قصة اليهودي بين الأشواك

اقرأ في هذا المقال


اليهودي بين الأشواك (الألمانية: Der Jude im Dorn)، المعروف أيضًا باسم اليهودي فيBrambles هي حكاية خيالية معادية للسامية جمعها الأخوان جريمز (رقم 110). إنها حكاية آرني – طومسون من النوع 592 (الرقص في الأشواك) وهي حكاية معادية للسامية مماثلة في المجموعة هي (The Good Bargain) .

الشخصيات:

  • الخادم المخلص.
  • اليهودي.
  • القزم.
  • القاضي.
  • الرجل الثري.

قصة اليهودي بين الأشواك:

كان هنا ذات مرة رجل ثري، لديه خادم يخدمه بجد وأمانة وكان كل صباح أول من ينهض من السرير وآخر من يذهب إلى الراحة ليلًا، وكلما كانت هناك مهمة صعبة كان يتعين عليه هو القيام بها، و لم يشتك يومًا أبدًا بل كان يكتفي بكل شيء وكان دائمًا سعيدًا.
وعند نهاية السنة لم يعطه سيده أجرًا، لأنّه قال في نفسه: هذه هي أذكى طريقة فأنا أحبك، لاني سأدخر أجورك ممّا يجعلك تمكث في خدمتي بهدوء ولن تفكر بالذهاب وتركي، الخادم المخلص لم يقل شيئًا بل قام بعمله في السنة الثانية كما فعل في الأولى، وعند نهاية هذه السنة التالية لم يتقاضى أجرًا بالمثل، ولكنّه جعل نفسه سعيدًا، وبقي مع سيده رغم ذلك.
عندما انقضت السنة الثالثة أيضًا، وعندما فكر السيد في وضع يده في جيبه ليعطيه أجره، لكنّه لم يخرج شيئًا، ثم أخيرًا قال الخادم: يا سيدي، لقد خدمتك بأمانة لمدة ثلاث سنوات وكوني كنت جيدًا في خدمتك يجب أن تعطيني ما يجب أن أحصل عليه، لأنّي أرغب في المغادرة.
أجاب البخيل العجوز: نعم يا صاحبي، لقد خدمتني بجد وبالتالي ستكافأ بسرور ووضع يده في جيبه، لكنّه أحصى ثلاثة أرباع أجره فقط، قائلاً: هناك، لديك فارق لكل عام، هذا هو أجر كبير بمثل ما كنت ستحصل عليه من عدد قليل من السادة الآخرين لو كنت تخدمهم.
وضع الخادم الصادق الذي لا يفهم الكثير عن المال نقوده في جيبه، وفكر في نفسه: آه! الآن وقد امتلأت حقيبتي، فلماذا أحتاج إلى العمل وأتعب نفسي الآن بالعمل الجاد! وهكذا ذهب، وسار صعودا وهبوطا وغنى وهو يقفز فرحًا و بينما كان يمر عبر غابة خرج منها رجل صغير ونادى عليه: إلى أين بعيدًا، يا أخي المرح؟ أرى أنّك لا تحمل الكثير من الهموم وتبدو فرحًا.
أجاب الخادم: لماذا يجب أن أكون حزينًا؟ لدي ما يكفي من مال، أجور ثلاث سنوات تتأرجح في جيبي، فسأله القزم: كم هو كنزك؟ كم الأجر الذي استحققته؟ قال الرجل: ثلاثة أرزات جنيه إسترليني، قال القزم: انظر هنا لحالي أنا رجل فقير ومحتاج، أعطني ثلاث جنيهات لم يعد بإمكاني العمل، لكنّك صغير السن ويمكنك بسهولة كسب قوتك.
ولما كان الخادم يتمتع بقلب طيب، وشعر بالشفقة على الرجل العجوز فقد أعطاه الجنيهات الثلاثة، قائلاً: خذهم باسم السماء فلن أكون أسوأ من ذلك، ثم قال الرجل الصغير: كما أرى أن لديك قلبًا طيبًا، سأمنحك ثلاث أمنيات وستحقق جميعها.
قال الخادم: آها؟ أنت ممّن يصنعون العجائب! حسنًا، إذا كان الأمر كذلك فإنّني أرغب أولاً في الحصول على بندقية، والتي ستضرب كل ما أصوبه، ثانيًا، أريد كمان عندما أعزف عليه، أجبر كل من يسمعه على الرقص، ثالثًا، إذا طلبت خدمة من أي شخص فلن يكون قادرًا على رفضها، قال القزم: كل ما ستطلبه سيكون لديك، ووضع يده في الأدغال وفكر فقط لدقيقة وهناك وضع كمان ومسدس كلهم ​​جاهزون أمامه، ثمّ أعطاها للخادم وقال له: مهما طلبت في أي وقت ، فلن يستطيع أي شخص في العالم أن يرفض طلبك.
قال الخادم لنفسه: ما الذي يمكن للمرء أن يرغب فيه أكثر؟ جميع أمنياتي قد تحققت، ثم تقدم بمرح، بعد ذلك بوقت قصير التقى يهوديًا بلحية ماعز طويلة، وكان واقفًا يستمع إلى أغنية طائر كان جالسًا على قمة شجرة، و كان يصيح: يا إلهي، أن مثل هذا المخلوق الصغير يجب أن يكون له صوت عالٍ مخيف! لو كان هذا الطائر لي! لو كان هناك شخص ما يرش بعض الملح على ذيله!
قال الخادم: إذا كان هذا كل شيء فسيكون الطائر هنا قريبًا، وسحب الزناد وسدد الطائر لأسفل في الشجيرات الشائكة، ثمّ قال لليهودي: اذهب، أيها المارق، واجلب الطائر لنفسك! قال اليهودي: اتركه يا سيدي، وسأفعل ذلك مرة واحدة سأخرج الطائر بنفسي، ثم استلقى على الأرض وبدأ في الزحف إلى الغابة بين الأشجار.
عندما كان سريعًا بين الأشواك، أغوت الخادم الصالح الفكاهة لدرجة أنّه رفع كمانه وبدأ العزف، و في لحظة بدأت ساقا اليهودي في التحرك، والقفز في الهواء وكلما قام الخادم بالعزف كان اليهودي يرقص أكثر، لكنّ الأشواك مزقت له معطفه الباهت ومزقت لحيته ثمّ وخزته وجرحته في جميع أنحاء جسده، صاح اليهودي: يا عزيزي، ماذا أريد من عزفك؟ اترك الكمان وشأنه يا سيد أنا لا أريد أن أرقص.
لكنّ الخادم لم يستمع إليه، وبدأ يعزف مرة أخرى على الكمان، بحيث كان على اليهودي أن يقفز أعلى من أي وقت مضى، وتُركت قصاصات من معطفه معلقة على الأشواك، وكان اليهودي يصرخ: أوه، ويل لي! سأعطي الرجل المحترم أيًا كان ما يسأله إذا ترك العبث معي حتى لو طلب حقيبة مليئة بالذهب.
قال الخادم: إذا كنت صادقًا جدًا فسأوقف موسيقاي، وبعد أن أنهى اللعب مع اليهودي أخذ المحفظة وذهب، في حين وقف اليهودي وراقب الخادم بهدوء حتى أصبح بعيدًا عن الأنظار، ثم صرخ بكل قوته: أنت موسيقي بائس، أيّها العازف الغبي! انتظر حتى أمسك بك وحدك، سأطاردك حتى يسقط نعل حذائك! واستمر في الإسائة إليه بأسرع ما يمكن أن يتكلم وحالما انتعش قليلا بهذه الطريقة وحصل على أنفاسه مرة أخرى، ركض إلى المدينة إلى المحكمة لتحقيق العدالة له.

وعندما ذهب للقضاء: قال سيدي القاضي، لقد جئت لتقديم شكوى انظر كيف سرقني الوغد وأساء معاملتي على الطريق العام! قد يشفق عليّ حجر على الارض، كل ملابسي ممزقة، جسدي مخدوش ووخزته الأشواك، أموالي ذهبت مع حقيبتي، وكل قطعة أفضل من سابقتها، من اجل الله أن تلقي الرجل في السجن!
قال القاضي: هل كان جنديًا، كيف قطعك بهذه الطريقة بسيفه؟ قال اليهودي: لا شيء من هذا القبيل! لم يكن بحوزته سيف، لكن بندقية كانت معلقة على ظهره وكمان في رقبته من السهل لكم معرفته، لذلك أرسل القاضي جنوده وراء الرجل ووجدوا الخادم الصالح الذي كان يسير ببطء شديد، ووجدوا أيضًا الحقيبة التي فيها المال وفور مثوله أمام القاضي، قال: لم ألمس اليهودي ولم آخذ ماله.
لقد أعطاني إياها بمحض إرادته، لكي أتوقف عن العزف لأنه لا يستطيع تحمل موسيقاي، صرخ اليهودي: أكاذيبه كثيفة كالذباب على الحائط، لكن القاضي أيضًا لم يصدق قصته، وقال: هذا دفاع سيئ، ولن يفعل أي يهودي ذلك، ولأنّه ارتكب عملية سطو على الطريق العام فقد حكم على الخادم الصالح بالإعدام.
وبينما كان يُقتاد بعيدًا، صرخ اليهودي مرة أخرى بعده: أنت متشرد! أنت كلب عازف! الآن سوف تتلقى مكافأتك التي كسبتها عن جدارة! سار الخادم بهدوء مع الجلاد أعلى السلم، ولكن عند الخطوة الأخيرة استدار وقال للقاضي: أعطني طلبًا واحدًا فقط قبل أن أموت، قال القاضي: نعم، إن لم تسأل عن حياتك، أجاب الخادم: أنا لا أطلب الحياة، لكن كخدمة أخيرة، دعني أعزف مرة أخرى على كماني.
وأثار اليهودي صرخة عظيمة قائلا: أقتلوه! أقتلوه! بحق الله لا تسمحوا بذلك! لا تسمحوا بذلك! لكنّ القاضي قال: لماذا لا أسمح له بهذه المتعة القصيرة؟ أعطوها له، ثم صرخ اليهودي: أوه! ويل لي! اربطني، اربطني بسرعة! بينما الخادم الصالح يرفع كمانه عن عنقه ويجهز، وعندما بدأ اللحن الأول بدأوا جميعًا يرتجفون ويرقصون، القاضي، وكاتبه، والجلاد ورجاله حتى أن الحبل انقطع من يد الشخص الذي كان يريد ربط اليهودي به.
وفي اللحن الثاني رفع الجميع أرجلهم، وترك الجلاد قبضته على الخادم الصالح، وكان مستعدًا للرقص وفي اللحن الثالث قفزوا جميعًا وبدأوا في الرقص، القاضي واليهودي، وسرعان ما كان كل الذين تجمعوا في السوق بدافع الفضول يرقصون معهم كبارا وصغارًا واحد مع الآخر، وكلما طالت مدّة العزف، قفز الراقصون لأعلى حتى أنّهم ضربوا رؤوس بعضهم البعض، وبدؤوا في الصراخ بشكل رهيب.
بكى القاضي مطولاً، ثمّ بلطف شديد قال: سأمنحك حياتك إذا توقفت عن العزف، عندئذ كان الخادم الصالح سعيدًا، وأخذ كمانه وعلقه حول عنقه مرة أخرى ونزل عن السلم، ثم صعد إلى اليهودي الذي كان مستلقيًا على الأرض يلهث لالتقاط أنفاسه، وقال: أيها الوغد، تعترف الآن من أين حصلت على المال، أو سآخذ كماني وأبدأ العزف مرّة أخرى، صرخ اليهودي:لقد سرقتها، لقد سرقتها! ثمّ بكى: لكنك كسبتها بصدق، فأخذ القاضي اليهودي إلى المشنقة وشنقه.



شارك المقالة: