قصة الموتى

اقرأ في هذا المقال


قصة الموتى أو ( A Tale of the Dead) هي حكاية شعبية روسية من الحكايات الروسية الكلاسيكية المتوفرة باللغة الإنجليزية، تتحدث عن شخصيات حكايات خرافية عالمية، لصوص وأبطال وملوك وفلاحين وفتيات جميلات وساحرات مرعبات وأطفال مسحورون وحيوانات.

الشخصيات:

الساحر.

الجندي.

الفلاح.

  قصة الموتى:

في أحد الأيام، كان أحد الفلاحين يسير ليلاً، سافر مرارًا وتكرارًا وأصبح حصانه متعبًا وجاء إلى مكان أمام مقبرة معينة، نزل الفلاح عن الحصان واستلقى، وفجأة بدأ القبر ينفتح وخرجت جثة بغطاء التابوت مع كفنها الأبيض، وخرجت وركضت نحو باب الكنيسة، ووضعت الجثة غطاء التابوت عند البوابة ودخلت القرية، كان هذا الفلاح جريئًا، فأخذ غطاء التابوت ووضعه جانباً وذهب ليرى ما سيحدث.

وسرعان ما عادت الجثة ولم تستطع العثور على غطاء التابوت في أي مكان، وبدأت في البحث عنه، وأخيراً اقترب من الفلاح رجل كان صاحب الجثة، وقال: أعطني غطاء التابوت وإلا سأحطمك، أجاب الفلاح: لن أعطيها لك ولا أخافك، قال الرجل صاحب الجثة: من فضلك أعطني، أيها الرجل الصالح، فقال الفلاح: سأعطيك إياه إذا أخبرتني أين كنت وماذا فعلت، فقال الرجل: لقد كنت في القرية، وهناك قتلت شابين بسحري.

ثمّ قال الفلاح: كيف سأعيدهم للحياة، قال الرجل: اقطع الجزء الأيسر من الكفن وخذه معك، وعندما تأتي إلى الكوخ حيث مات الصبيان، انثر الشرارات الساخنة في قدر وضع قطعة قميصي هناك، ثم أغلق الباب وعندها سوف يتنفسون على الفور، فعل الفلاح كما قال له، وعاد الميت إلى القبر واضطجع فيه وغادر الفلاح إلى القرية، وعندما اقترب من أحد البيوت وكان يسمع صوت النواح وصرخات الحزن، ودخل إلى هناك حيث رقد شابان ميتين.

ووضع فوقهما نصف الكفن وعادوا يتنفسان، كان الوالدان مسرورين، وأمسكوا الفلاح وقاموا بتثبيته بالحبال، وقالوا: أيها الطبيب سنأخذك إلى الملك، إذا استطعت إحيائهم فلا بد أنك أنت من قتلهم، صرخ الفلاح وقال لهم ما رآه في الليل، وسرعان ما انتشر الخبر في جميع أنحاء القرية، وتجمع الناس واندفعوا إلى المقبرة ونظروا إلى القبر الذي خرجت منه الجثة، وحفروا في قلب الرجل الميت خشبة بلوط، حتى لا يفعل ذلك أبدًا، وقد كافأوا الفلاح كثيرا وأعادوه إلى البيت بشرف.

وذات مرة، كان نجار في طريقه إلى المنزل في وقت متأخر من الليل من قرية غريبة، كان في وليمة ممتعة في منزل أحد الأصدقاء، ولدى عودته التقى به صديق قديم توفي قبل نحو عشر سنوات، وعندما سلّم الميت عليه، ردّ عليه السلام ونسي أن صديقه قد مات منذ فترة طويلة، وقال له: دعنا نتناول فنجانًا من الشاي معًا مرة أخرى.

فذهبوا إلى كوخ وتناولوا شرابًا وتحدثوا وعندما ودعه الرجل، قال الصديق الميت: ابق هنا إلى أين أنت ذاهب؟ تعال وامكث معي، فقال الرجل: لا يا أخي هذا ليس جيد، لدي عمل في المنزل غدًا ويجب أن أكون هناك مبكرًا، فقال له الميت: ولكن لماذا تمشي على الأقدام؟ من الأفضل أن تركب على حصاني، فجلس الرجل الحي على الحصان.

وهرع الحصان بعيدًا مثل الزوبعة، وفجأة صاح الديك، كان مشهدًا فظيعًا جدًا حيث كانت القبور في كل مكان وهناك شاهد قبر فوق قبر صديق الرجل الميت الذي كان بجواره.

وذات مرة خرج الجندي من منزله وكان يسير في طريقه، وكان أخيرًا يقترب من قريته، ليس بعيدًا عن قريته كان يعيش طحان في طاحونته، وفي الماضي كان الجندي صديقًا حميمًا له، فذهب الجندي والتقى به الطحان واستقبله بلطف، وأحضر كأسًا من الشاي وبدؤوا يتحدثون عن كل ما عاشوه ورأوه، كان هذا قرب المساء وبينما كان الجندي ضيف الطحان حلّ الظلام، لذا استعد الجندي للذهاب إلى القرية.

لكن الطحان قال له: أيها الجندي ابق معي الليلة، لقد تأخر الوقت وقد تتعرض لحادث مؤسف، لقد مات ساحر رهيب، وفي الليل ينهض من القبر ويتجول في القرية ويخيف الناس وقد يسبب لك المتاعب، فقال الجندي: لكنّ الجندي موظف دولة ولا يغرق الجندي في البحر ولا يحترق في النار، سأذهب لأنّني أود أن أرى أقاربي في أسرع وقت ممكن.

فعبر الطريق إلى ساحة قبر، وبينما كان ينظر رأى وهجًا على قبر واحد فقال لنفسه: ما هذا؟ يجب أن أنظر إلى هذا، فصعد وبجانب النار جلس الساحر يخيط الأحذية فسلم الجندي عليه، فرد الساحر: ماذا تفعل هنا؟ فقال الجندي: أردت فقط أن أرى ما الذي تريد القيام به، فتخلص الساحر من عمله ودعا الجندي إلى حفل زفاف، وقال: دعنا نذهب يا أخي، هناك حفل زفاف يقام الآن في القرية.

وذهبا إلى حفل الزفاف وتناولا وليمة ملكية، كان الساحر يشرب ويتجول ويغضب ويخرج جميع الضيوف والعائلة من الكوخ، ويشتت جميع ضيوف حفل الزفاف، وأخرج مخرز ووخز يدي الرجل، وسحب دماء العروس والعريس وملأها بوعاء، فعل هذا وقال للجندي: الآن سنغادر المنزل، وفي الطريق سأله الجندي: قل لي لماذا ملأت الوعاء بالدماء؟

قال الساحر: حتى تموت العروس والعريس، وغدًا لن يتمكن أحد من إيقاظهما، أنا أعرف فقط وسيلة واحدة لإحيائهما، فسأل الجندي: كيف ذلك؟ يجب أن تصنع الجروح في كعبي العروس والعريس وتسكب الدم مرة أخرى في الجروح، ودمائهما في كل منها، في جيبي الأيمن دم العريس مخفي، وفي جيبي الأيسر دماء العروس، لذلك استمع الجندي ولم يتفوه بكلمة واحدة.

لكنّ الساحر استمر في التباهي وهو يقول: كما تعلم، أفعل ما أشاء، فسأل الجندي: هل يمكن التغلب عليك؟ أجاب الساحر: نعم بالتأكيد: إذا كان على أي شخص أن يصنع كومة من خشب الحور، ويحرقني عندها يستطيع التغلب علي، ويجب حرقي بطريقة ماكرة، من بطني تزحف الأفاعي والديدان وكل أنواع الزواحف، وسوف تطير الغربان ويجب عليك الإمساك بهم ورميهم على الكومة.

إذا هربت دودة واحدة فلن يكون ذلك جيدًا، لأنّني سأتسلل إلى تلك الدودة، لذلك استمع الجندي وتذكر، وأخيراً وصلوا إلى القبر، قال الساحر: الآن يا أخي، سأمزقك إلى أجزاء صغيرة؟ وإلا فسوف تروي للناس طريقة قتلي، فقام الساحر وألقى بنفسه على الجندي، لكنّه سحب سيفه وضربه على ظهره، وتشاجرا وكافحا، وكان الجندي منهكًا تقريبًا.

وكانت هذه نهاية مؤسفة، ثمّ صاح الديك وسقط الساحر لاهثًا، وأخرج الجندي الدماء من جيوب الساحر وذهب إلى القرية، وعندما دخل سألوه: هل سمعت مثل هذه الضجة المخيفة من قبل؟ فقال الجندي: هناك لعنة على قريتنا ساحر يطاردها، وقال: هل صحيح أن هناك حفل زفاف هنا؟ فأجابه أحدهم: كان هناك حفل زفاف في منزل الفلاح الغني، ولكنّ العروس والعريس ماتا في نفس الليلة.

فسأل الجندي: اين منزلهما؟ فأشار إليه الرجل لمكان المنزل، وذهب الجندي إلى هنا ووجد الأسرة بأكملها تبكي، وعندما سألهم عن سبب بكاءهم، فقالوا له السبب، فقال الجندي: يمكنني شفاء العروسين، ففعل الجندي كما أمره الساحر، وتنفس العروس والعريس، وتحول الحزن إلى فرح، واحتفلوا بالجندي وكافأوه، ثم عاد لجندي للقرية وذهب إلى العمدة.

وأمره بجمع جميع الفلاحين وإعداد مائة عربة من أغصان الحور، ثمّ أحضروا الأغصان إلى المقبرة، ووضعوها في كومة ورفعوا الساحر من القبر وأحرقوه.


شارك المقالة: