من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الصديق هي الوفاء والتسامح، كانت هذه صفة الصديقان اللذان تربطهما علاقة صداقة قويّة، وعندما تعرّض الصديقان لموقف صعب، قام أحدهما باتهام صديقه بشيء لم يفعله، ولكن بسبب تسامح الصديقان، اعتذر كل منهما من الآخر وأصبحا من أفضل الأصدقاء.
قصة التسامح بين الأصدقاء
ياسر وجلال صديقان مقرّبان، وتجمعهما علاقة صداقة قويّة منذ وقت طويل، كان من الأمر النادر أن يختلف ياسر وجلال مع بعصهما البعض، وعندما كان يحدث بينهما أي خلاف صغير على أي أمر، يعودان ويتصالحان، وهذا لأنّ كلاهما كان يبادر بالاعتذار، ولكن في يوم من الأيام قرّر جلال وياسر السفر مع بعضهما البعض إلى مكان بعيد.
كان جلال وياسر قد ركبا القطار، وكان جلال يحمل حقيبة مليئة بالنقود معه، وبينما كان جلال وياسر في القطار إذ شعر ياسر بأنّه يريد الذهاب لقضاء الحاجة؛ فطلب من صديقه جلال أن ينتبه لحقيبة النقود ريثما يعود، قال له صديقه جلال: حسناً لا تقلق يا صديقي، كان جلال يجهل ماذا يوجد بداخل هذه الحقيبة.
في تلك الأثناء قام شخص آخر بالذهاب لقضاء الحاجة، ولسوء الحظ كان مع هذا الشخص حقيبة أخرى يحمل بداخلها بعض الأوراق، وعندما عاد هذا الشخص الذي ترك حقيبته تحت كرسيّه قد أخذ حقيبة ياسر عن طريق الخطأ، وظنّ أنّه قد وضعها بجانب الكرسي، لم ينتبه جلال لذلك، وعندما عاد ياسر وسأل صديقه عن الحقيبة قال له جلال بأنّه كان قد وضعها بجانب الكرسي.
بدأ ياسر يفكّر في نفسه ويقول: لقد غبت لبضعة دقائق قليلة، كيف لهذه الحقيبة أن تختفي بتلك السرعة، لا بدّ أن صديقي قد قام بفتحها بدافع الفضول، وقرّر أن يأخذها لنفسه، فلا يوجد أي تبرير لهذا الأمر غير ذلك، غضب ياسر من صديقه جلال كثيراً وبدا باتهامه بإخفائها، حزن جلال لذلك كثيراً، ولكنّه توقّف عن تبرير موقفه لصديقه، وطلب منه أن يساعده بالبحث عنها ولكن دون جدوى.
عند نهاية الرحلة، وعندما بدأ الرُّكاب بالنزول من القطار، اكتشف الشخص الذي كان قد أخذ الحقيبة عن طريق الخطأ قد اكتشف بأنّه لديه حقيبة أخرى، صار يتحدّث بصوت عالي ويسأل عن صاحب هذه الحقيبة، فأسرع ياسر وأخبره بأنّها له، في ذلك الوقت شعر ياسر بالخجل من نفسه وكيف أنّه قام باتهّام صديقه المخلص له.
ولكن لأنّ جلال كان شخص متسامح، سامح صديقه دون أي تردّد وقال له: لا عليك يا صديقي الوحيد، ولكن عليك أن تعلم في المرّات القادمة أن تعلم بأنّه دائماً ما يكون بعض الظن إثم.