قصة النجمة والهلال

اقرأ في هذا المقال


خلق الله بعض الأشخاص ليكمّل كل منهم الآخر، سنحكي في قصة اليوم عن قلم قام برسم خطين أحدهما مستقيم والآخر منحني، سخر الخط المنحني من الخط المستقيم، ولكن عندما قرّر أن يتعاون معه قاموا برسم شكل رائع وجميل.

قصة النجمة والهلال:

كان هنالك قلم يحب رسم الأشياء كثيراً، وفي مرة من المرّات رسم هذا القلم خطين أحدهما مستقيم، أمّا الآخر فكان منحني، ثم وضع نفسه داخل الغطاء وأراد النوم، وكان القلم قد رسم هذين الخطين بحيث يكونا قريبين من بعضهما البعض؛ فسمع قبل نومه صوت دردشة وحديث بينهما.

كان صوت الحديث بينهما يعلو ويعلو حتى وصل إلى حد الصراخ، تفاجأ القلم ممّا سمع، وأراد أن يخرج ليكتشف ما هو سبب النزاع بين هذين الخطين، وعندما أخرج رأسه وجد الخط المنحني يصرخ قائلاً: هيا أيّها الخط المستقيم ابتعد فأنا لا أريد رؤيتك، أنت تذكّرني بالعصا، شكلك يوحي لي بالقسوة.

كان الخط المنحني يتحرّك كالأفعى وهو يتكلّم، فرد عليه الخط المستقيم قائلاً: اصمت أيها الخط المنحني لماذا تتهمنّي بالقسوة؛ فأنا أشبه في شكلي هذا النظام، وأنا أمثّل الصدق ولا أمثّل العنف أو القسوة كما تتهمنّي، فغضب الخط المنحني وقال له: اصمت وانظر لي كيف أستطيع التحرّك كيف أشاء، وبدأ يتحرّك ويتلوّى يميناً وشمالاً.

بدأ الخط المنحني بتشكيل نفسه؛ حيث مرةً قام برسم زهرة ومرةً هلال ومرة شجرة أو حيوان، ثم نظر للخط المستقيم وهو يضحك وقال: هيا قم أنت بعمل ما قمت به من أشكال إن استطعت، فأنت لن تستطيع فعل أي شيء بنفسك.

شعر الخط المستقيم بالغضب من سخرية المنحني، وبدأ يتحرّك في عدّة اتجاهات حتّى استطاع بنهاية الأمر أن يرسم نجمة جميلة؛ فنظر لها الخط المنحني بذهول شديد ولم يكن يتوقّع ما رآه، بينما كان الخط المستقيم ينتظر منه تعليقاً على ما فعل.

شعر المنحني بعد ذلك بالخجل من نفسه وقرّر أن يساعد الخط المستقيم ويلتف حوله على شكل هلال، وعندما التف حوله أصبح الشكل نجمة بجانب هلال، عندما رأى القلم هذا الشكل فرح به كثيراً وشعر بالاطمئنان والسعادة؛ لأنّه سينام بجانب ضوء النجمة والهلال.

عندما نام القلم صدر له صوت شخير، وكان قد اعتاد على ذلك؛ فبدأت الأشكال على الورقة بالضحك بشكل كبير على صوت شخير القلم؛ حتّى أنها كادت أن تنزلق من سطح الورقة من شدّة الضحك.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص اطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: