حب الوطن والانتماء له من الأمور الأساسية التي يجب علينا زرعها في نفوس الأطفال، يجب التمسّك بالوطن والأرض فمن ترك أرضه عاش غريباً، هذا ما حدث مع المهر الصغير الذي أجبر والدته على مغادرة المكان الآمن الذي يعيشان به؛ من أجل البحث عن مكان أفضل، ولكنّه عندما بحث هو ووالدته عن هذا المكان لم يجدانه، فشعر بالندم وتمنّى أنّه لو لم يغادر أرضه ووطنه.
قصة المهر الصغير
في إحدى المزارع الجميلة كان يعيش مهر صغير مع أمّه حياة سعيدة وهادئة؛ حيث كانا يلعبان ويأكلان ولم يواجهان أي خطر حولهما، كما أنّهما لم يكن لديهما أي أعداء من الحيوانات الأخرى بل كانا أصدقاء للجميع، فعندما يشعران بالجوع يأكلان ممّا تجود عليهما هذه المزرعة من طعام وحشائش، وعندما يشعران بالعطش يشربان حتى الارتواء.
وعندما يكون الطقس بارداً والشتاء غزير؛ فلديهما منزل آمن وجميل يجلسان بداخله لحين انتهاء الشتاء، كانت الأم سعيدة بهذه الحياة المريحة، ولكن المهر كان لديه رأي آخر؛ فكان دائماً يقول في نفسه: لقد سئمت من هذه الحياة التي تشعرني بالملل كل يوم، فأنا آكل نفس الطعام وألعب مع الحيوانات ذاتها، لا بدّ لي أن أبحث عن أرض أخرى يوجد بها أطعمة ألذّ وحياة أفضل.
جاء المهر في يوم من الأيام واخبر أمّه بما يفكّر به، وقال لها: لا بد لنا يا أمي أن نترك آبائنا وأجدادنا حتّى نستطيع العيش في مكان أفضل ونكتشف الدنيا من حولنا، كانت الأم في بداية الأمر ترفض هذه الفكرة، وتنصح ابنها بعدم البعد عن الأرض التي يعيشان بها، ولكن إصرار المهر دعا أمّه لعدم التخلّي عن ابنها، وقرّرت أن تبحث معه عن مكان آخر.
مشى المهر مع أمّه بحثاً عن مكان آخر، وظلّت الأم تبحث مع ابنها وتبحث ولكن دون جدوى، حتّى حلّ المساء ولم يجد أي منهما المكان المناسب، كما أنهما شعرا بالتعب الشديد والجوع والعطش ولم يجدان ما يأكلان، نظرت الأم لابنها المهر وقالت له: ألم أقل لك يا بني، كان يجب علينا أن لا نترك أرضنا، فمن ترك أرضه يا بني عاش غريباً، هيّا بنا لنعود إلى أرضنا.