قصة تحرير الأخ الصغير إخوته الكبار أو (HOW THE LITTLE BROTHER SET FREE HIS BIG BROTHERS) قصة لأندرو لانغ ضمن سلسلة ( The Brown Fairy Book) ضمن كتاب الجنية البني.
الشخصيات:
- الإخوة الثلاثة.
- رئيس الدبب.
قصة تحرير الأخ الصغير إخوته الكبار:
كان هناك رجل وزوجته لديهم ثلاثة أبناء وبنت يعيشون في كوخ صغير في وسط الغابة، ولسبب ما، يبدو أنّ جميع الحيوانات قد غادرت ذلك الجزء من البلاد، وأصبح الطعام نادرًا جدًا، لذلك، في صباح أحد الأيام، بعد ليلة من الثلج، عندما يمكن رؤية آثار الوحوش بسهولة، بدأ الأولاد الثلاثة في الصيد.
ظلوا معًا لبعض الوقت، حتى وصلوا إلى مكان انقسم فيه المسار الذي سلكوه إلى قسمين، فذهب أحد الإخوة مع كلبه إلى اليسار، بينما سلك الآخرون الدرب إلى اليمين، لم يذهب هؤلاء بعيدًا عندما اشتمت كلابهم رائحة دبٍ، وطاردوه عبرالغابة حيث ركض الدب عبر المقاصة، وتمكن الأخ الأكبر من صيده بوضع سهم في رأسه.
حمل الاثنان الدب وحمله نحو المنزل، والتقوا بالثالث في المكان الذي افترقا فيه عنه، وعندما وصلوا إلى المنزل ألقوا الدب على أرضية الكوخ قائلين: يا أبي، ها هو الدب الذي قتلناه، الآن يمكننا تناول بعض العشاء، لكنّ الأب الذي كان سيئ المزاج قال فقط: عندما كنت شابًا اعتدت الحصول على دبين في يوم واحد.
شعر الأبناء بخيبة أمل عند سماع ذلك، وعلى الرّغم من وجود الكثير من اللحوم لمدّة يومين أو ثلاثة أيام، إلّا أنّهم بدأوا في الصباح الباكر الذهاب بنفس المسار الذي اتبعوه من قبل للصيد، وعندما اقتربوا من المكان، هرب دب فجأة من خلف شجرة، واتخذ الطريق على اليمين، ولاحقه الصبيّان الأكبر وكلابهما، وسرعان ما قتله الابن الثاني الذي كان أيضًا قد قتله على الفور بسهم.
وعند مفترق الطريق في طريقهم إلى المنزل، التقوا بأصغرهم الذي سلك الطريق اليسرى، وأطلق النار على دب بنفسه، ولكن عندما ألقوا الدبين منتصرين على أرضية الكوخ بالكاد نظر إليهما والدهما وقال فقط: عندما كنت شابًا اعتدت أن أحصل على ثلاثة دببة في يوم واحد، وفي اليوم التالي كانوا محظوظين أكثر من ذي قبل، وأعادوا ثلاثة دببة حيث أخبرهم والدهم أنه كان يقتل أربعة منها دائمًا. إلّا أنّ ذلك لم يمنعه من سلخ الدببة وطهيها بطريقته الخاصة، وأكلوا جميعًا عشاءً ممتازًا.
في تلك الأثناء كان هؤلاء الدببة هم خدام رئيس الدب العظيم الذي عاش في جبل عال بعيدًا، وفي كل مرّة يُقتل فيها دب يعود ظله إلى منزل رئيس الدبب، وتظهر آثار جروحه بوضوح على الباقين، كان الزعيم غاضبًا من عدد الدببة التي قتلها الصيادون، وقرر الانتقام منهم، فدعا آخردب من عبيده وقال له: اذهب إلى الغابة بالقرب من مفترق الطرق حيث قتل الأولاد إخوتك.
وحين يرونك هم أو الكلاب تعود إلى هنا بأسرع ما يمكن، وسيفتح الجبل ليسمح لك بالدخول، وعندما يتبعك الصيادون، سأضعهم في قبضي، وأكون قادرًا على الانتقام منهم، انحنى الخادم، وانطلق فورًا إلى الغابة حيث اختبأ في الأدغال، وعندما جاء الأولاد حيث لم يحضر هذه المرة سوى اثنين منهم، حيث بقي الأصغر في المنزل، كان الهواء دافئًا ورطبًا، والثلج كثيفًا.
بينما كان قوس الأخ الصغير عالقاً في شجرة وانكسر إلى نصفين، في تلك اللحظة بدأت الكلاب تنبح بصوت عالٍ، واندفع الدب من الغابة وانطلق في اتجاه الجبل، ودون التفكير في أنّه ليس لديهم ما يدافعون به عن أنفسهم، قام الأولاد بمطاردته، وكان الدب، الذي كان يعلم جيدًا أنه لا يمكن إطلاق النارعليه، يتباطأ أحيانًا ويسمح للكلاب بالاقتراب منه وبهذه الطريقة وصل الابن الأكبر إلى الجبل دون أن يراقبه، بينما كان أخوه الذي أصيب بقدمه لا يزال بعيدًا.
وعندما وصل الدب، انفتح الجبل ليدخل الدب وهرع الصبي الذي كان قريبًا ولم يعرف مكانه حتى رأى الدببة جالسة على كل جانب منه، تعقد مجلسًا حيث غرق الحيوان الذي كان يطارده وهو يلهث في وسطهم، ووقف الصبي الذي كان خائفًا للغاية، ثابتًا وترك قوسه يسقط على الأرض، سأله الزعيم: لماذا تحاول قتل كل خدمي؟ انظر حولك وشاهد ظلالهم، والسهام معلقة فيها.
ثم قال الدب: كنت أنا من أخبرت الدب اليوم كيف سيجلبك إلي، وسأحرص على ألّا تؤذي شعبي بعد الآن، لأنّك ستصبح نفسك دبًا، في هذه اللحظة، صعد الأخ الثاني، لأنّ الجبل قد ترك مفتوحًا عن قصد لإغرائه أيضًا، وصرخ لأخيه: ألا ترى أن الدب يقع بالقرب منك؟ لماذا لا تطلق النار عليه؟ لكن الأخ الأكبرهمس له أن يصمت، ثم نظر الصبي إلى الأعلى ورأى الدببة الغاضبة حوله.
كان خدم الرئيس يأسفون على الشابين، ويتوسلون له أن لا يؤذيهم، فقال الرئيس أنه لن يقتلهم، ولكن فقط سيلقي عليهم تعويذة، بحيث تظل رؤوسهم وأجسادهم كما هي، ولكن يجب أن تتغير أذرعهم وأرجلهم إلى أذرع الدب، حتى يستمروا في السير على أربع لبقية حياتهم، ثمّ انحنى فوق نبع من الماء وغمس فيه حفنة من الطحالب وفرك ذراعي وأرجل الأولاد، ثمّ حولهم إلى مخلوقان، ليسوا وحشوش ولا بشر أمام الزعيم.
كان رئيس الدبب يعلم بالطبع أن والدهم سيبحث عن أبنائه عندما لا يعودون إلى المنزل، لذلك أرسل خادمًا آخر إلى مخبأ عند مفترق الطريق ليرى ما سيحدث، و لم ينتظر طويلًا، عندما رأى الأب وهو يبحث عن آثار أبنائه في الثلج. وعندما رأى آثار أحذية الثلوج على الطريق على اليمين، كان مليئًا بالبهجة غير مدرك أنّ الخادم قد صنع بعض المسارات الجديدة عن قصد لتضليله.
فأسرع إلى الأمام بسرعة كبيرة حتى أنه سقط على رأسه في حفرة، حيث كان الدب جالسًا وقبل أن يتمكن من التقاط نفسه، كان الدب قد كسر رقبته بهدوء، وجلس مختبئًا تحت الثلج ليرى ما إذا كان أي شخص آخر سيمر بهذه الطريقة، في هذه الأثناء، كانت الأم في المنزل تتساءل عمّا حل بابنيها، ومع مرور الوقت لم يعد والدهما أبدًا، قررت الذهاب والبحث عنه.
توسل إليها الفتى الأصغر للسماح له بالبحث، لكنّها لم تسمح له وأخبرته أنّه يجب عليه البقاء في المنزل ورعاية أخته. لذا ارتدت حذاءها الثلجي، وبدأت في طريقها، ونظرًا لعدم تساقط ثلوج جديدة، كان من السهل جدًا العثورعلى الممر، ومضت مباشرة، حتى قادها الطريق إلى الحفرة حيث كان الدب ينتظرها، وعندما أمسكها سقطت وكسرت رقبتها، وبعد ذلك وضعها في الثلج بجانب زوجها، وعاد ليخبر رئيسه الدب.
وبعد مرور الساعات الطويلة وعدم عودة أحد منهم، شعر الأخ والأخت أنّهما على يقين من أن جميع أفراد الأسرة قد هلكوا بطريقة أو بأخرى، وكان يومًا بعد يوم يصعد الصبي إلى قمة شجرة طويلة بالقرب من المنزل، ويجلس هناك حتى يصبح شبه مجمد، وكان ينظر من جميع الجوانب من خلال فتحات الغابة، على أمل أن يرى شخصًا قادمًا من عائلته دون جدوى.
سرعان ما تم تناول كل الطعام في المنزل، وكان يعلم أنّه سيضطر إلى الخروج والبحث عن المزيد، الى جانب ذلك، كان يرغب في البحث عن والديه، ولم تكن الفتاة ترضى أن تُترك وحدها في الكوخ، لكنّ أخيها أخبرها أنّه لا فائدة من الجلوس بهدوء للتضور جوعا، وأنّه سواء وجد الطعام أم لا، فإنّه سيعود بالتأكيد قبل الليلة التالية.
ثم صنع لنفسه بعض السهام، كل واحدة من شجرة مختلفة، ثم صنع لنفسه قوسًا خفيفًا جدًا وقويًا وفي وقت مبكر من صباح اليوم التالي جهزّكلبه الصغير ريدماوث، الذي اصطحبه معه في رحلته، وانطلقا، وبعد أن اتبع الدرب لمسافة طويلة شعر بالتعب الشديد، وجلس على فرع شجرة ليستريح، لكن الكلب نبح بشدة لدرجة أنّ الصبي اعتقد أنّه ربما يكون والديه قد قُتلا تحت أغصانها.
تراجع الشاب، وأطلق أحد سهامه على جذر الشجرة، عندئذ هزته ضوضاء مثل الرعد من أعلى إلى أسفل، اندلعت حريق، وفي غضون دقائق قليلة رميت كومة صغيرة من الرماد في المكان الذي كان يقف فيه، لم يكن يعرف بالضبط ما سبب هذا ولكنّه واصل السير على الطريق، ونزل حتى وصل إلى مجموعة الشجيرات حيث كانت الدببة تختبئ.
كان رئيس الدب يعرف قدرًا كبيرًا من السحر، وكان يدرك تمامًا أن الصبي الصغير كان يتبع المسار، وأرسل إليه أحد الدبب ليجره خلفه للجبل كما فعل لإخوته، لكن بطريقة ما لم يكن سحره يعمل بشكل صحيح في ذلك اليوم، لأنّ رئيس الدب لم يكن يعلم أن الكلب قد اتى مع سيده، أو أنّه كان أكثر حذراً، وفي اللحظة التي ركض فيها الكلب حول الشجيرات وهو ينبح بصوت عالٍ، هرب خادم الدب الصغير في ذعر، وانطلق إلى الجبال بأسرع ما يمكن.
تبع الكلب الدب، وتبع الصبي الكلب حتى وصل الجبل حيث منزل رئيس الدب العظيم، ولكن على طول الطريق، كان الثلج ثقيلًا لدرجة أنّ الصبي لم يستطع تحمله، ثم تلف حذائه الثلجي واضطر إلى التوقف وإصلاحه، بحيث تقدم الدب والكلب بعيدًا لدرجة بالكاد كان يسمع النباح، وعندما ثبت السوار بالحذاء، تحدث الصبي إلى نفسه وقال:الآن يجب أن تذهب بأسرع ما يمكن، أو سوف أفقد الكلب وكذلك الدب.
عندما جاء كانت أخت الرئيس الدب تنظر من النافذة، وتنظر إلى هذا الشاب الصغير، وانتظرت لترى ما سيفعله عندما وجد أنّ الدب والكلب قد دخلا الجبل بالفعل، كان الأخ الصغير في حيرة شديدة من عدم رؤية أي واحد منهم لأنّهما اختفوا فجأة عن أنظاره.
توقف للحظة ليفكر فيما يجب أن يفعله بعد ذلك، وأثناء قيامه بذلك تخيل أنه سمع صوت كلبه على الجانب الآخر من الجبل، وبصعوبة بالغة انتقل على صخور شديدة الانحدار، وشق طريقه عبر غابة متشابكة، ولكن عندما وصل إلى الجانب الآخر بدأ الصوت وكأنّه يخرج من المكان الذي أتى منه، ثم كان عليه أن يعود مرة أخرى وفي القمة حيث توقف للراحة، كان النباح تحته مباشرة، وعرف في لحظة كل ماذا حدث.
صرخ الشاب: ادع كلبي يخرج مرة واحدة، يا رئيس الدبب! وإذا لم تفعل ، فسأدمر قصرك، لكن رئيس الدبب ضحك فقط، ولم يقل شيئًا، وكان الصبي غاضبًا جدًا من صمته، وصوب أحد سهامه إلى أسفل الجبل، وأطلق عليه مباشرة، وعندما لامس السهم الأرض، سمع صوت قرقرة، اندلع حريق بدا وكأنه قسم الجبل كله إلى أجزاء حيث احترق رئيس الدبب وجميع خدمه في النيران، لكن أخته وكل ما يخصها نجوا لأنها حاولت إنقاذ الصبيان الأكبر من العقاب.
بمجرد أن اشتعلت النار، دخل الصياد الصغير إلى ما تبقى من الجبل، وكان أول ما رآه هو شقيقيه، نصف دب ونصف إنسان، حيث قالوا: أوه، ساعدنا! وكانوا يقفون على أرجلهم الخلفية وهم يتكلمون ويمدون أرجلهم الأمامية إليه، فقال الأخ الصغير: ولكن كيف لي أن أساعدكما؟ يمكنني قتل الناس، وتدمير الأشجار والجبال، لكن ليس لدي أي قوى سحرية، وتقدم الأخوان الأكبر سنا ووضعوا أقدامهم على كتفيه، وبكوا جميعًا معًا.
تأثر قلب أخت رئيس الدب عندما رأت بؤسهم، ونزلت برفق من الخلف، وهمست: أيها الصبي الصغير، اجمع بعض الطحالب من النبع هناك، ودع إخوتك يشمونها، فبدأ أخوهم يقطف حفنة من الطحالب الرطبة، وقام الاثنان الآخران بشمها بكل قوتهما، ثم سقط جلد الدب عنهما، ووقفوا مرّة أخرى.
بعد ذلك تلعثم الاثنان، وبالكاد كانا يستطيعان الكلام، وقالوا: كيف نشكرك؟ كيف نشكرك؟ وسقطا عند قدميه بامتنان، لكنّ أخت الدب ابتسمت فقط، وأمرتهم بالعودة إلى المنزل والاعتناء بالفتاة الصغيرة، التي لم يكن لديها أي شخص آخر يحميها، وهذا ما فعله الأولاد، واعتنوا بأختهم جيدًا لدرجة أنّها سرعان ما نسيت أنّ لديها أبًا وأمًا.