الديدان الشريطية

اقرأ في هذا المقال


ماهي الديدان الشريطية؟

الديدان الشريطية: هي طفيليات داخلية تعيش داخل أمعاء الإنسان وجميع الفقاريات الأخرى، ويتميز الجسم برأس يوجد في الطرف الأمامي، وعادة يكون منبسطاً ويحتوي عضيات للاتصاق أو التعلق مثل المصات أو أعضاء شبيهة بالمصات، أضافة إلى خطاطيف أو لوامس شوكية ويلي الرأس العنق، وهو مقسم إلى عقل وتتكون منها القطع الجديدة للجسم.
أما الجسم المتخرط فشريطي وطويل ويتكون من عدد كبيرمن القطع أو العقل ويتراوح طوله من بضع مترات إلى 10 – 20 متراً، كما يتراوح عدد العقل من 4 – 4000 عقلة أو أسلة، وهي تتكون من منطقة تكاثرية توجد أسفل العنق، وبعد نضج الأسلات جنسياً فإنها تنفصل بالانشطار المستعرض. وللديدان الشريطية صفات فريدة؛ حيث وصلت درجة التأقلم لحياة التطفل إلى درجة عالية من التقدم.

أهم صفات الديدان الشريطية:

  1. عدم وجود جُليد ويغطى الجسم بروتوبلازمي حي، ويحتوي على الميتوكندريا ونتواءات سيتوبلازمية لخلايا الإهاب التحتية الغائصة تحت طبقة العضلات السطحية، ويتميز الجُليد في الديدان الشريطية بميزة فريدة وهي الشعيرات الدقيقة التي تزيد من مساحة سطح الجُليد ويعتبرهذا تكيفاً حيوياً لمثل هذه الطفيليات التي تخلو من القناة الهضمية وعليها أن تمتص كل غذائها من خلال الجُليد.
    كما يحتوي الجُليد على قنوات ثقيبة، ويعتقد أن الإفرازات بين الخلوية تعمل كإنزايم مضاد لمعادلة الإنزيمات الهضمية للعائل، ويلي الجُليد غشاء قاعدي تلية طبقة عضلية وتتكون من خلايا غيرمخططة في الطبقتين: الخارجية دائرية والداخلية طولية كما توجد عضلات ظهرية وبطنية تصل بين السطحين الظهري والبطني ويوجد عضلات ميزانشيمية فهي تملأ الفجوات بين الأعضاء الداخلية، إضافة لوظيفتها الدعامية، فهي مهمة كوسط ناقل سواء للمواد الغذائية أو الفضلات حيث تخلو الديدان الشريطية من جهاز دوري.
  2. تخلو الديدان الشريطية من الجهاز الهضمي ويمر الغذاء المهضوم خلال الإهاب عن طريق الارتشاف الخلوي ويساعد ذلك على طول الجسم وتفلطحه، ومثل هذه الصفات تستلزم أن يعيش الطفيلي داخل القناة الهضمية الغنية بالغذاء المهضوم. فالطفيل لا يعتمد فقط على الغذاء من العائل ولكن على هضم هذا الغذاء.
  3. الأجهزة العصبية والإخراجية ضعيفة التكوين مثل غيرها من الطفيليات فالدودة البالغة تعيش في بيئة ثابتة لا تسلتزم وجود أعضاء حس خاصة، ولكن لديها نهايات حرة حسية.
  4. الجزء الأمامي من الجسم مهيأ للالتصاق بالغشاء المخاطي لأمعاء العائل عن طريق الممصات أو الخطاطيف وفي بعض الأنواع يكون الرأس مزوداً بما يشبه الممصات كما أن الجسم يتكون من عدد كبير من الأسلات وتعتبر كل أسلة منها دودة كاملة فهي وحدة جنسية متكاملة تحتوي أعضاء التكاثر الذكرية والأنثوية. كما تحتوي أجزاء الجهازين الإخراجي والعصبي؛ ولذلك يمكن أعتبار الدودة كاملة.

أمثلة على الدودة الشريطية:

1- دودة البقر الشريطية:

تعرف دودة البقر الشريطية بأنها طفيلي معوي شائع وأكثر انتشاراً في مصر وفي كثيرمن بلاد العالم يصل طول الدودة الناضجة من 4 – 10 متراً تعيش متطفلة في الأمعاء الدقيقة للإنسان وتسبب له أضراراً في الغشاء المخاطي كما تسد الأمعاء وتعيش الدودة البالغة لسنوات طويلة تصل إلى 20 عاماً، ويؤدي وجودها إلى آلام في البطن، وضعف عام وفقدان في الوزن والشهية مع اضطرابات معوية والشعور بالجوع وشكوى عصبية وحكة، كما أنها قد تسبب نقصاً في فيتامينات الجسم.

تركيب الدودة الشريطية:

تتركب الدودة الشريطية من رأس عضلي مكعبي الشكل يصل قطرة حوالي 2 مم مزود بأربعة ممصات، ولكن لا يوجد بها أهلاب (لسان) ولا يعتبر الرأس رأساً لأنه غير متخصص في الحصول على الطعام، ويتصل الرأس بجسم الدودة المتخرط بواسطة عنق ضيق ينمو باستمرارية عملية التكاثر، وتتكون الأسلات بعملية الانشطار الأفقي أو التكاثر اللاجنسي ويتكون الجسم من عدد كبير من الأسلات التي تبلغ 4000 أسلة تكون أصغرها هي التالية للعنق.

أما أكبرها فتوجد في الطرف الخلفي على نقيض الحلقيات والفقاريات حيث توجد العقل الكبيرة في السن في النهاية الأمامية، وكلما زادت الأسلة في العمر تصبح مربعة الشكل وتوجد عند منتصف الدودة تقريباً، ويلاحظ أن الأعضاء الجنسية تتكون بالتدريج فتظهرالأعضاء التناسلية الذكرية قبل الأعضاء الأنثوية، وتكون الأسلات الموجودة في مؤخرة الحيوان أسلات مثقلة حبلى تحتوي البيض المخصب داخل الرحم الذي يملأ الأسلة تقريباً.

ولا يوجد للديدان الشريطية فم أو قناة هضمية، إذ يمر الغذاء المهضوم من خلال الجُليد (الإهاب) بعملية الانتشارالنشط حيث يتوزع إلى جميع أجزاء الجسم خلال خلايا النسيج الحشوي، أما المغذيات النتروجينية فتمتص خلال تلامس جسم الدودة مع الغشاء المخاطي للأمعاء الدقيقة وتمتص الكربوهيدرات والفيتامينات والسوائل من تجويف الأمعاء، وتعتمد الديدان على الحصول على الهرمونات الجنسية من عائلها ويختزن الغذاء على هيئة ليبيدات وجليكوجين.

1- الجهاز الإخراجي في الدودة الشريطية:

يشبة الجهاز الإخراجي في الدودة الشريطية الجهاز الإخراجي في الديدان المفلطحة، إذ إنه يتكون من وحدات هي الخلايا اللهبية والأنابيب الإخراجية وتفتح الخلايا اللهبية في قناتين طوليتين يمتدان كلاً على جنب، وتتحدان معاً في منطقة الرأس بواسطة حلقة وثقب متوسط في الأسلة الأخيرة، وعندما تنفصل الأسلة الأخيرة تفتح كل أنبوبة بثقب مستقل.

والقنوات الإخراجية غير مبطنة بخلايا هدبية ولكن بطبقة كيتينية، وبواسطة حركة الأهداب في الخلايا اللهبية تطرد نواتج الأيض، وكذلك السوائل الزائدة عبر القنوات الإخراجية ومن المعتقد أنه من أهم وظائف الجهاز الإخراجي هو أنه يعمل كمنظم أسموزي للسوائل داخل جسم الدودة.

2- الجهازالتناسلي للدودة الشريطية:

تحتوي كل أسلة ناضجة على مجموعة كاملة من الأجهزة التناسلية الذكرية والأنثوية:

أولاً: الجهازالتناسلي الذكري

يتكون الجهاز التناسلي الذكري من:

  1. الخصية تقع في كل أسلة في النسيج الحشوي، ويتراوح عددها من 300 – 400 خصية وعلى وجه الخصوص عند حواف الأسلة.
  2. تجمع الحيوانات المنوية بواسطة قنوات منوية دقيقة، وتتحد القنوات المنوية لتكون وعاء ناقلاً ملتوياً يمتد بعرض الأسلة إلى البهو التناسلي، وينتهي بذؤابه عضلية (قضيب) ويحاط بكيس الذؤابة. وتفتح الذؤابة بالفتحة التناسلية الذكرية في البهو التناسلي الفنجاني الشكل والذي يوجد عند حافة كل أسلة ويقع على حلمة منتفحة. ويفتح البهو التناسلي للخارج بالثقب التناسلي.

ثانياً: الجهاز التناسلي الأنثوي

ويتركب الجهاز التناسلي الأنثوي من:

  • مبيض ثنائي الفصوص يوجد بالقرب من الحافة الخلفية للأسلة وتتحد الفصوص بواسطة قنطرة، تخرج منها قناة مبيض قصيرة تفتح في المبايض المحاط بخلايا مهلس، وتفتح في المبياض قناة محية تتصل بغدة المح التي توجد عند الحافة الخلفية للأسلة.
  • يؤدي المبايض إلى رحم اسطواني الشكل مقفل يمتد في منتصف الأسلة، كما يخرج منه أنبوبة دقيقة هي المهبل الذي يمر بموازاة الوعاء الناقل؛ حيث يتسع ليكون مستقبل المني الذي يفتح في البهو التناسلي، والذي بدوره يفتح للخارج بثقب تناسلي أنثوي يقع على حلمة تناسلية.

دورة حياة الدودة الشريطية:

تتم عملية إخصاب ذاتي إما في نفس الأسلة أو في الأسلات الطرفية بين أسلاتين متقابلتين من نفس الدودة. وفي حالات نادرة قد تحدث عملية إخصاب خلطي بين ديدان مختلفة موجودة في نفس العائل وخلال عملية الإخصاب تنقلب الذؤابة وتبرز للخارج وتخترق فتحة المهبل حيث تنقل الحيوانات المنوية التي تخزن في الحويصلة المنوية، وتتم عملية الأخصاب إما في قناة المبيض أو المبايض بغشاء داخلي رقيق أصله من الجهاز المحي وتضع الدودة الواحدة حوالي 700 ألف بيضة يومياً وينتقل البيض إلى الرحم حيث ينمو مباشرة.
ويفرز الجنين قشرة صلبة يطلق عليها حامل الجنين الذي يتكون من مادة كيتينية على شكل قضبان تعطيه مظهراً مخططاً ثم يحاط حامل الجنين بغشاء خارجي رقيق تفرزه غدة مهلس، وعادةً يفقد هذا الغشاء عند خروج البيضة. وبعد ذلك ينمو للجنين ستة أشواك عند الجزء الخلفي. ويطلق على الجنين والمحفظة التي تحفظ الجنين والأغطية الداخلية والخارجية ذات ستة أشواك بالجنين الخطافي ثم تزداد أعداد الأجنة الخطاطيف في الرحم تصل إلى حوالي 150 الف في كل أسلة ثم تمر إلى الرحم الذي يزداد في الحجم وتظهر له فروع جانبية من 15 – 20 وأحياناً 30 فرعاً في كل جانب.

حتى تملأ الأسلة تقريباً على حساب الأعضاء التي تضمحل مع الوقت وتطلق على الأسلة في هذه الحالة بالأسلة الحبلى ثم تنفصل الأسلات الحبلى عند نهاية الدودة الواحدة بعد الأخرى وتخرج مع البراز، أو قد تزحف بالحركات العضلية النشطة خارجة من فتحة الشرج، ويمكن أن تزحف على الجلد وهي تخرج سائلا لبنياً يحتوي على الأجنة الخطافية وتنفجر الأسلات الحبلى خارج الجسم أو تتحلل.

وتنطلق كميات هائلة من الأجنة الخطافية والتي سريعاً ما تنتشر في المناطق المحيطة حيث تلتصق بالنباتات والأعشاب التي تتغذى عليها الحيوانات وعندما يأكل الحيوان كالبقر أو الجمل؛ حيث أن النباتات التي توجد عليها الأجنة الخطافية. تهضم في المعدة ويخرج منه اليرقة ذات الستة خطاطيف، وباستخدام الأهلاب وغدة ثاقبة خاصة يثبت الجنين نفسه في جدار الأمعاء ويخترقها.

ثم تنتقل إما إلى اليمف أو الدم في البطين الأيمن ومنه إلى الرئتين ثم إلى الجزء الأيسر من القلب، ثم يحمله الدم خلال الدورة الجهازية إلى أجزاء الجسم المختلفة، ومنها: إلى العضلات وعلى وجه الخصوص عضلات اللسان والحجاب الحاجز والظهر والفكين والأطراف أو حتى العضلات القلبية أو الكبد أو المخ، ثم يتفقد الجنين ذو الستة خطاطيف الأهلاب التي كانت تساعده على التثبيت في الأعضاء المختلفة، ثم يزداد في الحجم ويكون يرقة مثانية مملوءة بسائل ويطلق عليها الدودة المثانية وأخيراً يتغمد جدار الدودة المثانية في أحد جوانبه، وبذلك يكون رأس الدودة الأولى ويطلق على الدودة المثانية التي تغمد رأسها إلى الداخل بدودة الماشية المثانية الذي يتراوح طولها من 7.5 – 9 مم ويمكنها أن تعيش في عضلات البقرة لمدة 8 أشهر.

المصدر: Campbell / للمؤلف نيل كامبل / طبعة 6العلوم الحياتية / للمؤلف سامي خضر عبد الحافظ / طبعة 1أساسيات علم الأحياء / للمؤلف حسين علي السعدي / طبعة 2علم الأحياء والابيديولوجية والطبيعة البشرية / للمؤلف ستيفن روز / طبعة 5


شارك المقالة: