من واجب الآباء إسعاد أبنائهم قدر المستطاع، ولكن ليس جميع الآباء يمتلكون المال الكافي لإسعادهم؛ لذلك عليهم معرفة كيفية إسعاد أبنائهم بطرق ممكنة، سنحكي في قصة اليوم عن ولد كان لديه حفلة تنكرّية وكان يريد ملابس جديدة، ولكن أمّه كانت لا تملك المال الكافي، حاولت جاهدة لإيجاد فكرة كي تسعد ابنها، واستطاعت بأسلوب بسيط أن تصنع لابنها زيّاً جميلاً، وكان هذا الزي سبب فوزه بالمسابقة وكان سعيداً بذلك.
قصة المهرج الحزين
في يوم من الأيام عاد خالد من المدرسة إلى المنزل، وأخبر والدته أن المدرسة ستقيم حفلاً تنكرّياً، وأن جميع زملائه سيشاركون في هذا الحفل؛ فمنهم من سيتنكّر بزي الطبيب ومنهم بزي الرجل الحديدي ومنهم ملابس المحارب وغيره، وطلب منها أن تحضّر له زيّاً مناسباً للحفل.
طلب خالد من والدته أن تحضر له مسدساً؛ ولكن أم خالد كانت فقيرة الحال ولا تملك النقود الكافية لذلك، وكانت تعمل بخياطة ملابس جاراتها وصديقاتها لتحصل على النقود، فكرّت ماذا ستفعل لابنها؛ فخطر بذهنها فكرة غريبة وقالت لابنها: جميع أصدقائك سيظهرون غداً بمظهر عادي ولكن أنا أريد أن أصنع لك زيّاً غريباً، وربما ستكون أنت الفائز بالمسابقة بإذن الله.
تحمّس خالد لفكرة والدته، وقامت بجمع القطع المتبقيّة من خياطة الملابس، كان منها مخطّطاً ومنها ملوّناً ومنها يحتوي على رسومات جميلة، عندما حاكتهم سويةً قامت بعمل زي مهرج السيرك، وفي اليوم التالي ألبسته لابنها، ووضعت على أنفه كرةً حمراء، وألبسته ياقةً بيضاء وحذاء أخضر اللون؛ فأصبح كالمهرج تماماً.
فرحت أمّه بالملابس ولكن خالد كان حزيناً لأنّه لا يملك ملابس كزملائه، ولم يحمل معه المسدس، وكان يسير وهو يقول في نفسه: ليتني كباقي زملائي ألبس ملابس جديدة وأحمل بيدي المسدس، أنا لن أكسب المسابقة بالتأكيد.
كانت أم خالد تنتظره بالمنزل وتدعو له بالفوز، وعندما عاد خالد كان متهلّلاً من الفرح والسرور وأخبر والدته أن الجميع أعجب بزي المهرج، وقد كانت جائزته عبارة عن مسدس كما كان يتمنّى، حضنته أمّه بفرح وسعادة وقالت له: ألم أقل لك بأنّك ستكون الفائز أيّها المهرج الحزين.