسلل منه رجل عجوز غير عادي بعيون خضراء.

وقال: الأمير ميلان لقد جعلتني أنتظر عددًا كبيرًا من السنوات، وحان الوقت لكي تأتي وتزورني، سأله الأمير المذهول: من أنت؟ سوف تكتشف ذلك قريبًا ولكن افعل ما أطلبه منك، سلم على والدك الملك كوجاتا ولا تنسى تذكيره بدينه، لقد مضى الوقت منذ أن حان موعد استحقاقه، وسوف نلتقي مرة أخرى واختفى الرجل العجوز في الشجرة، وعاد الأمير إلى المنزل وأخبر والده بكل ما رآه وسمعه.

ذُهل الملك عندما سمع قصة الأمير، وقال: يا بني، لقد حان الوقت الذي يجب أن نفترق فيه، وبقلب مثقل أخبر الأمير بما حدث وقت ولادته، أجاب الأمير ميلان: لا تقلق يا أبي العزيز، الأمور ليست بالسوء الذي تبدو عليه أبدًا، أعطني حصانًا وأراهن أنك ستراني مرة أخرى قريبًا، أعطاه الملك ما طلب وبعد الكثير من البكاء ودعهم الأمير جميعًا وانطلق في رحلته.

سافر مباشرة حتّى جاء إلى بحيرة، وكان كل شيء حولها صامتًا، فقط كان هناك على البحيرة الساكنة ثلاثون بطة سبحت في الماء، ولاحظ الأمير ميلان ثلاثين ثوباً أبيضاً ملقى على العشب، ونزل عن حصانه وتسلل وأخذ أحد أحدها واختبأ بها خلف الأدغال التي نمت حول البحيرة، سبحت البطات في جميع أنحاء المكان، وعندما سئمن من السباحة عدن  إلى الشاطئ.

وارتدن جميعهن ملابسهن البيضاء وتحولن على الفور إلى فتيات جميلات، فقط بطة واحدة لم تستطع القدوم إلى الشاطئ حيث حدقت بشدة حولها بحثاً عن ملابسها، ثم غاصت مرة أخرى بحزن، تأثر قلب الأمير ميلان لدرجة أنّه خرج من مخبأه ليرى ما إذا كان بإمكانه تقديم أي مساعدة، وبمجرد أن رأته البطة، صرخت: عزيزي الأمير ميلان أعد لي ثيابي، وسأكون ممتنًا لك جدًا.

فوضع الأمير الثوب الصغير على الأرض بجانبها، وعاد إلى الأدغال ثمّ وقفت أمامه فتاة جميلة في رداء أبيض وشكرت الأمير، وأخبرته أنّها ابنة ساحر شرير، واسمها هياسنثيا، وهو حاكم جبار في العالم السفلي لديه العديد من القلاع والثروات العظيمة، ولقد كان ينتظره منذ زمن طويل، وأخبرته أنّه إذا اتبع نصيحتها بحيث يرمي نفسه على الأرض عند مقابلة والدها.

ولا يهتم بوالدها حين يلعنه ويشتمه فهو لن يتضرر، ثمّ فتحت الأرض وغرق كلاهما في العالم السفلي، كان قصر الساحر محفورًا بالكامل من ماسة واحدة، ويضيء المنطقة المحيطة بأكملها، ودخله الأمير ميلان بمرح، جلس الساحر على العرش واشتعلت عيناه كالنار، وبدلاً من يديه كان لديه مخالب وبمجرد دخول الأمير ميلان نفذ نصيحة الفتاة له، وعلى الرغم من غضب الساحر بقي الأمير صامتاً.

وأخيرًا ضحك الساحر بصوت عالٍ وقال: لن أكون عدوك بعد الآن، مرحباً بكم في العالم السفلي، ثم قاد خادمان الأمير ميلان إلى غرفة جميلة واستلقى بلا خوف على السرير وسرعان ما نام بسرعة، صباح اليوم التالي أرسل له الساحر وقال: يجب أن تبني لي قصرًا سقفه من الذهب الخالص.

جدرانه من الرخام وله حديقة جميلة بها أحواض أسماك وشلالات، وإذا لم تفعل فسوف تفقد رأسك، عاد الأمير إلى غرفته ، وجلس برأس منحني يتأمل مصيره القاسي حتى المساء، وعندما حلّ الظلام جاءت نحلة صغيرة بالقرب من النافذة، وطلبت منه الدخول، وبمجرد أن دخلت النحلة تحولت إلى الأميرة التي التقاها على شكل بطة.

وعندما أخبرها بطلب والدها أخبرته أنه صباح الغد سينتهي القصر، فقط عليه الراحة والنوم، وبمجرد حلول النهار وجد الأمير قصراً رائعاً، بعدما أعجب الساحر أخبره هذه أنّه سيضع بناته الثلاثون الأميرات الجميلات على التوالي على شكل بطات، ويجب أن يريه ابنته الصغرى هياسنثيا، وإذا لم يحددها بشكل صحيح فسوف يفقد رأسه، فكر الأمير ميلان.

وذهب إلى غرفته وجلس عند النافذة كيف يمكنه التعرف على الأميرة من بين البطات، وفجأة ظهرت النحلة الصغيرة التي جاءت في الليلة السابقة وقالت: نحن ثلاثون أخت متشابهة تمامًا لدرجة أن والدنا بالكاد يستطيع أن يميزنا عن بعضنا البعض، ولكن سوف تتعرف علي بواسطة ذبابة صغيرة سأضعها على خدي الأيسر، ولكن كن حذرًا لأنك قد ترتكب خطأ بسهولة.

وفي تم ترتيب جميع بناته في صف مستقيم، وكنّ جميعًا متشابهات تمامًا، ثمّ لاحظ ذبابة صغيرة فوق إحدى خديها، ثمّ أمسك الأمير بيد الفتاة وصرخ: هذه الأميرة هياسنثيا، قال الساحر بدهشة: أنت على حق مرة أخرى، وتزوج الأمير هاسينثيا الجميلة وعادوا إلى بلد الملك كوجاتا حيث استقبلهم الملك والملكة بفرح وسعادة وعاشوا جميعًا في سعادة.


شارك المقالة: