يحب الأطفال قصص الخيال والمغامرات، ولكن علينا أن نعلّم أبنائنا بأن الوحوش لا وجود لهم بل هم مجرّد خيال، سنحكي في قصة اليوم عن الوحش موميا الذي كان يريد أن يأكل الأطفال، ولكنّهم عندما ساعدوه وأخرجوا ما في بطنه؛ قرّر عدم أكلهم وأن يقوم بحمايتهم أيضاً لأنّهم قدّموا له معروفاً كبيراً.
قصة الوحش موميا
كان هنالك غابة كثيفة الأشجار وتقع بين بلدة كبيرة وقرية صغيرة، كانت تلك الغابة تحتوي على بحيرة في وسطها لا يستطيع أي أحد رؤيتها؛ وذلك لأنّها محاطة بالأشجار الكثيفة، وكانت تلك الغابة صعبة الوصول، فلم يستطع أي أحد أن يصل إليها بسبب الاعتقاد السائد أن من يذهب هناك فسوف يتوه ولا يستطيع العودة للمنزل، يسكن في هذه الغابة وحش صغير واسمه موميا.
كان الوحش موميا على الرغم من صغره وعدم امتلاكه أي أسنان؛ إلّا أنّه كان يأكل الوحوش الأخرى ويقوم بابتلاعها، كما أنّه يأكل كل ما يقابله عندما يشعر بالجوع، لذلك فللوحش موميا بطن كبيرة، وبسبب هذا البطن الكبير كان الوحش موميا قليل الحركة ولا يستطيع المشي، وكان دائماً يجلس حزيناً لهذا السبب.
وفي يوم من الأيام كان هنالك ثلاثة من الأطفال يلعبون الكرة، وعندما هربت منهم الكرة قاموا بلحاقها حتّى تاهوا في طريقهم، ووجدوا أنفسهم فجأةً عند بحيرة الوحش موميا، وعندما رآهم الوحش وكان بطيء الحركة، اختبأ خلف إحدى الأشجار وانتظرهم حتّى يقتربوا، واستطاع أن يبتلع اثنين من الأطفال عند اقترابهم منه.
أمّا الطفل الثالث فكان يحمل الكرة بيديه؛ فقام برميها في فم الوحش موميا؛ حتّى لا يفكّر بأكله، في ذلك الوقت كان الطفلين أحياء في بطنه، وعندما دخلت الكرة حاولوا دفعها للخارج، واستطاعوا أن يدفعوا الكرة للخارج وخرجوا معها، بالإضافة إلى أن كل ما في بطن الوحش موميا كان قد خرج.
شعر وقتها الوحش موميا بأنّه عاد نحيلاً كما كان، وصار قادر على الحركة، فرح بذلك كثيراً وقدّم الشكر للأطفال، وأعادهم لمنازلهم آمنين، ومن شدّة فرحته وعد أهل القرية أن يكون هو بمثابة حارس لهم من الوحوش الأخرى.