قصة تاجر الأقمشة

اقرأ في هذا المقال


يتعرّض الشخص لكثير من الانتقادات أو العبارات الجارحة التي من الممكن أن تسبّب له الأذى والاضطراب، ولكن عندما يفكّر الشخص بطريقة إيجابية، فيمكنه الاستفادة من تلك الانتقادات وتحويلها إلى دافع للتقدّم؛ فردود الأفعال تجاه ما نواجهه هي التي تحكم على مسار تقدّمنا، هذا ما حدث مع تاجر الأقمشة الذي تعرّض للخسارة، وصار يسمع الكثير من العبارات القاسية، وكانت إحدى العبارات التي سمعها سبباً في إيحاء فكرة مناسبة له، وعندما قام بتطبيقها صار من أكبر التجّار وأعرفهم، بدلاً من الانحناء والاستسلام لها.

قصة تاجر الأقمشة

في إحدى الأزمان يعيش تاجر القماش الذي يعمل باجتهاد وأمانة، يعمل هذا التاجر في صناعة القماش على مدار السنة، وكان مجال عمله هو صناعة الأشرعة للسفن، فيظلّ يعمل بها على مدار السنة، ثم يقوم ببيعها لأصحاب السفن، وفي مرّة من المرّات بعد أن قضى هذا الرجل بصناعة الأقمشة للسفن وحان موعد بيعها، اكتشف أنّ هنالك شخص سبقه وقام ببيع أشرعة تشبه كثيراً الأشرعة التي قام بصنعها هو.

شعر تاجر القماش بالحزن الشديد لما حدث له، وحلس يفكّر ماذا سيفعل في كل الأقمشة التي قام بصنعها، وجهده وتكاليف هذا القماش، وبينما هو كذلك كان أصحاب السفن والقوارب يمرّون بجانيه وينظرون له بسخرية وتهكّم، بالإضافة للعبارات القاسية، حتّى إنّه سمع أحد العبارات تقول له: اصنع من هذا القماش سروال لك يا هذا.

شعر تاجر القماش أنّ هذا الرجل الذي يسخر منه قد صنع برأسه فكرة من الممكن أن تكون مميّزة ومفيدة؛ فقرّر أن يذهب وأن يقوم بصنع سراويل لأصحاب السفن والصيادين، وعنما جرّب هذا الأمر لأوّل مرّة، ذهب ليبيع تلك السراويل بالسوق وتفاجأ بأن هنالك إقبال على شراء تلك السراويل، ولكنّها لم تجني له المال الكافي.

فكّر في صناعة سراويل ذات جيوب كفكرة مميّزة وجديدة، وعندما فعل هذا صار الإقبال أكثر، واستطاع هذا التاجر من خلال تحويل جملة السخرية إلى فكرة حقيقية أن يكسب المال الكثير، وظلّ يعمل في صناعة السراويل ويقوم ببيعها لفترة طويلة، حتّى أنّه أصبح تاجر سراويل معروف ويشتري منه الجميع.


شارك المقالة: