قصة تاريخ توم الإبهام أو (The history of Tom Thumb) هي حكاية فولكلورية إنجليزية، للمؤلف، جوزيف جاكوبس، نشرت عام ، 1892، للناشر، أبناء جي بي بوتنام.
الشخصيات:
- الملك آرثر.
- الساحر مرلين.
- توم الإبهام.
- والد توم ووالدته.
قصة تاريخ توم الإبهام:
في أيام الأمير العظيم آرثر، عاش ساحر عظيم يُدعى ميرلين، كان الساحر الأكثر معرفة ومهارة الذي شهده العالم على الإطلاق، هذا الساحر الشهير الذي يمكن أن يتخذ أي شكل يختاره ويريده، وفي أحد الأيام كان مسافراً ومتسولًا، وتوقف عند كوخ مزارع للراحة، وطلب بعض الطعام، ورحّب به صاحب المنزل ودعاه للدخول، وسرعان ما أحضرت له زوجته التي كانت طيبة القلب بعض الحليب في وعاء خشبي، وبعض الخبز البني والماء على طبق.
كان ميرلين سعيدًا جدًا بلطف الرجل البسيط وزوجته، لكنّه لم يستطع ملاحظة أنّه على الرغم من أن كل شيء في الكوخ كان مرتباً كما كان الكوخ مؤثثاً بشكل جميل، إلا أنّ الرجل وزوجته بدا أنّهما غير سعداء للغاية، لذلك سألهم عن سبب حزنهم، وأخبروه أنّهم بائسون لأنّهم ليس لديهم أطفال، قالت المرأة المسكينة والدموع في عينيها: سأكون أسعد مخلوق في العالم لو أنجبت ولدًا حتى لو كان حجمه يساوي حجم إبهام زوجي، سأكون راضية.
كان ميرلين مستمتعًا جدًا بفكرة أنّ يكون لدى المرأة صبي ليس أكبر من إبهام الرجل، لدرجة أنّه صمم على تلبية رغبة المرأة الفقيرة، وفقًا لذلك، في وقت قصير بعد ذلك، أنجبت زوجة المزارع ابنًا، وكان هذا الطفل غريباً بشكل لا يصدق، ولم يكن أكبر من إبهام والده بقليل، وفي أحد الأيام جاءت ملكة الجنيّات، راغبة في رؤية الطفل الصغير من النافذة بينما كانت الأم جالسة في السرير تنظر إليه بمحبة وإعجاب.
قبّلت الملكة الطفل، وأعطته اسم توم الإبهام، وأرسلت بعض الجنيّات اللواتي أعطين طفلها الصغير ملابس وفقًا لأوامرها وساعدنه في ارتدائها حيث كان لديه قبعة من أوراق البلوط، وقميص كان من نسيج العنكبوت مع سترة نسجت من الشوك أسفل جسمه، وكانت اليدين مصنوعة من الريش، وجواربه من قشر التفاح، وربطة عنق من رمش من عين والدته وحذائه كان مصنوع من جلد الفأر، مع الشعر الناعم في الداخل.
ولكن ذات يوم بينما كان يخرج من كيس الكرز حيث كان يسرق كالمعتاد، صادف أن رآه الصبي صاحب هذه الحقيبة، فقال له الصبي: آه، يا صغيري تومي، لقد أمسكت بك تسرق الكرز الخاص بي أخيرًا، وسيتم عقابك على حيلك اللصوصية، وعند قول هذا، شدّ الخيط بإحكام حول رقبته، وقام بهز الحقيبة هزة شديدة، لدرجة أن ساقي توم الصغير المسكين وفخذيه وجسمه أصيبوا بكدمات، وصرخ من الألم، وتوسل أن يُطلق سراحه، ووعده بعدم السرقة مرة أخرى.
بعد ذلك بوقت قصير كانت والدته تصنع خليط الكعك، وكان توم حريصًا جدًا على رؤية كيفية صنعه، وصعد إلى حافة الوعاء، لكن قدمه انزلقت، واختفى رأسه وأذنيه في الخليط دون أن تلاحظه أمه التي حركته في كيس الحلوى، ووضعته في القدر ليغلي، و عندما ملأ الخليط فم توم، منعه من البكاء، ولكن عندما شعر بالماء الساخن، ركل وعانى كثيرًا في القدر، لدرجة أن والدته اعتقدت أنّ الخليط كان مسحورًا.
وسحبته من القدر، وسكبته خارج الباب في الفناء الخلفي للمنزل وعادت للداخل، وبعدما أزال توم من فمه من الخليط، بدأ بعد ذلك في البكاء بصوت عالٍ، وتسلل توم مغطى بالخليط وعاد إلى المنزل، وعندما رأته والدته التي شعرت بالأسف الشديد لرؤيتها طفلها في مثل هذه الحالة المحزنة، فوضعته في فنجان، وسرعان ما غسلت الخليط عنه، وبعد ذلك قبّلته ووضعته في الفراش.
بعد فترة وجيزة من مغامرة الحلوى، ذهبت والدة توم لتحلب بقرتها في المرج، وأخذته معها، ولمّا كانت الريح شديدة جدًا، خوفًا من أن يطير ربطته بقطعة من الخيط الناعم في شوك، وسرعان ما لاحظت البقرة قبعة توم ذات أوراق البلوط، وأعجبت بشكلها، وتناولت توم المسكين والشوك في فم واحد، وبينما كانت البقرة تمضغ الشوك، كان توم يخاف من أسنانها الكبيرة التي كانت ستسحقه، وصرخ بصوت عالٍ قدر استطاعته: أمي، أمي!
قالت والدته: أين أنت يا تومي عزيزتي تومي؟ أجاب: هنا يا أمي في فم البقرة الحمراء، وبدأت والدته في البكاء، ولكنّ البقرة فوجئت بالضوضاء الغريبة في حلقها، وفتحت فمها وتركت توم يهرب، ولحسن الحظ أمسكته والدته في مئزرها بينما كان يسقط على الأرض، ثمّ وضعت توم في حضنها وركضت معه إلى المنزل، فصنع له والد توم سوطًا من قش الشعير ليقود الماشية به، وبعد أن ذهب يومًا ما إلى الحقول، انزلق قدمه وتدحرج، وحمله الغراب الذي حلّق فوقه، وطار معه فوق البحر، وألقى به.
ابتلعت سمكة كبيرة توم لحظة سقوطه في البحر والتي تمّ صيدها بعد فترة وجيزة، وبيعها لقصر الملك آرثر، وعندما فتحوا السمكة من أجل طهيها، اندهش الجميع من العثور على مثل هذا الصبي الصغير ، وكان توم مسرورًا جدًا لكونه حراً مرة أخرى، وحملوه إلى الملك الذي جعل توم قزمه، وسرعان ما أصبح المفضل لدى الملك، لأنّه من خلال حيله ومغامراته لم يسلي الملك والملكة فحسب، بل أيضًا جميع فرسان المائدة المستديرة.
وكان ملازماً للملك في كل تحركاته، فسأله الملك آرثر توم ذات يوم عن والديه، راغبًا في معرفة ما إذا كانا صغيرين مثله، وما إذا كانا ميسورين الحال، أخبر توم الملك أنّ والده ووالدته طولهم مثل أي شخص آخر في البلاد، ولكن في ظروف سيئة إلى حد ما أنجبته أمه بهذا الشكل، وعند سماع ذلك، حمل الملك توم إلى خزنته المكان الذي احتفظ فيه بكل أمواله، وأمره بأخذ أكبر قدر ممكن من المال يمكن أن يحمله إلى والديه، مما جعل توم الصغير المسكين سعيدًا.
ذهب توم على الفور لشراء حقيبة مصنوعة من فقاعة ماء، ثمّ عاد إلى الخزانة حيث حصل على قطعة من الفضة بثلاثة بنسات لوضعها فيها، واجه الصغير بعض الصعوبة في رفع العبء على ظهره، لكنّه نجح أخيرًا في وضعها في ذهنه، وشرع في رحلته، وبعد أن استراح أكثر من مئة مرة، وصل في يومين وليلتين إلى منزل والده في أمان، كان توم قد سافر ثمانية وأربعين ساعة حاملاً قطعة فضية ضخمة على ظهره، وكان متعباً جداً، وفجأة ظهرت والدته لمقابلته وحملته إلى المنزل.
لكنّه بعد فترة عاد إلى القصر لرؤية الملك، الذي دعاه أن يزوره دائماً لدرجة أنّه أمر بصنع كرسي صغير حتى يجلس توم على طاولته، وكذلك قصرًا من الذهب، يبلغ ارتفاعه شبراً، وباب يبلغ عرضه بوصة واحدة، ليعيش فيه، كما أعطاه عربة يجرّها ستة فئران صغيرة، ولكنّ فرحة توم وسعادته لم تدوم حيث هاجمه عنكبوت كبير ذات يوم، وعلى الرغم من أنّه حارب جيدًا، إلا أنّ نفس العنكبوت السام تغلب عليه في النهاية.
سقط ميتًا على الأرض حيث كان يقف، وامتص العنكبوت كل قطرة من دمه، حزن الملك آرثر وقصره بالكامل على فقدان فتاهم الصغير لدرجة أنّهم ذهبوا إلى حداد ورفعوا نصبًا من الرخام الأبيض الناعم فوق قبره.