قصة بابوسكا أو (Babouscka) هي حكاية شعبية روسية من الحكايات الروسية الكلاسيكية المتوفرة باللغة الإنجليزية، تتحدث عن شخصيات حكايات خرافية عالمية، لصوص وأبطال وملوك وفلاحين وفتيات جميلات وساحرات مرعبات وأطفال مسحورون، في الفولكلور السلافي.
الشخصيات:
- بابوسكا.
- الملوك الثلاثة.
قصة بابوسكا:
كانت بابوسكا امرأة عجوز فقيرة تأتي في وقت عيد الميلاد إلى منزل الجميع، وتختلس للنظر في كل مهد وتسقط دمعة على وسادة الطفل البيضاء وتختفي حزينة للغاية، ليس فقط في وقت عيد الميلاد، ولكن خلال فصل الشتاء كله وخاصة في شهر مارس عندما تهب الرياح بصوت عالٍ، وتطلق صفارات، كان الأطفال الروس يسمعون خطوة حفيف لبابوسكا.
وكانت دائماً في عجلة من أمرها وعندما يسمعها أحدهم وهي تركض بسرعة في الشوارع المزدحمة وفوق الحقول الريفية الهادئة تبدو وكأنها متعبة ومرهقة، لكنّها تسرع في طريقها، وبالكاد تنظر إلى الأطفال الصغار وهم يضغطون على وجوههم الوردية على زجاج النافذة ويهمسون لبعضهم البعض، هل تبحث بابوسكا عنّا؟ ولكنّها لم تتوقف فقط عشية عيد الميلاد حين كانت تصعد الدرج إلى الحضانة وتعطي كل طفل هدية.
وكانت تترك هدايا جميلة مثل التي يقدمها سانتا كلاوس، ولكنّها لا تجلب الدراجات للأولاد أو الدمى الفرنسية للفتيات، إنّها لا تأتي في مزلقة صغيرة تجرها حيوانات الرنة، ولكنّها تتأرجح على أقدامها وهي تتكئ على عكاز حيث لديها مئزرها القديم المليء بالحلوى والألعاب الرخيصة، ويحبها جميع الأطفال كثيرًا، وعندما كان يسمع الأطفال حفيفًا، يصرخون: ها هي بابوسكا، ثمّ ينظر إليها الآخرين بسرعة.
ولكن كانت تختفي بسرعة كبيرة وأفضل ما في الأمر أنها تحب الأطفال الصغار، وفي كثير من الأحيان عندما تنام الأمهات المتعبات فإنّها تنحني فوق أسرّتهنّ، وتضع وجهها البني المتجعد بالقرب منهن، كانت حتى ذلك الحين امرأة عجوز مشغولة في تنظيف كوخها الصغير، عاشت في أبرد ركن في روسيا الباردة وعاشت وحدها في مكان منعزل حيث تلتقي أربع طرق واسعة.
وكانت هذه الطرق في ذلك الوقت بيضاء مع تساقط الثلوج لأنّه كان وقت الشتاء، وعندما كانت الحقول مليئة بالزهور والهواء مليئًا بأشعة الشمس والطيور المغردة، لم يكن منزل بابوسكا هادئًا للغاية، لكن في فصل الشتاء مع تساقط الثلوج والطيور الثلجية الخجولة والرياح العاتية شعرت المرأة العجوز الصغيرة بالبهجة الشديدة، لكنّها كانت مشغولة وكان منزلها نصف مغمور بالثلج.
وكانت دائماً تشعر بأنّها في عجلة من أمرها لإنهاء عملها قبل وقت النوم، لأنّها فقيرة ولا تستطيع تحمل القيام بعملها على ضوء الشموع، وفي يوم من الأيام ظهر قطار طويل من الناس كان قادمًا على الطرق البيضاء الخالية كانوا يسيرون ببطء، ويبدو أنهم يسألون بعضهم البعض أسئلة حول الطريق التي ينبغي أن يسلكوها، وعندما اقترب الموكب وتوقف أخيرًا خارج الكوخ الصغير، شعرت بابوسكا بالخوف حيث كان هناك ثلاثة ملوك مع تيجان على رؤوسهم.
والجواهر على درع الملوك تتلألأ مثل ضوء الشمس وزُينت أحزمة الجمال بالذهب، وكان لجميع الخدم عيون وشعر داكن ويظهر أنّهم من سكان الشرق، حمل الخدم حمولات ثقيلة على ظهورهم، وكان كل من الملوك الثلاثة يحمل هدية، حمل إحداهم جرة شفافة جميلة، وفي الضوء الباهت رأت بابوسكا أنّ فيها سائلًا ذهبيًا عرفت أنه من لونه يجب أن يكون المر.
وكان يحمل في يده كيسًا منسوجًا غنيًا وبدا أنه ثقيل لأنّه كان مليئًا بالذهب، والثالث كان يحمل إناء من الحجر في يده، ومن العطر الغني الذي يملأ الهواء المثلج، يمكن للمرء أن يخمن أنّ المزهرية كانت مليئة بالبخور، كانت بابوسكا خائفة للغاية، لذا اختبأت في كوخها وتركت الخدم يطرقون بابها لوقت طويل قبل أن تجرؤ على فتحه والإجابة على أسئلتهم حول الطريق الذي يجب أن يسلكوه إلى بلدة بعيدة.
كانت خائفة وتعرف الطريق عبر الحقول إلى أقرب قرية، لكنّها لم تكن تعرف شيئًا آخر عن العالم الواسع المليء بالمدن فوبخها الخدم، لكن الملوك الثلاثة تحدثوا معها بلطف، وطلبوا منها مرافقتهم في رحلتهم حتّى توضح لهم الطريق بقدر ما تعرفه، قالوا لها بكلمات بسيطة لدرجة أنها لا تستطيع أن تفشل في فهمها أنّهم رأوا نجمة في السماء وكانوا يتبعونها إلى بلدة صغيرة حيث يرقد طفل صغير.
ولكن كان الثلج في السماء وفقدوا النجم بعيدًا عن الأنظار، فسألت العجوز: من هو الطفل؟ فأجابوا: إنّه ملك ونذهب لنقدم له الطاعة، وهذه الهدايا من الذهب والمر له، وعندما نجده سننزع التيجان عن رؤوسنا ونضعها عند قدميه، تعالي معنا يا بابوسكا! لكنّها هزّت رأسها برفض، حيث شعرت أنها ستبقى بمنزلها الصغير الدافئ والمريح، ونظرت إلى السماء ولم يكن النجم في أي مكان.
علاوة على ذلك، أرادت ترتيب كوخها وأخبرتهم أنّه ربما تكون مستعدة للذهاب غدًا، لكن الملوك الثلاثة لم يستطيعوا الانتظار، لذلك عندما أشرقت شمس الغد تقدموا في رحلتهم، بدا الأمر وكأنه حلم لبابوسكا المسكينة، لأنّه حتّى آثار أقدام الجمال كانت مغطاة بالثلج الأبيض الغامق، وكل شيء كان كما هو معتاد، ولتتأكد من أن زوار الليل لم يكونوا خياليين.
وجدت مكنستها القديمة معلقة على مشبك خلف الباب، حيث وضعتها عندما طرق الخدم، ثمّ تذكرت بريق الذهب وتمنت لو ذهبت مع المسافرين، وفكرت كثيرًا في الطفل الصغير الذي ذهب الملوك الثلاثة لتقديم الطاعة له، لم يكن لديها أطفال ولم يحبها أحد وفكرت في نفسها: آه، لو كانت قد رحلت معهم فقط، وكلما تذكرت ذلك، زاد بؤسها حتّى أصبح مشهد منزلها مكروهًا لها، وتقول لنفسها: إنّه شعور مروع أن تدرك أن المرء قد فقد فرصة السعادة، وكانت تزداد المرارة في قلبها في كل مرة تتذكر فيها زيارة الملوك الثلاثة.
بعد فترة من الوقت أصبحت فكرة الطفل الصغير هي أول فكرة لها عند الاستيقاظ وآخرها في الليل، وذات يوم أغلقت باب منزلها إلى الأبد وانطلقت في رحلة طويلة، لم يكن لديها أمل في تجاوز الملوك الثلاثة، لكنّها كانت تتوق إلى العثور على الطفل حتّى تحبه وتقدم له الطاعة أيضًا، وسألت كل شخص قابلته عن هذا الملك، واعتقد البعض أنّها مجنونة، لكن آخرين قدموا لها إجابات لطيفة.
وقد حيرت هذه الإجابات السيدة العجوز بشدة، ولم يكن لديها سوى فكرة واحدة في رأسها الجاهل وهي ذهاب الملوك الثلاثة للبحث عن الطفل، ومضت سنوات وهي تبحث لقد بحثت عبثًا عن الطفل، ولقد أنفقت كل مدخراتها الصغيرة في الألعاب والحلوى لتكوين صداقات مع أطفال صغار حتّى لا يهربوا عندما تأتي عرجاء إلى حضاناتهم.
لذلك عرف الناس عما كانت تبحث عنه بحزن عندما تدفع ستائر السرير للخلف وتنحني فوق وسادة كل طفل، وفي بعض الأحيان عندما تجلس الجدات العجائز بجوار النار، وينام الأطفال الأكبر سنًا في أسرّتهم، تأتي بابوسكا العجوز تعرج إلى غرفهن، وتهمس بهدوء هل الطفل هنا؟ وكنّ يخبرنها بأنّها أتت بعد فوات الأوان، ومضت ألفي عام وفقدت فرصة العثور عليه، وأصبحت عجوز متجعدة ومريضة، وتسعى دائمًا لإيجاد الطفل.