قصة النملة والصرار

اقرأ في هذا المقال


من أكثر الطرق التي يستطيع الأطفال من خلالها الفهم الصحيح والإدراك هي رواية القصص القصيرة، ويحاول الأهل باستمرار اتبّاع أساليب التربية السليمة من خلال تعليم أطفالهم على السلوكيات الصحيحة والبعد عن السلوكيات الخاطئة، ومن أهم السلوكيات التي يجب على الأطفال أن يتعلّمونها هي العمل الدؤوب وعدم الكسل، وسنحكي في قصة اليوم عن نملة نشيطة وصرار كسول تلقّنه النملة بحكمتها درساً عن أهمية العمل والعبرة من هذه القصة هي: من جد وجد ومن سار على الدرب وصل.

النملة والصرار:

في أحد الأماكن كانت تعيش نملة، وكانت هذه النملة تحب العمل الدؤوب باستمرار؛ حيث كانت نشيطة جدّاً وتعمل طوال الليل والنهار، وكان يسكن بجوار هذه النملة صرار كان هذا الصرار يحب الغناء والعزف على القيثارة كثيراً؛ حيث كان أهل الغابة دائماً يستيقظون على صوت عزفه؛ فكان يقضي أغلب يومه في الغناء والمرح واللهو حتّى يحين موعد الطعام.

عندما كان يأتي وقت الطعام كان هذا الصرار يأكل بعض الأوراق أو أي شيء يده مثل الحبوب وغيرها ثم يعود لما كان عليه، كانت النملة تعيش حياتها على العكس من هذا الصرار فكانت تقضي طوال نهارها في العمل الدؤوب وجمع الطعام، وكانت لا تستريح إلّا وقت الطعام أو في وقت المساء، وكان الصرار يسخر منها باستمرار ومن عملها المتواصل ظنّاً منه أن هذا السلوك خاطئ، وأن فصل الصيف هو وقت اللعب والمرح وليس وقت جمع الطعام.

في مرة من المرات جاء الصرار على النملة وسألها: لماذا تقضين أغلب يومك في جمع الطعام أيتها النملة؟ فأجابته: أنا أجمع هذا الطعام حتى أستطيع أن أجد الطعام في فصل الشتاء، فرد عليها الصرار متعجباً: ولكن الحبوب والأعشاب مليئة في الغابة ويمكنها أن تكفي جميع الحيوانات في الغابة طوال السنة فلماذا كل هذا العمل! شعرت النملة أنّ الكلام مع هذا الصرار لن يجدي أي نفع فتركته في لهوه وانصرفت لإكمال عملها.

عندما جاء فصل الخريف تغيّر كل شيء؛ حيث تحوّلت الأوراق الخضراء إلى صفراء، وجفّت الأعشاب من شدة الرياح والأمطار، في هذا الوقت أصبح الصرار يتضوّر جوعاً ولا يجد ما يسد به رمقه فلم يكن لديه أي شيء يفعله سوى الذهاب إلى النملة كي يطلب منها بعض الطعام.

نظرت له النملة وقالت: أيها الصرار الكسول علي أن أطعمك لأنّ مساعدة الجار من الأمور الواجبة وسأنقذك حتى لا تهلك من الجوع، لكن عليك في المرات القادمة أن تعتبر وتتوقّف عن إضاعة يومك كله باللهو واللعب وتعتاد على العمل.


شارك المقالة: