هنالك قصصاً كثيرة لجحا قصص وأحداث كثيرة مع اللصوص، وكان في أغلب القصص يقوم بكشفهم والفوز عليهم بحيلته المعروفة، وفي هذه القصة سنحكي عن قصة لجحا مع سارقه وكيف استطاع بجهده أن يصل له وبمساعدة القاضي كذلك.
جحا واللص:
كان جحا يمتلك متجراً كبيراً، وكان هذا المتجر يقدّم لجحا الكثير من المال والربح الكثير، وكان يعمل معه رجل يساعده بإدارة هذا المتجر، كان هذا الرجل دائماً يفكّر في سرقة الأموال الكثيرة الموجودة في المتجر، جاء يوم من الأيام وبالفعل قام هذا الرجل جميع الأموال الموجودة في متجر جحا وهرب.
عندما اكتشف جحا ذلك وقف أمام متجره حزيناً، ولا يستطيع ماذا يفعل؛ فهو لا يعرف عن هذا الرجل أي شيء، وكان هذا الرجل قد سرق الأموال كلّها وسافر بها بعيداً متنكراً بزي التجّار، وبدأ باستثمار الأموال التي سرقها، بدأ جحا يرسل الأشخاص والعيون حتّى يقوموا بمراقبة هذا الرجل ومحاولة إيجاده، ولكن باءت جميع محاولاتهم بالفشل وأحداً لم يجده.
فكّر جحا ماذا سيفعل وقرّر أن يبحث عن اللص الذي سلبه كل ما يملك بنفسه، فقام بالتنكر بزي المتسوّلين ولبس ثياب قديمة وقام يتجوّل في البلاد ويقوم بطلب المال من أي شخص يقابله، ولكن هذا الأمر لم يجدي نفعاً مع جحا؛ فلقد طاف بلاد كثيرة ولم يجد لهذا السارق أي أثر، فقرّر الرجوع لبلده، وبينما هو في طريق العودة إذ قابل قافلة من التجّار أراد جحا أن يستوقفهم ويقوم بتفقدّهم.
وفجأةً وجد جحا نفسه أمام اللص الذي سرقه أمواله وهو يلبس ثياباً لا يرتديها إلّا كبار التجّار، وقف جحا ومن شدة انفعاله مسكه وأخذ يصيح: لن تفلت مني أيها السارق الخائن! لكن هذا الرجل كان قد أصبح تاجراً كبيراً ومعه معاونيه وشعر أنّه من غير اللائق أن يحدث له ذلك.
مسك هذا الرجل جحا من رقبته وقام بالصراخ عليه وقال له: لقد أمسكت بك أيّها العامل اللعين، وأصبح يدّعي على جحا بالكلام وقال له: هل تدّعي بأني سرقت أموالك وأنت الذي سرقتني وجعلتني أخسر كل أملاكي وجئت تدعي علي بالكذب! قال لجحا: لا بد أن نذهب للقاضي ليحكم بيننا، وافق جحا وقال له: نعم هيا بنا إلى قاضي هذه البلدة.
بدأ كل منهما بقص روايته على القاضي، وكل منهما قال أنّه هو السيد التاجر وأنّه هو من سرقه عامله، احتار القاضي بينهما ولم يعرف كيف سيستطيع أن يكشف من منهما الصادق، فكّر بحيلة ثم طلب من جحا وعامله أن يخرجا رأسهما من نافذة الشبّاك، ونادى أحد جنوده وقال له بصوت عالي: أيها الحارس قم بضرب رأس السارق.
سرعان ما شعر عامل جحا بالخوف وشعر أنّه سيتم قطع رأسه فأخرج رأسه من النافذة لا إراديّاً، ولكن جحا بقي مكانه ولم يتحرّك، وبهذا اكتشف القاضي من السارق، وأعاد لجحا جميع أمواله التي سرقت منه.