من أجمل الأخلاق وأروعها هو الوفاء بالعهد، سنحكي في قصة اليوم عن الجد وحفيده قاما بإنقاذ النسر لأكثر من مرة من موت محتّم، ولشدّة وفاء هذا النسر قام برد الجميل واستطاع أن يساعدهما من موت محتّم في موقف آخر.
قصة النسر الوفي
كان هنالك نسر يعيش في أحد الأعشاش وفي مرّة من المرّات نوى هذا النسر أن يطير لقرية أخرى بحثاً عن الطعام، وترك زوجته وأطفاله في العش، وعندما وصل قرية أخرى كان يعيش في هذه القرية ولد اسمه أمير.
كان هذا الولد قد اعتاد أن يذهب مع جدّه من أجل أن يقطف الثمار، وكان لديه عادة سيئة وهي أنّه كان يزعج الحيوانات الموجودة في مزرعة جدّه، ويقوم باللحاق بها ومعه عصا كبيرة، فكانت الحيوانات تجري خوفاً منه، وعلى الرغم من توبيخ جدّه له إلّا أنّه كان يفعل ذلك دائماً.
وبعد الانتهاء من قطف الثمار أخبر الجد أمير أنّه يجب عليه أن يذهب للسوق من أجل بيع الثمار، وأوصاه أن يرفق بحيوانات المزرعة، ووعده إن كان لطيفاً فسوف يأخذه معه دائماً إلى المزرعة وإلى السوق.
وفي يوم كان أمير بالمزرعة مع جدّه؛ فلاحظ أن هنالك قتال بين النسر والثعبان، خاف أمير أن يقتل الثعبان النسر؛ فأسرع وأخبر جدّه بما رأى، وسرعان ما أخذ الجد عصا كبيرة وطرد بها الثعبان وأنقذ النسر، ففرح بذلك كثيراً وشكر أمير على إنقاذه له.
وفي يوم من الأيّام كان أمير يسير مع جدّه، ويحمل الثمار فوق عربة للذهاب بها إلى السوق، وفجأةً شعر الجد بالتعب وأراد الاستراحة تحت شجرة؛ فطلب أمير من جدّه أن يجرّ العربة لوحده، وافق الجد ووعده بحذاء جديد إن استطاع أن يبيع الثمار كلّها.
وفجأةً سمع الجد استغاثة النسر، وعندما تتبّع مصدر الصوت وجد النسر عالقاً بشبكة الصياد؛ فسرعان ما أنقذه وحرّره من الشبكة، وأكمل الجد طريقه هو وأمير إلى السوق، وبالفعل استطاع أمير أن يبيع الثمار كلّها؛ فاتجه الجد إلى محل الأحذية واشترى له حذاءً جديداً.
حمله أمير وكان مسروراً به جدّاً، ورفض أن يلبسه خوفاً عليه من أن يتسخ، ممّا دفع الجد إلى الضحك على حال أمير وفرحه بالحذاء الجديد، شعر الجد بالتعب في طريق العودة وقرّر الاستراحة؛ فجلس وأراد الاستناد على أحد الجدران الذي كان مائلاً للانهدام.
في هذه الأثناء كان النسر يحلّق فوق السماء ويراقب ما يحدث؛ فوجد الجد وحفيده الذي أنقذوه مرتين ولاحظ أن الجدار على وشك الانهدام؛ فأسرع وأمسك بحذاء أمير وطار به بعيداً، ركض أمير وجدّه نحو الحذاء، وشعر أمير بالحزن الكبير لفقدان حذائه، ولكن عندما التفت الجد ورأى وقوع الجدار، علم أنّه نجا هو وحفيده من الموت. شكر الجد وأمير النسر على وفائه، وأعاد النسر الحذاء لأمير وعاد إلى منزله هو وجدّه مسرورين، وفخورين بما فعلاه مع النسر.