قصة تشايلد روان

اقرأ في هذا المقال


قصة تشايلد روان أو (Childe Rowand) هي حكاية فولكلورية إنجليزية، للمؤلف جوزيف جاكوبس، والتي نُشرت عام 1892، ونشرها أبناء جي بي بوتنام.

الشخصيات:

  • تشايلد روان.
  • بورد ألين.
  • أخوة تشايلد.
  • ملك إلفلاند.

قصة تشايلد روان:

كان تشايلد رولاند وإخوته التوأم يلعبون على الكرة، وكانت هناك أختهم بورد إلين في الوسط بينهم جميعًا، فركل تشايلد رولاند الكرة بقدمه بعيداً نحو ممر الكنيسة، فقامت أختهم بورد إلين بالذهاب حول الممر للبحث عن الكرة، لكنّهم انتظروا طويلاً عودتها، ولكنّها لم تعد مرة أخرى، بحثوا عنها شرقاً، وسعوا إليها غرباً، بحثوا عنها صعوداً وهبوطاً، لكن دون جدوى.

لأنّها لم تكن موجودة، لذا أخيرًا ذهب شقيقها الأكبر إلى حارس الكنيسة وارلوك ميرلين وأخبره بكل القضية، وسأله عمّا إذا كان يعرف مكان أختهم ألين، فقال وارلوك ميرلين: إنّ بيرد إلين الجميلة، لا بد أنّ الجنيّات حملنها، لأنّها دارت حول الممرات الأوسع للكنيسة في الاتجاه المعاكس للشمس، وهي الآن في برج الملك المظلم إلفلاند.

وسيحتاج الأمر أجرأ فارس في العالم المسيحي لإعادتها، فقال شقيقها: إذا كان من الممكن إعادتها، فسأفعل ذلك، أو أموت في المحاولة، فقال وارلوك ميرلين: هذا ممكن، لكن ويل للرجل الذي يحاول فعل ذلك، إذا لم يتم تعليمه وتدريبه جيدًا مسبقًا ما الذي عليه فعله، لم يتردد الأخ الأكبر لبيرد إيلين بسبب أي خوف من الخطر من محاولة استعادتها.

لذلك توسل إلى وارلوك ميرلين ليخبره بما يجب عليه فعله، وما لا ينبغي عليه فعله في الذهاب إلى أستعادة أخته، وبعد أن تعلم، وكرر درسه، انطلق إلى إلفلاند، وبقي أخوته ينتظرون عودته طويلاً، ومظى وقت طويل مع الشك والخوف، ولكن لم يعد مرة أخرى، وكانت قلوب أخوته تمتلئ بالخوف والحسرة، ثم سئم الأخ الثاني من الانتظار، وذهب إلى وارلوك ميرلين وسأله كيفية أستعادة أشقائه، لذلك شرع في العثور عليهما بعدما تعلم الطريقة.

ولكن لم يتغير الحال مع هذا الأخ أيضاً فقد انتظروا طويلاً عودته ولكن دون جدوى، وكان قلب أمه وأخيه في حسرة على غيابهم، لأنهم لم يعودوا مرة أخرى، وعندما انتظروا وقتًا طويلاً، رغب تشايلد رولاند، أصغر إخوة بورد إيلين في الذهاب للبحث عنهم، وذهب إلى والدته الطيبة ليطلب منها السماح له بالرحيل، لكنّها لم تسمح له في البداية، لأنّه كان آخر أطفالها الآن.

وإذا فقدته، فستخسر كل عائلتها، لكنّه توسل إليها حتّى أخيرًا سمحت له بالرحيل، وأعطته سيف والده الجيد الذي كانت تحتفظ به بعناية، وبينما كانت تضعه حول خصره، قالت التعويذة التي ستمنحه النصر، لذلك قام تشايلد رولاند بوداع الملكة الطيبة والدته، وذهب إلى كهف وارلوك ميرلين مرة أخرى، الذي أخبره كيف يمكن للرجل الشجاع أن ينقذ بورد إيلين وإخوتها التوأم.

ثمّ قال وارلوك ميرلين: حسنًا، يا بني لا يوجد سوى شيئين قد يبدوان بسيطان، لكن من الصعب القيام بهما، شيء واحد يجب القيام به، وشيء واحد لا يجب فعله، والشيء الذي يجب فعله هو أنّه بعد دخولك إلى أرض الجنية، يجب أن تقوم بقتل كل من يتحدث إليك حتّى تقابل بورد ألين، وتفعل ذلك باستخدام سيف والدك الذي سيقطع رؤوسهم.

والشيء الذي لن تفعله هو هذا، لا تأكل، ولا تشرب قطرة من الماء مهما كنت جائعًا أو عطشانًا، اشرب قطرة أو تناول قليلاً من الطعام قبل وصولك، بينما إذا أكلت في أرض إلفلاند، فلن ترى الأرض الوسطى مرة أخرى، لذلك تحدث تشايلد رولاند في الأمرين وحفظهما مرارًا وتكرارًا حتّى عرفهما عن ظهر قلب، وشكر وارلوك ميرلين وذهب في طريقه.

ومضى في طريقه حتّى جاء إلى قطيع خيول ملك إلفلاند، ووجد الرعاة ترعى خيوله، وقد عرف هؤلاء بأعينهم النارية، وعرف أنّه كان أخيرًا في أرض الجنيّة، فقال تشايلد رولاند للقطيع: هل يمكنكم أن تخبروني، أين برج ملك إلفلاند المظلم؟ فقال رعاة قطيع الخيول: لا نستطيع أن نخبرك، لكن استمر قليلاً وستأتي إلى رعاة قطيع البقر، وربما يمكنهم إخبارك.

ثمّ وبدون كلمة أخرى، قام تشايلد رولاند وقطع رأس رعاة قطيع الخيل، وذهب حتّى جاء إلى رعاة قطيع البقر، وسألهم نفس السؤال، فقالوا: لا نستطيع أن نخبرك، لكن استمر قليلاً، وستأتي إلى المرأة العجوز، وهي بالتأكيد تعرف، ثمّ أخرج تشايلد رولاند السيف، وقطع رؤوس رعاة قطيع البقر، وذهب أبعد من ذلك بقليل حتّى جاء إلى امرأة عجوز في عباءة رمادية، وسألها عمّا إذا كانت تعرف مكان برج الظلام لملك إلفلاند.

قالت العجوز: اذهب أبعد قليلاً حتّى تصل إلى تل أخضر دائري، محاط بحلقات الشرفة من الأسفل إلى الأعلى، قم بالدوران حوله ثلاث مرات، وقل في كل مرة: باب مفتوح! أيها الباب المفتوح، اسمح لي بالدخول، وفي المرة الثالثة سيفتح الباب، وقد تدخل، وقبل أن يستمر تشايلد رولاند في طريقه، تذكر ما كان عليه فعله، لذلك أخرج السيف وقطع رأس المرأة العجوز.

ثمّ مضى واستمر حتّى وصل إلى التل الأخضر الدائري مع حلقات المدرجات من أعلى إلى أسفل، ودار حوله ثلاث مرات وهو يقول كما علمته المرأة العجوز، وفي المرة الثالثة فتح الباب، ودخل، وأُغلق عليه بنقرة واحدة ، وبقي تشايلد رولاند في الظلام، لم يكن المكان مظلمًا تمامًا، ولكن كان هناك ضوءاً يشبه الشفق، ولم تكن هناك نوافذ ولا شموع، ولم يكن قادرًا على تحديد مصدر الشفق.

إن كان من خلال الجدران والسقف، وكانت هناك أقواسًا خشنة مصنوعة من صخرة شفافة مغطاة بقطع من الفضة والصخور وغيرها من الأحجار اللامعة، ولكن على الرغم من أنها كانت صخرية، إلا أنّ الهواء كان دافئًا جدًا، كما هو الحال دائمًا في إلفلاند، لذا فقد مرّ بهذا الممر حتى وصل أخيرًا إلى بابين عريضين وعاليين قابلين للطي، وعندما فتحهما رأى هناك أروع وأبهى مشهد.

كان هناك قاعة كبيرة وواسعة مثل التل الأخضر نفسه، وكان السقف مدعومًا بأعمدة رفيعة، كبيرة جدًا وشاهقة، وكانت جميعها من الذهب والفضة وبينهم وحولهم، أكاليل من الزهور مكونة من الماس والزمرد، وجميع أنواع الأحجار الكريمة، وهناك فقط معلقة بسلسلة ذهبية مصباح ضخم مصنوع من لؤلؤة كبيرة مجوفة وشفافة تمامًا، وفي منتصف ذلك، كان هناك كرة كبيرة ضخمة.

أضاءت بأشعتها القاعة بأكملها، التي بدت وكأن غروب الشمس كانت تشرق عليها، وفي أحد طرفيها، كانت كنبة رائعة من الحرير والذهب، وهناك وجد بورد إيلين تمشط شعرها الذهبي بمشط فضي، وعندما رأت تشايلد رولاند وقفت وقالت: يا ألهي، أيها الأحمق، ماذا تفعل هنا؟

ثمّ قالت: اسمع هذا يا أخي، لماذا لم تبقى في المنزل؟ ويل لي، الآن ستكون نهايتك عندما يأتي ملك إلفلاند، ثمّ جلسوا معًا، وأخبرته شقيقته كيف وصل شقيقاهما إلى برج الظلام، لكنّ ملك إلفلاند سحرهما، ودفنهما هناك كما لو كانا ميتين. وبعد أن تحدثوا لفترة طويلة، بدأ تشايلد رولاند يشعر بالجوع من رحلاته الطويلة، وأخبر أخته بورد إيلين.

وطلب بعض الطعام ، متناسيًا كل شيء عن تحذير وارلوك ميرلين، فقامت أخته وخرجت وسرعان ما أحضرت إناءاً مليئًا بالخبز والحليب، كان تشايلد رولاند سيرفعه إلى شفتيه، وعندما نظر إلى أخته وتذكر سبب وصوله إلى هذا الطريق، لذا قام برمي الوعاء على الأرض، وقال: لن أبتلع شيئًا حتّى يتم تحريركم، وفي تلك اللحظة سمعوا ضجيج أحدهم يقترب، وسمع صوت عالي يقول: أشم رائحة دم رجل مسيحي.

سأحطم دماغك وأقتلك، ثمّ انفتحت أبواب القاعة القابلة ودخل ملك إلفلاند، فاندفع تشايلد رولاند لمقابلته بسيفه وقاتلوا بعضهم حتّى ضرب تشايلد رولاند ملك إلفلاند على ركبتيه، وجعله يستسلم ويتوسل الرحمة، قال تشايلد رولاند: أنا أمنحك الرحمة، ولكن أطلق سراح أختي وأعد لي إخوتي، ودعنا جميعًا نتحرر، وستنجو، قال ملك إلفلاند: أنا موافق، ثم نهض إلى صندوق أخذ منه قنينة مليئة بسائل أحمر.

وقام بمسح آذان الأخوين وجفونهما، وعادوا في الحال إلى الحياة، وخرج الأربعة جميعًا من القاعة عبر الممر الطويل، وأداروا ظهورهم على البرج المظلم، ولم يعودوا أبدًا مرة أخرى، ووصلوا إلى المنزل، ولم تتجول الملكة الطيبة وأمهم وبورد إلين أبدًا حول ممرات الكنيسة مرة أخرى.


شارك المقالة: