قصة الهدية العجيبة

اقرأ في هذا المقال


الأم فيضان من العطاء، تعطي أبنائها دون أن تنتظر منهم المقابل، وتتعب وتتحمّل في سبيل وصولهم لأحلامهم، هذا ما فعلته والدة تمارا معها؛ حيث كانت لها خير عون وخير سند في أن تصل لحلمها وتصبح طبيبة ماهرة، بعد أن كانت تمارا لا تحب المدرسة والدراسة، وكان ذلك كلّه بسبب الهدية العجيبة.

قصة الهدية العجيبة

تمارا فتاة صغيرة تبلغ من العمر ست سنوات، وفي أوّل يوم في المدرسة شعرت بأنّها لا تحب المدرسة والدراسة؛ لذلك كانت تشعر بالخوف الشديد، وطلبت من والدتها أن تأتي معها وترافقها إلى المدرسة، ظلّت تمارا تمسك بيد أمّها طوال الوقت، وكانت أمّها تنظر للخوف الذي في عينيها وتستاء لذلك، حتى أنّها طلبت من المعلّمة ان تبقى برفقة ابنتها طوال اليوم، وبالفعل بقيت تمارا طوال اليوم متمسّكة بيد والدتها حتى نهاية الدوام.

في اليوم التالي كانت تمارا تريد من أمّها مرافقتها إلى المدرسة مرّةً أخرى، ولكن الأم الحكيمة كانت قد فكّرت في حيلة لتساعد ابنتها بالتأقلم مع المدرسة والطالبات؛ فأحضرت هدية ثمينة يوجد بها عدّة الطبيب والأدوية والفحص وغيره، وأحضرت كذلك قطع من الحلويات، وكانت قد اتفقت مع المعلّمة أن تقوم بتوزيع الحلويات للطالبات، وأن تقوم بإعطاء تمارا هذه الهدية المميّزة، ولكن دون علم الطالبات؛ لكي لا تظنّ الطالبات أن المعلّمة تميّز أحداً عن غيره.

في هذا اليوم عادت تمارا إلى أمّها وهي في غاية السعادة بتلك الهدية، وكانت أمّها تقوم بجمع ألعابها الصغيرة، وتطلب من ابنتها أن تعالجهم على أنّهم مرضى، وكانت تمارا تقول لأمّها: كيف سأعالج آلام الناس يا أمّّي؛ فقالت لها أمّها: يجب عليكِ يا ابنتي أن تتفوّقي في الدراسة، وأن تحبي زميلاتك ومعلّماتكِ وتتعلّمين الإخلاص.

وبالفعل كانت تمارا فتاة مجتهدة طوال سنوات المدرسة، حتى كبرت ودرست الطب وحقّقت حلمها وحلم أمّها، وكان ذلك كلّه بسبب تلك الهدية العجيبة، التي كانت تمارا تحبّها وتحب أن تلعب بها كل يوم، واستطاعت هذه الأم الحكيمة أن تزرع بنفس ابنتها حب الخير للآخرين والاجتهاد والجد في العمل.


شارك المقالة: