قصة جحا واللصوص الثلاثة

اقرأ في هذا المقال


كان لجحا قصصاً كثيرة مع اللصوص فهو واجه في حياته الكثير من اللصوص، في بعض المرات كان يكتشفهم بحيلته، ومرّةً ينتصرون عليه من شدّة جهله، وفي هذه القصّة استطاع اللصوص الثلاثة خداع جحا واحداً تلو الآخر.

جحا واللصوص الثلاثة:

كان جحا يمتلك البعض من الحيوانات، ومن هذه الحيوانات معزةً كبيرة، أراد جحا أن يبيع هذه المعزة في السوق في يوم من الأيام؛ لذلك قام بربطها بحبل من رقبتها وأراد ان يذهب بها للسوق، ربط بها حبلاً مجلجلاً لكي يجرها به.

ركب جحا الحمار وبدأ بجر المعزة من خلفه، وكان هذا الحبل يصدر أصواتاً أثناء سير جحا على حماره، وبينما هو في طريقه إلى السوق رآه ثلاثة من اللصوص، قرّر أحدهم إخبار الباقين أنّه ينوي سرقة هذه المعزة دون أن يعلم جحا بذلك أو يشعر بأي شيء، وقال الثاني أنا أريد أن أسرق حماره دون أن ينتبه لأمري، وقال الثالث أنا أريد أن أسرق ملابس جحا دون أن يدري وكان تحدّي فيما بينهم.

قرّر اللص الأول أن ينفّذ ما قال فقدم إلى المعزة متسلّلاً، وقام بفك الرباط المجلجل عن رقبة المعزة وربطه بذيل الحمار، وأخذ المعزة ومضى بها، وكان في أثناء مسير جحا على حماره يهتز الحبل بذيل حماره، فيظن جحا أن المعزة ما زالت تسير من خلفه.

بعد مرور القليل من الوقت التفت جحا من خلفه ليتفقّد المعزة فلم يجدها، نزل عن حماره وبدأ يصيح: أين معزتي؟، لقد سرقت، وصار يلتفت يميناً وشمالاً بحثاً عنها، فجاءه اللص الثاني وأراد أن يدل جحا على السارق وأشار له على مكان ضيق، وقال له لقد رأيت اللص يهرب من هنا اذهب واتبعه وأنا سأقوم بحراسة حمارك.

شكره جحا وترك له الحمار ليحرسه، وذهب في المكان الذي أشار إليه اللص، ولكنّه لم يجده، وعندما عاد لم يجد الحمار ولا الرجل الذي يحرسه، عندما رأى جحا ما حدث معه قرّر أنّه لا داعي للذهاب للسوق، وقرّر الرجوع لمنزله، وفي طريق عودته كان اللص الثالث بانتظار جحا متربّصاً به لكي ينّفذ خطّته.

وعندما اقترب جحا منه وجده يبكي ويصرخ: كيس نقودي نقودي، لقد وقعت أسفل هذا البئر وبه ألف دينار، وسأضع لمن يعثر عليه مكافأة عشرون ديناراً، اقترب منه جحا وسأله عن سبب بكائه فقال له اللص: يا سيدي أنا كنت أحمل كيساً لأحد التجار به ألف دينار، ولكنّه سقط مني في البئر أثناء مسيري، وأنا قرّرت أن أكافئ من وجده بعشرين دينار، فهل تستطيع ذلك؟.

فكّر جحا بالأمر وقال في نفسه: أنا أستطيع بالعشرين دينار أن أشتري حماراً ومعزة بدلاً عن الذي سرق مني، وأيضاً أستطيع أن أجلب لزوجتي ما تريد من حاجات، فخلع ملابسه وقرّر أن ينزل البئر بحثاً عن المال، خرج جحا من البئر ولم يجد به شيئاً، وعندما خرج لم يجد الرجل الذي يصيح ولم يجد ملابسه أيضاً.

شعر جحا بخيبة أمل كبيرة، وعاد إلى منزله خالي اليدين، وعندما رأته زوجته سألته: ما بك يا جحا؟، قال لها لقد أضعت كل ما أملك معزتي وحماري وملابسي، ولكن حمداً لله أنني سالماً وإلّا كنت لأضيع ولن أستطيع البحث عني.


شارك المقالة: