قصة النملة وحبة التفاح

اقرأ في هذا المقال


يجب علينا تعليم أطفالنا أن لا يقوموا بالتقليل من شأن أي أحد، فلكل مخلوق على هذه الأرض ميزة تميّزه عن غيره، سنحكي في قصة اليوم عن حكاية النملة وحبة التفاح التي ترويها الجدة لحفيدها، وتعلّمه من خلال هذه القصة عدم الاستخفاف بأي كائن ضعيف أو صغير خاصّةً النمل.

قصة النملة وحبة التفاح

كان سامر يجلس مع جدّته في الحديقة بعد تناولهم وجبة الغداء، كانت الجدة تجلس على الأرض وتتأمّل بمناظر الطبيعة الجميلة، وبينما كان حفيدها سامر يجلس معها إذ راقب سرباً من النمل يسير من أمامه، فقال سامر بصوت عالي: ما هذا النمل المزعج؟ ومن ثم ذهب وأحضر بعض الماء، ورفع يده وكان ينوي رش النمل بالماء حتى يبتعد من أمامه.

ولكن الجدّة عندما رأت حفيدها يفعل ذلك استنكرت فعله، وبادرت على الفور بمنعه من ذلك وقالت له: ما بك يا سامر، لماذا تريد قتل هذا النمل؟ هل يؤذيك بأي شيء؟ نظر لها سامر وقال: يا جدّتي أنا لا أحب النمل أبداً؛ فهو مزعج بالنسبة لي، قالت له الجدّة: لا يجوز لك يا سامر أن تقتله، فهو يقوم بجمع طعامه، اتركه يجمع ممّا وهب الله له من رزق.

لكن سامر لم يقتنع بكلام جدّته وقال لها: لماذا يا جدّتي تدافعين عن هذا النمل؟ إنّه كائن ضعيف وليس له قيمة؛ فهو لا يستطيع حتّى أن يدافع عن نفسه، أنا لا أحبّه لأنّه كائن ضعيف، انظري يا جدّتي إنّه لا يجمع سوى ذرّات قليلة من الطعام، ولا يستطيع أن يفعل أي شيء آخر، نظرت الجدّة لسامر وابتسمت له وقالت له: اقترب مني يا حفيدي العزيز؛ فكلامك هذا يدلّ أنّك لا تعرف أي شيء عن النمل.

أكملت الجدّة قائلة: هذا النمل يا حفيدي الصغير هو من أقوى مخلوقات الله على الرغم من حجمه الصغير، وهو يستطيع فعل الكثير من الأشياء، بالإضافة إلى أنّه من أكثر المخلوقات التي تحب النظام والالتزام، كما أن النمل يا سامر يتصف بالذكاء والدقّة.

نظر سامر لجدّته باستغراب وقال لها: انظري يا جدّتي لهذه النملة الصغيرة، ماذا يمكنها أن تفعل؟ نظرت له الجدّة وقالت: إذا كنت تريد أن تعلم ماذا يمكن لهذه النملة أن تفعل، عليك أن تستمع لقصة النملة نمولة، قال لها سامر: بالتأكيد يا جدّتي أريد أن أستمع للقصّة.

بدأت الجدّة تروي حكايتها وقالت: كان هنالك في إحدى الغابات البعيدة، وفي جوف إحدى الأشجار يعيش النمل مع ملكتهم التي تحكمهم، كان النمل قد اعتاد أن يخرج في الصيف لجمع طعامه لفصل الشتاء، وكانت الملكة تمنع النمل من الخروج طوال فصل الشتاء، لأنّه من الممكن أن يتأذّى بسبب المياه والأمطار، وفي يوم من الأيّام قامت ملكة النمل بجمع النمل وقالت: يا أيّها النمل، نحن الآن في فصل الشتاء، ولكنّني أشتهي التفاح، أريد منكم أن تحضروا لي حبة من التفاح، وإلّا قمت بمعاقبتكم.

شعر النمل كلّه بالخوف، لأنّه يعرف بأن هذه الملكة تنفّذ ما تقول، وجميعهم خافوا على أنفسهم من أن تقوم بطردهم خارجاً؛ فيموتوا من البرد أو ربمّا من الغرق، فوقف جميع النمل يشعر بالحيرة ولا يعلم ماذا سيفعل، قال أحد النمل: ليس أمامنا سوى النملة نمولة؛ فهي من أذكى النمل، ولا بدّ أن تجد لنا أي مخرج من هذه الورطة التي وقعنا بها.

عندما ذهبوا للنملة نمّولة وأخبروها بما حدث قالت لهم: لا تقلقوا أنا لدي الحل، علينا أن نحضر حبة التفاح كما طلبت الملكة، قالوا لها: ولكن كيف سنخرج في هذه الأمطار؟ قالت لهم: سوف نقوم بصنع قارب من أوراق الشجر ونركب من فوقه، وإن أمطرت السماء يمكننا أن نقوم بصنع مظلّة من ورق الشجر أيضاً، قال لها النمل: بالفعل فكرة جيّدة.

وبالفعل خرجت مجموعة من النمل بواسطة القارب الذي صنعوه من ورق الشجر، ووصلوا إلى شجرة التفاح ووجدواّ دباً صغيراً يجلس بجانبها، وطلبوا منه المساعدة وأخبروه بقصتهم، فلم يتردّد الدب بتقديم المساعدة على الفور، وعاد النمل وهو يحمل حبة التفاح، وبذلك أنقذتهم النملة نمولة من العقاب الذي كان سيحلّ بهم.

نظر سامر للجدّة وقال: حقّاً يا جدّتي إن النمل كائن عظيم، قالت له: نعم يا بني يجب علينا أن لا نستخف به، وأن لا نقلّل من شأن أي أحد مهما كان حجمه، ومنذ ذلك الوقت وعد سامر جدّته أن لا يؤذي النمل أبداً.


شارك المقالة: