قصة تاجر التمر

اقرأ في هذا المقال


من أكثر ما يجلب الرزق والبركة والتوفيق هو رضا الوالدين، يجب علينا أن نعلّم أطفالنا ما هي أهمية بر الوالدين ودعائهما لنا، سنحكي في هذه القصة عن تاجر دعت له والدته بالخير، وبسبب اعتنائه بها استجاب الله دعواتها؛ إذ أصبح تاجراً ناجحاً وتزوّج من ابنة الملك.

قصة تاجر التمر

في أحد الأزمان عاش تاجر ثري جدّاً في بلاد العرب، كان هذا التاجر رجل ناجح جدّاً ويقوم بعدّة صفقات ناجحة، وكان يجمع من خلالها الأموال الكثيرة، عندما يجلس هذا التاجر مع أصدقائه يبدأ بالتباهي بنفسه ويقول لهم: أنا تاجر فطن وذكي؛ فأنا لا أخوض تجارة إلّا وأنجح بها.

بدأ أصدقائه بالتملّل من كثرة تباهي هذا التاجر بنفسه، وصار الكل يسخر منه، وفي مرّة من المرّات جلس أصدقائه مع بعضهم البعض وقال أحدهم: ما رأيكم أن نتحدّى صديقنا التاجر هذا بتجارة لا ينجح بها؟ بدت لهم الفكرة جيّدة واقترح أحدهم أن يعرضوا تجارة التمر في بلدة العراق؛ فهو متواجد هناك بكثرة.

عرضوا الأمر على صديقهم التاجر فوافق على التحدّي، وفي تلك الأثناء كان ملك العراق يريد السفر إلى بلد ما برفقة ابنته، وفي الطريق ضاعت القلادة من ابنته، وكانت قلادة غالية جدّاً؛ فحزنت عليها الفتاة كثيراً واشتكت لوالدها الأمر؛ فأعلن الملك: من يجد قلادة ابنتي سوف أكافئه بمكافأة كبيرة وأزوجّه ابنتي.

عندما سمع الجميع بهذه المكافأة بدأ الجميع يتسابقون بالبحث عنها، كان في هذه الأثناء قد وصل التاجر إلى مشارف تلك البلدة؛ فوجد جماعة من الناس يلهثون ويبدو عليهم الجوع الشديد؛ فسألهم عن حالهم وقالوا له: نحن نريد الوصول إلى البلد التي يريد الملك السفر إليها لنبحث عن قلادة ابنته، فهل لديك ما نتزوّد به؟ قال لهم: نعم أنا لدي التمر.

باع التاجر هؤلاء الناس التمر بأغلى الأسعار، عاد التاجر إلى أصدقائه وكان سعيد جدّاً بفوزه بالتحدّي، وصل أمره إلى ملك العراق فأمر بإحضاره وسماع قصته، فقال له: يا سيدي أنا كنت ولداً يتيماً وأرعى والدتي المريضة، وقبل موت أمّي رفعت يديها إلى السماء ودعت الله أن لا يريني خسارة في ديني أو دنياي، وأن يزوجّني بنت الأكارم، وأن يحوّل التراب بيدي إلى ذهب.

بينما كان التاجر يتكلّم إذ أمسك بحفنة من التراب، وفجأة تحوّلت إلى قلادة ابنته الذهبية، وعندما وجدها نفّذ الملك وعده وزوجه ابنته، وبذلك استجيبت جميع دعوات أم هذ التاجر الطيب.


شارك المقالة: