قصة الموزة السحرية

اقرأ في هذا المقال


تعتبر الجمادات بالنسبة للأطفال عالم غامض يسعون لاكتشافه، والفاكهة هي من الجمادات التي يحبّها الأطفال ويحبون سماع قصصها وهي تتحدّث فهي تكشف أسرارها وفوائدها، وفي هذه القصة سنحكي عن حبة موز ساعدت فتى وغيّرت حياته وكان يتعرّض للسخرية من شدّة نحفه، والعبرة من هذه القصة هي تعليم الأطفال عن فوائد الموز بأسلوب شيق وظريف.

الموزة السحرية:

كان هنالك ولد اسمه راجي يسكن مع عائلته، كان راجي ولد نحيف جدّاً وكان يشعر دائماً بالحزن لذلك، كانت جدته دائماً توبّخ أمّه وتقول لها: يا ابنتي لماذا لا تطعمين راجي جيّداً يجب عليكِ أن تهتمي به أكثر، وكانت الأم في كل مرّة تجيب: يا أمي إننّي أطعمه كل شيء فهو يأكل الحليب والبيض والزبدة، ضحكت الجدّة وقالت: إن راجي يبدو مثل جدّه لقد كان نحيفاً جدّاً.

نظر راجي لجدّته وقال لها بحزن: ولكن يا جدتي جميع أصدقائي يسخرون مني ويلقّبونني بالعصا النحيلة، ضحكت الجدة وقالت: لا بأس يا بني أنت نحيل ولكن هذا ليس ذنبك، في يوم من الأيام كان راجي يلعب بالكرة بعيداً مع صديقه ناندو، وفجأة اقترب منهما ولدين كبيرين فبدأ كل منهما بالسخرية من راجي وأرادوا أخذ الكرة، حاول راجي منعهم وقال: هذه الكرة لي لقد اشتراها لي والدي.

كان راجي يريد انتزاع كرته منهم ولكن صديقه ناندو قال له: هيا يا راجي لن نستطيع مواجهة هذين الولدين فلنذهب وغداً سنشتري كرة أخرى، ذهب راجي وصديقه وكان راجي حزيناً، سمع صوت الولد الذي أخذ منه الكرة وهو يقول: هذا الولد خائفاً إنه كالقطة الصغيرة، راجي غضب ممّا سمعه ولكنّه لم يستطع فعل شيء.

ذهب راجي وصديقه وجلسا قرب النهر ونظر راجي لانعكاس صورته بالنهر، قال له صديقه ناندو: هيا يا راجي لقد تأخرّنا كثيراً فلنذهب للبيت، رفض راجي العودة وطلب من صديقه ناندو العودة لوحده، وقال له صديقه: حسناً يا راجي ولكن لا تتأخّر، جلس راجي لوقت متأخّر وأراد العودة للمنزل، وأثناء سيره بالغابة وجد شجرة تلمع وكأنّها مصنوعة من الذهب.

اقترب راجي من الشجرة وتفاجأ بأن الشجرة تتكلّم وسمعها تقول: يا راجي أنا أعلم أنك حزين وأنا أريد مساعدتك، تفاجأ راجي مما سمع وقال في نفسه: وهل لشجرة أن تتكلّم أنا بالطبع أحلم، فقالت الشجرة: كلا يا راجي أنت لا تحلم أنا بالفعل شجرة سحرية وأود مساعدتك، فقال له راجي: حسناً وكيف ستساعدينني؟ قالت له الشجرة: انظر لأصابع الموز السحرية تلك هي التي ستساعدك عندما تأكلها.

قطف راجي حبة من الموز فأضاءت، وعندما أكلها كبر جسمه وأصبح مثل أصدقائه بصحة جيّدة، فرح راجي كثيراً وشكر الشجر فقالت له: أنا قمت بمساعدتك وعليك أنت الآن أن تساعدني، فقال راجي: بالطبع سوف أساعدك فماذا تريدين مني أن أفعل؟ قالت الشجرة: هذه الجرة أريد منك أن تملأها من مياه البحيرة.

تفاجأ راجي بهذا الطلب وقال: وهل هذا ما تريدينه فقط؟ قالت له الشجرة: نعم فقط أحضر الماء واسقني به، ذهب راجي على الفور وملأ الجرة بالماء ورجع وسقى بها الشجرة، فتحرّرت الشجرة من الروح وعادت كشجرة عادية وسمعها وهي تقول له: شكراً لك يا راجي لقد حررّتني وعدت كما كنت، ونظر راجي للشجرة فوجدها عادت كأي شجرة عادية في الغابة.

عاد راجي للمنزل وتفاجأت أمّه وجدّته عندما رأوه، حضنته أمّه وفرحت به كثيراً، أخبر راجي أمه وجدته بما حدث له مع شجرة الموز وسأل جدته: لماذا ذهبت روح الشجرة؟ فقالت له جدته: لأن هذه الشجرة يبدو أنها كانت ملعونة وأنت قمت بتحريرها، فقال راجي: مهما كان السبب أنا الآن أشعر بأنني سعيد جدّاً لجسمي الجديد ولن يستطيع أحد أن يسخر مني بعد الآن.

ذهب راجي في اليوم التالي للأولاد الذين قاموا بسرقة الكرة منه وأراد أن يستعيدها، وعندما وجدهم كانوا يلعبون بها فطارت وأمسكها، عندما رأى الأولاد راجي تفاجأوا كثيراً وقالوا: وكيف حدث ذلك لقد كان نحيفاً، فقال لهم راجي: هذا كان في الماضي أمّا الآن فسوف ألقنكما درساً لن تنسوه. لقد غيّرت شجرة الموز حياة راجي بشكل كبير، وأصبح سعيداً بشكله الجديد ولم يعد أحد يستطيع أن يسخر منه.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات أطفال/كمال الدين حسين/1996قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص أطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: