من الأمر الجيد أن يقوم الشاب باختيار زوجة حسنة الوجه، ولكن السعادة بين الأزواج لا تبنى على الجمال فقط، هذا ما حدث مع ماري صاحبة الوجه الحسن التي كانت تحلم بالزواج من الأمير، ولكنّها عندما تزوّجته لم تكن سعيدة؛ وهذا لأنّه اختارها لجمالها فقط.
قصة الوجه الجميل
في إحدى المدن تسكن فتاة اسمها ماري، كانت فتاة فائقة الجمال وذات وجه حسن؛ ولهذا السبب كان هنالك الكثير من الشبّان اللذين تقدّموا لخطبتها، ولكنها رفضت كل من تقدّم لها، وكانت تنتظر الأمير الوسيم الذي كانت تحلم بأن يأتي ويخطبها، لم يطل انتظار ماري وجاءها الأمير الوسيم وأعجب بجمالها وتقدّم لخطبتها.
وافقت ماري وكانت سعيدة، وأقيم لهما حفل زفاف رائع، وكان الجميع يظنّون بأنها قد حصلت على الزوج المثالي الذي تحلم به، ولكن بعد مرور عدّة سنوات لم تجد زوجها الأمير كما تريد، بل كان يعامل الآخرين بكل قسوة وكان من الطغاة، كما أنّه كان يتباهى بزوجته كما أنّها غنيمة وليست زوجة.
كان الأمر الوسيم أنانيّ ولا يحب إلا نفسه، كما أنّه يحب المظاهر كثيراً، وفي مرّة من المرّات جاءت ماري وقرّرت أن تعبّر عن استيائها للأمير فردّ عليها أنّه قد تقدّم لخطبتها بسبب جمالها فقط، وأنّها لو كانت تزوّجت من غيره لم تكن ستعيش في قصر كبير وحياة مترفة كهذه، في ذلك الوقت شعرت ماري بالندم وصارت تتذكّر الشبّان الطيبّون اللذين كانت ترفضهم فقط لأنها تريد أن تكون زوجة الأمير.
كانت ماري حبيسة القصر ولا يسمح لها الأمير بالخروج منه، وفكّرت لأكثر من مرّة بالهروب؛ ولكنّ القصر كان محاطاً بالجنود، وفثي يوم من الأيام شعر أحد الجنود بالشفقة على حالها وصار يتحدّث معها كل يوم حتى أصبحوا أصدقاء، ولكنّها عندما طلبت منه مساعدتها بالفرار لم يقبل لأنّه صاحب ولاء، ولكن قدّم للأميرة نصيحة وقال لها: سيحتاج منكِ الفرار تضحية كبيرة.
كانت هذه التضحية هي عبارة عن أن تقوم الأميرة بتشويه وجهها؛ وهذا لأن الأمير يحبسها بالقصر بسبب جمالها فقط، وإن فعلت لك فسوف يسمح لها بالخروج، ولشدّة رغبة ماري بالهروب فكّرت بالأمر، ولكنّها كانت تقول لهذا الجندي الحارس: من سيتزوجّني إن قمت بفعل ذلك، ومن سينظر لامرأة قبيحة.
صارح الجندي الأميرة أنّه قد أحبّها ويريد الزواج منها، وهذا لأنّه أحبّها لطيبها وليس لجمالها فقط، وكانت ماري قد وقعت في حبّه لأنّه جندي مخلص، أخرج الجندي الخنجر وقام بتشويه وجه ماري، وبعد ذلك قام الأمير بطردها عندما رآها بهذا الشكل، وتزوّجت ماري الجندي المخلص الذي لم يكن ينظر لهذا التشوّه بوجهها، بل كان يحبّها من لجمالها الداخلي وليس الخارجي.