قصة جحا المحامي الذكي

اقرأ في هذا المقال


قصص جحا كثيرة ومتنوّعة وفي كل مرة يروي جحا قصة له مع أحد الأشخاص أو من الممكن أن يتقمّص هو هذه الشخصيات، ويتناول بقصصه العديد من الشخصيات منها البخيل ومنها الأحمق ومنها الذكي، وفي هذه القصة يأتي جحا بدور المحامي الذي يتصرّف بذكاء ويقوم بإخراج تاجر من مأزق تعرّض له.

جحا المحامي الذكي:

في ذات يوم من الأيام دخل أحد التجّار الأغنياء فندقاً فخماً، وقام بطلب دجاجة مسلوقة وبيضتان للأكل، وعند انتهائه طلب من صاحب المطعم أن يؤجّل دفع حسابه للمرة القادمة فوافق، ودخل هذا التاجر الفندق مرة أخرى وقام بطلب نفس الطعام الذي طلبه في المرة الأولى ثم جاء لصاحب الفندق وقال له: أظن بأن الحساب قد أصبح كبيراً، أخبرني ما الثمن؟.

أجابه صاحب الفندق: سأقول لك الحساب باختصار 200 دينار، ضحك الرجل لتفاجئه بهذا المبلغ الكبير وقال لصاحب الفندق: كيف لدجاجتين وأربع بيضات أن يكونوا بكل هذا المبلغ! فأجابه صاحب الفندق إجابة غريبة وقال له: أنت لم تدفع لي ثمن الدجاجة لأول مرة لمدة ثلاثة أشهر، وأنا أعتقد بأنّه خلال هذا الوقت الدجاجة قد تبيض كثيراً ويجب عليك أن تعوضني عن ذلك، ولكن الرجل لم يوافق على هذا الكلام العجيب ونشأ بينهما جدال وشجار حتى احتدم بينهما حتّى وصل الأمر بهما للذهاب إلى القاضي.

حضر التاجر وصاحب الفندق أمام القاضي وسأل القاضي صاحب الفندق: أنت لم تحدّد ثمن الدجاجة في أول مرة أليس كذلك؟، فأجابه صاحب الفندق: لا، وسأل التاجر عن سبب عدم سؤاله عن الثمن فأجاب القاضي: لم أفعل ذلك لأنني توقعت أن يكون الثمن زهيداً، وسأله القاضي إذا فعل هذا بالمرة الثانية فأجابه لا أيضاً، فحكم القاضي على الرجل أن يدفع الثمن كاملاً لصاحب الفندق، غضب الرجل لهذا الحكم واعتبره ظالماً وطالب بالاستئناف لإكمال القضية.

بدأ هذا الرجل يبحث عن محامي لكي يخرجه من هذا المأزق فدلّه النّاس على جحا، فهو معروف بحيلته ودهائه بكيفية الخروج من المآزق، فذهب لجحا وأخبره قصّته، وقام جحا وطمأنه فقال له: لا تقلق سأحل لك هذا الأمر، وعندما حان وقت القضية حضر الجميع ولكن جحا تأخّر جدّاً في القدوم، فقام التاجر بإرسال شخص لطلبه.

وعندما حضر جحا للمحكمة سأله القاضي عن سبب تأخّره فأجاب: لقد كنت أزرع حبوب القمح، فقمت بإعطاء صاحبي قمحاً مسلوقاً وطلبت منه أن يزرعه حتّى لا أخسر وقتي في زرع القمح ونموه أثناء حضوري للمحكمة، ضحك القاضي وضحك الجميع وسأل القاضي: هل سمع أحد عن قمح مسلوق؟ وهل هذا الرجل يعرف ما يقول؟ قال جحا للقاضي: وهل رأيت دجاجاً مسلوقاً يبيض؟ هذا التاجر يجب أن لا يدفع ثمن شيء ليس من الممكن أن يحصل، ضحك القاضي وتعجّب من دهاء جحا ووقف حائراً أمامه لا يعرف ماذا يقول، ولم يجد سوى أن يعفو عن هذا التاجر من دفع المبلغ، وبهذا انتصر جحا بحيلته.


شارك المقالة: