يجب علينا أن نعلّم أطفالنا المفتاح الأساسي من مفاتيح النجاح وهو إتقان العمل، فهو وصية رسولنا الكريم لنا، سنحكي في قصة اليوم عن النجار عادل، الذي أمضى فترة عمله في الإتقان الجيّد، ولكنّه عندما كان يريد مغادرة العمل وطلب منه مسؤوله إنجاز المهمّة الأخيرة، دفعته رغبته في الإنجاز السريع لعدم إتقان العمل، وهذا يعلّمنا أهميّة التأنّي والتفكير لإتقان العمل.
قصة النجار العجوز
عادل رجل يعمل كنجّار طوال حياته، كان عادل مخلص ومجتهد في عمله كثيراً، تقدّم عادل في السن وصار مسنّاً ولم يعد يستطيع أن يعمل في مهنته؛ فقرّر أن يتقاعد من عمله، أبلغ النجار عادل المقاول المسؤول عن عمله عن نيّته لترك العمل، وأنّه قرّر أن يجلس في منزله ويستمتع بأوقاته مع عائلته وأولاده.
شعر المقاول أنّه استاء من نيّة استقالة النجار عادل؛ والسبب في ذلك هو أنّه رجل مجتهد ولديه خبرة طويلة في العمل، فقال له: أنا سأوافق على تقاعدك من العمل ولكن لدي طلب أخير، أريد منك أن تبني منزلاً أخيراً قبل أن تغادر العمل، فكّر النجار عادل في هذا الطلب وكان لا يرغب بعمله، ولكن بدافع خجله من مسؤوله اضطرّ على الموافقة على الطلب.
بدأ النجّار ببناء المنزل ولكنّه في هذه المرّة لم يكن عادل مجتهداً كما في كل مرّة، بل أنّه كان يستخدم مواد رديئة في البناء كما أنّه قام ببنائه بطريقة غير متقنة؛ والسبب في ذلك هو أنّه كان يريد أن ينتهي سريعاً من العمل.
انتهى النجار من عمله وكان سعيداً أنّه أكمل الطلب الأخير، وذهب للمقاول وقال له: ها هو مفتاح المنزل الجديد لقد أكملته، هل تريد منّي شيء آخر قبل أن أغادر العمل؟ قال له المقاول: أريد أن أخبرك بشيء ربمّا سيجعلك سعيداً، هذا المنزل الذي طلبته منك هو هدية منّي لك، ومكافأة لعملك المتقن الذي قمت به طوال تلك الفترة الماضية.
شعر النجار عادل وقتها بالحزن والندم الشديد على عدم إتقانه لعلمه في هذه المرّة، وأنّه كان ينوي أن ينتهي سريعاً ولم يفكّر في سوى في إنجاز العمل، وكان هذا درس للنجار عادل أن يتعلّم إتقان العمل في كل شيء وتحت أي ظرف، فإتقان العمل هو وصية رسولنا الكريم لنا.