معظم الآباء لا يفهمون احتياجات أبنائهم الأطفال، ويتسرّعون بالحكم عليهم أنّهم أشقياء، سنحكي في قصة اليوم عن طفل يحب اللعب، ولكنّه دائماً يتعرّض للتوبيخ وكان الناس ينادونه بالشقي، وهو يخبرهم أنّه ليس شقيّاً، عندما تزوّج وأنجب الأطفال قرّر أن لا يوبّخ أبنائه وأن يفهم احتياجاتهم ويعطيهم الحرية باللعب.
قصة الولد الشقي
كان هنالك ولد يحب اللعب والمرح ولكنّه كان يتعرّض للتوبيخ من أبيه وأمّه باستمرار، وعندما يدخل غرفة أبيه كان يمسك بأشيائه ويلعب بها وينثرها ولكن دون قصد منه؛ فيأتي والده ويغضب منه كثيراً ويبدأ بتوبيخه والصراخ عليه، وعندما يأتي ليضربه يقول له: أرجوك يا أبي افهمني أنا لست شقياً ولكنّني أحب اللعب، وأنا لا أقصد ما فعلت.
وعندما يذهب للمطبخ ويريد تناول الطبق كان يقع منه على الأرض وينكسر أحياناً؛ فتأتي له أمّه مسرعة، وعندما ترى ما فعل تغضب منه كثيراً وتبدأ بتوبيخه ولومه على ما فعل وهو يقول: أرجوك يا أمي لا تغضبي مني فأنا لست شقياً، لقد كسر مني الطبق دون قصد مني.
وفي مرّة من المرّات جاءت خالته ومعه ابنتها لزيارتهم في المنزل، فبدأ يلعب مع بنت خالته لعبة الغميضّة، ولكنه عندما كان يركض ليبحث عنها جاءت مسرعة واصطدم بها ووقعت على الأرض، دخلت ابنة خالته وبدأت بالبكاء في غرفته، جاءت خالته لتوبخّه على ما فعل بابنتها، فرد عليها وقال: أرجوك يا خالتي أن تفهميني فأنا لست شقياً، ولكن كنت ألعب وأمرح وقمت بالاصطدام بابنتك دون قصد مني.
وعندما ذهب للمدرسة كان قد نسي أن يحل واجبه؛ فغضب منه المعلم وقال له: أنت ولد شقي ويجب أن تضرب لأنك مهمل، فقال له: أرجوك لا تضربني فأنا لست شقياً لقد نسيت أن أحل الواجب، وأنا لا أكره المدرسة ولكنّني أتعب من حقيبتي الثقيلة التي أحملها على ظهري كل يوم.
وكان دائماً يقول لأهله: أرجوكم كفّوا عن مناداتي بالولد الشقي الذي يجب أن يُضرب؛ فأنا أحب اللعب وتسلّق الأغصان، وأنا أحب لعبة سوبر مان وأحب لعبة طرزان أيضاً، أرجوكم افهموني أرجوكم لا تضربوني. كبر هذا الولد حتى أصبح كبيراً وتوقّف عن اللعب والإزعاج، تزوّج وأنجب الأطفال ووعد أولاده أن لا يضربهم وأن لا ينعتهم بالأشقياء كما كان أهله وجيرانه وجميع الناس ينعتونه.