قصة برونيلا

اقرأ في هذا المقال


برونيلا هي قصة خيالية إيطالية، أدرجها أندرو لانغ في كتاب (The Gray Fairy Book) إنّه نوع (Aarne-Thompson ) تظهر نسخة من الحكاية أيضًا في كتاب الساحرات، بقلم روث مانينغ ساندرز، أدرج إيتالو كالفينو Prezzemolina البديل في حكاياته الشعبية الإيطالية.
أخذ نوعًا مختلفًا من فلورنسا، لكنّه أشار إلى وجود متغيرات في جميع أنحاء إيطاليا، هو موضوع شائع جدًا للحكايات الخيالية (Nix Naught Nothing) (The Battle of the Birds) ( The Grateful( Prince ، أو The ماستر مايد، ولكن هذه الحكاية على غير العادة تجعل الأسير فتاة والشخص ابن الخاطف.

الشخصيات:

  • برونيلا.
  • الساحرة.
  • بنسيبل.

قصة برونيلا:

كان هناك ذات مرة امرأة لديها ابنة وحيدة، وعندما كانت الطفلة تبلغ من العمر سبع سنوات، كانت تمر كل يوم في طريقها إلى المدرسة في بستان توجد فيه شجرة برقوق برية، ويتدلى من الأغصان برقوق طازج لذيذ، وكل صباح كانت الطفلة تختار واحدة وتضعها في جيبها لتتناولها في المدرسة.
لهذا السبب كانت تسمى برونيلا، وكان هذا البستان ملك لساحرة، وذات يوم لاحظت الساحرة الطفلة تجمع البرقوق وهي تمر على طول الطريق حيث كانت تفعل برونيلا ذلك ببراءة تامة، ولم تكن تعلم أنّها أخطأت في تناول الفاكهة المعلقة بالقرب من جانب الطريق، لكن الساحرة كانت غاضبة وفي اليوم التالي اختبأت خلف السياج، وعندما مرّت برونيلا ومدّت يدها لتقطف الثمرة، قفزت وأمسكتها من ذراعها.
قالت الساحرة: آه! أيّها اللصة الصغيرة! لقد أمسكت بك أخيرًا، الآن عليك أن تدفع ثمن آثامك، ناشدت الطفلة المسكينة التي كانت نصف ميتة من الخوف المرأة العجوز أن تسامحها، مؤكدة لها أنّها لا تعرف أنّها ارتكبت خطأ، ووعدها بعدم القيام بذلك مرة أخرى، لكن الساحرة لم تشفق وسحبت برونيلا إلى منزلها حيث احتفظت بها حتى يحين الوقت الذي يمكن أن تنتقم فيه منها.
ومع مرور السنين، نشأت برونيلا لتصبح فتاة جميلة جدًا والآن جمالها وصلاحها بدلاً من أن يلين قلب الساحرة، أثار حقدها وغيرتها أكثر وذات يوم قالت الساحرة لبرونيلا: خذي هذه السلة واذهبي إلى البئر، وأعيديها إليّ مليئة بالماء، وإذا لم تفعلي فسوف أقتلك.
أخذت الفتاة السّلة وذهبت ودلتها في البئر مرات ومرات، و لكن عملها كان ضائعًا في كل مرّة، وهي تخرج السلة كان يتدفق الماء منها، و أخيرًا وفي حالة من اليأس تخلت عن ذلك العمل، واستندت إلى البئر وبدأت تبكي بمرارة، وعندما سمعت فجأة صوتًا بجانبها يقول: برونيلا ، لماذا تبكين؟
وعندما استدارت رأت شابًا وسيمًا حيث نظر إليها بلطف، كما لو كان آسفًا على مشكلتها، سألته: من أنت وكيف تعرف اسمي؟ قال الشاب : أنا ابن الساحرة واسمي بنسيبل، أعلم أنّها مصمّمة على قتلك لكنّني أعدك بأنّها لن تنفذ خطتها الشريرة، هل تقبلينني إذا ملأت سلتك؟ قالت برونيلا: لا، لن أقبلك، لأنّك ابن ساحرة.
أجاب الشاب بحزن: جيد جداً، أعطني سلتك وسأملؤها لك، وغمسها في البئر وظلّ فيها الماء ولم يسقط منها ثم عادت الفتاة إلى المنزل وهي تحمل سلة مملوءة بالماء، ولكن عندما رأت الساحرة ذلك، أصبحت بيضاء من الغضب وصرخت: لا بد أن بنسيابل قد ساعدك، ونظرت برونيلا إلى الأسفل ولم تقل شيئًا، ثمّ قالت الساحرة في غضب عظيم حسنًا، سنرى من سيفوز في النهاية.
في اليوم التالي نادت الفتاة وقالت لها: خذي كيس القمح هذا، انا ذاهب قليلاً وبحلول الوقت الذي أعود فيه، أتوقع منك أن تكون قد جعلت منه خبزًا، وإذا لم تفعلي ذلك فسوف أقتلك، بعد أن قالت هذا غادرت الغرفة، وأغلقت الباب خلفها.
لم تكن برونيلا المسكينة تعرف ماذا تفعل حيث كان من المستحيل عليها أن تطحن القمح وتحضر العجين وتخبز الخبز خلال كل هذا في الوقت القصير الذي تغادر فيه الساحرة، في البداية شرعت في العمل بشجاعة، ولكن عندما رأت كم كانت مهمتها ميؤوس منها، ألقت بنفسها على كرسي وبدأت في البكاء بمرارة ثمّ استيقظت من يأسها عندما سمعت صوت بنسيابل بجانبها يقول: برونيلا، برونيلا، لا تبكي هكذا، إذا أعطيتني قبلة سأصنع الخبز، وستتخلصين من مهمتك.
أجابت برونيلا : لن أقبل ابن ساحرة، لكن بنسيبل أخذ القمح منها وطحنه وصنع العجين، وعندما عادت الساحرة كان الخبز جاهزًا في الفرن، ثمّ التفتت إلى الفتاة بغضب في صوتها، فقالت: لا بد أن بنسيابل كان هنا وساعدك، فنظرت برونيلا إلى الأسفل ولم تقل شيئًا.
قالت الساحرة وعيناها مشتعلتان بالغضب: سنرى من سيفوز في النهاية، وفي اليوم التالي اخبرت الساحرة الفتاة وقالت لها: اذهبي إلى أختي التي تعيش عبر الجبال، وستعطيك نعشًا يجب أن تعيديه إلي، قالت هذا مع العلم أنّ أختها التي كانت أيضًا ساحرة أكثر قسوة وشرًا منها، ولن تسمح للفتاة بالعودة، لكنّها ستسجنها وتجوعها حتى الموت، لكن برونيلا لم تشك في أي شيء وانطلقت بمرح.
في الطريق التقت بنسيبل الذي سألها: إلى أين أنت ذاهبة، برونيلا؟ فقالت برونيلا: أنا ذاهبة إلى أخت سيدتي، التي سأجلب منها النعش، قال بنسيبل: يتم إرسالك مباشرة إلى الموت، أيتها الفتاة الفقيرة، المسكينة! أعطني قبلة وأنا أحفظك، لكن برونيلا أجابت مرة أخرى كما في السابق: لن أقبّل ابن ساحرة.
قال بنسيبل: مع ذلك، سأنقذ حياتك لأنّني أحبك أكثر من نفسي، خذي قطعة الزيت هذه ورغيف الخبز هذا، قطعة الحبل هذه، وهذه المكنسة وعندما تصلي إلى منزل الساحرة، قومي بتزييت مفصلات الباب بمحتويات الإبريق، وقومي برمي رغيف الخبز على كلب الحراسة العنيف الكبير، الذي سيأتي لمقابلتك.
وعندما تتخطي الكلب، سترين في الفناء امرأة بائسة تحاول عبثًا أن تُنزل دلوًا في البئر بضفائر شعرها، يجب أن تعطيها الحبل وستجدين في المطبخ امرأة أكثر بؤسًا تحاول تنظيف الموقد بلسانها، يجب أن تعطي لها مكنسة. وسترين النعش أعلى الخزانة، خذيه بأسرع ما يمكن، واتركي المنزل دون تأخير للحظة، وإذا فعلت كل هذا بالضبط كما أخبرتك فلن تقتلي.
بعد أن استمعت برونيلا بعناية لتعليماته، فعلت ما قال لها، وحينما وصلت إلى المنزل، ودهنت مفصلات الباب بالزيت، وألقت الرغيف للكلب، وأعطت المرأة المسكينة عند البئر الحبل، والمرأة في المطبخ المكنسة، ثمّ التقطت النعش من أعلى الخزانة، و هربت به خارج المنزل، لكنّ الساحرة سمعتها وهي تهرب، واندفعت إلى النافذة ونادت المرأة في المطبخ: اقتلي هذا اللص، أقول لك!
فقالت المرأة: لن اقتلها، فقد أعطتني مكنسة وأنت أجبرتني على تنظيف الموقد بلساني، ثم نادت الساحرة بغضب للمرأة عند البئر: خذي الفتاة، أقول لك وألقها في الماء وأغرقيها! لكن المرأة أجابت: لا، لن أغرقها لأنّها أعطتني هذا الحبل، بينما أجبرتني أنت على استخدام شعري لإخراج الدلو لسحب الماء.
ثم صرخت الساحرة للكلب ليقبض على الفتاة ويأكلها، فأجاب الكلب: لا، لن أمسك بها، لأنّها أعطتني رغيف خبز، بينما تركتني أتضور جوعاً من الجوع، كانت الساحرة غاضبة للغاية لدرجة أنذها كادت تختنق، وهي تصرخ: أيها الباب، اضربها واحتفظ بها سجينة، لكنّ الباب أجاب: لن أفعل، لأنّها دهنت مفصلاتي بالزيت حتى أتحرك بسهولة تامة، بينما تركتهم خشنة وصدئة.
وهكذا هربت برونيلا، ووصلت وهي تحمل النعش تحت ذراعها، إلى منزل الساحرة التي كما تعتقد غاضبة بقدر ما تفاجأت برؤية الفتاة تقف أمامها، تبدو أجمل من أي وقت مضى، لمعت عيناها وسألتها بنبرة غاضبة: هل قابلت بنسيبل؟ لكن برونيلا نظرت إلى الأسفل ولم تقل شيئًا.
قالت الساحرة: سنرى، من سيفوز في النهاية، اسمعي، هناك ثلاث ديوك في بيت الدجاجة، واحد أصفر والآخر أسود والثالث أبيض، إذا صرخ أحدهم أثناء الليل يجب أن تخبرني أيهما هو، ويل لك إذا أخطأت، سألتهمك في فم واحد، كان بنسيابل في الغرفة المجاورة للغرفة التي كانت تنام فيها برونيلا، وفي منتصف الليل استيقظ على سماع صياح الديك.
صاحت الساحرة: أيهما كان ذلك؟ طرقت برونيلا على الحائط وهي تهمس مرتجفة : أخبرني بنسيبل، بنسيبل أرجوك، أي ديك صاح؟ همس عائدًا عبر الحائط: هل ستعطيني قبلة إذا قلت لك؟ لكنّها أجابت: لا، فقال لها: لكنّي أقول لك، لقد صاح الديك الأصفر، اقتربت الساحرة التي لاحظت التأخير في إجابة برونيلا من بابها وهي تنادي بغضب: أجيبي على الفور وإلّا سأقتلك.
فأجابت برونيلا: إنه صياح الديك الأصفر، وختمت الساحرة قدمها وصرّت أسنانها، بعد فترة وجيزة صاح ديك آخر، فقالت الساحرة: قولي لي الآن أيّها هو، أجابت برونيلا بعد أن أخبرها بنسيبل: هذا هو الديك الأسود، وبعد دقائق قليلة من الصياح سمع مرة أخرى، وكان صوت الساحرة يطلب: أيهما كان ذلك؟
ومرّة أخرى ناشدت برونيلا بنسيبل لمساعدتها، لكنه تردد هذه المرة، لأنّه كان يأمل أن تنسى برونيلا أنّه ابن ساحرة، ووعدها بتقبيله، وبينما كان يتردد سمع صرخة مؤلمة من الفتاة: بنسيبل، بنسيبل، أنقذني! الساحرة قادمة، هي قريبة مني، أسمع صرير أسنانها!
ففتح بنسيابل بابه برباط مقيد وألقى بنفسه على الساحرة، فسحبها إلى الخلف بقوة لدرجة أنّها تعثرت، وسقطت على رأسها، وسقطت ميتة عند أسفل الدرج، ثم، أخيرًا تأثرت برونيلا بلطف بنسيابل معها وأصبحت زوجته، وعاشوا في سعادة دائمة.


شارك المقالة: