قصة جزيرة الصيادين

اقرأ في هذا المقال


يحب الأطفال سماع قصص الملك العادل، سنحكي في قصة اليوم عن ملك عادل ورّث الحكم لإبنه، وسار بمغامرة الهرب من اللصوص الذين كانوا يخطّطون لقتله والاستيلاء على الحكم؛ ولكنّه استطاع بذكائه تحرير مملكته وعاد ملكاً عادلاً لمملكته كما كان والده من قبل.

قصة جزيرة الصيادين

في إحدى البلدان التي يحكمها ملك عادل واسمه عبدالله، يعيش شعبه في سعادة غامرة في ظلّ حكمه، كان يعيش معه في القصر ابنه الذي أسماه فهد، كان الملك يحب ابنه كثيراً ودائماً يوعده بأن يصبح خليفة له بعد موته، من شدّة اهتمامه به كان قد أحضر له معلّم ليقوم بتعليمه على الفروسية وفنون المبارزة والقتال بالسيف بالإضافة لتدريبه على أخلاق سلالة الملوك.

في يوم من الأيام مرض هذا الملك مرضاً شديداً، وبعد عدّة أيّام لم يتحمّل مرضه ومات، حزن ابنه لموته كثيراً وجميع شعبه كذلك؛ فقد كان ملكاً عادلاً وطيّباً مع الجميع، أصبح فهد هو الحاكم الجديد للملكة، وفي يوم من الأيّام كان الحاكم الجديد فهد نائماً في فراشه؛ فدخل عليه معلّمه وقام بلفّه بالغطاء وحمله وسار به داخل القارب.

لم يفهم فهد ماذا يحدث له؛ فأخبره معلّمه أن هنالك مجموعة من اللصوص كانت تخطّط للدخول إلى القصر واغتياله والاستيلاء على الحكم، شعر فهد بالخوف من كلام معلّمه؛ فوالدته لا تزال بالقصر، ولكن قام معلّمه بطمأنته عليها وقال له: لا تخف يا سيدي فاللصوص كانوا يستهدفونك أنت فقط.

ظلّ القارب يسير حتى وصلوا إلى جزيرة تسمى الجزيرة المهجورة، شعر فهد بالخوف عندما سمع من قائد القارب أنّهم سينزلون في تلك الجزيرة المهجورة؛ فقد كان سمع بأنّها مكان مخيف وموحش ومليء بالعفاريت والجن، ولكن معلّمه قال له أن هذا الكلام ما هو إلّا خرافات تناقلت بين النّاس.

عندما نزل الجميع بالجزيرة المهجورة ودّعهم قائد القارب، وأخبرهم بأنّه يريد الذهاب لإحضار الطعام لهم وسيعود قريباً، بدأ المعلّم الخاص بفهد يبحث عن مكان مناسب كي يقيم به هو وفهد؛ فوجد كهف صغير قام بمحاولة إعداده ليصبح مكاناً مناسباً يقيمون به.

مضى وقت طويل على غياب قائد القارب ولم يعد، وبدأ فهد يشعر بالخوف والحزن على والدته التي لا يعرف عنها أيّ معلومات، فكّر فهد ماذا سيفعل كي يغادر هذه الجزيرة المهجورة وينتقل إلى مكان آخر؛ فطلب من معلّمه أن يحاول صنع قارب من غصون الأشجار، ولكن سرعان ما كان قائد القارب قد عاد.

فرح فهد جدّاً بذلك وطلب منه أن يغادر المكان كي يبحث عن والدته فوراً، ولكن قائد القارب قام بتحذيره بعدم العودة إلى البلاد؛ لأن اللصوص لا زالوا يبحثون عنه ويخطّطون لقتله، ولكنّه كان مصمّماً على ذلك فقام قائد القارب بتوفير الطعام والشراب له وأعطاه مصباحاً كي يضيء له الطريق وأراد فهد أن ينطلق برحلته.

نصحه معلّمه بعدم العودة للبلد ومغادرة الجزيرة خوفاً عليه من اللصوص، واقترح عليه أن يذهب هو وقائد القارب للبحث عن والدته، وافق فهد وجلس في الجزيرة لوحده يشعر بالحزن لحاله، صار يتجوّل بالجزيرة ووجد كهف آخر وقرّر دخوله، عندما دخله تفاجأ بالكثير من الصناديق الخشبية، وعندما قام بفتح أحدها وجد بها الكثير من المجوهرات، اندهش فهد مّما رأى ولكنّه سمع صوتاً فجأة خارج الكهف.

ظنّ أن هذا الصوت هو قائد القارب ومعلّمه، ولكن عندما اقترب من باب الكهف وجد الكثير من الأشخاص الذين يقومون بإدخال الصناديق الخشبية لداخل الكهف، اختبأ بأحد قواربهم التي كانت على شاطئ الجزيرة؛ خوفاً من أن يكتشفون أمر الصندوق الذي فتحه، وبالفعل بدأ اللصوص البحث عن الشخص الذي قام بفتح الصندوق، انتهز فهد الفرصة وركب أحد القوارب وسار بعيداً.

عندما فتح أحد الصناديق الموجودة بالقارب شاهد مجوهرات والدته، خاف كثيراً وكان قد لحقه أحد اللصوص الذي انتبه لهروبه، ولكن جاءت موجة وقامت بإغراق قارب اللص ونجا فهد منه وسار بالقارب لوحده، وجد فهد بوسط البحر قارب القائد الذي كان قد أوصله للجزيرة، وعندما سأل عن منزله ذهب له وأخبره عن تواجد اللصوص بالجزيرة المهجورة.

كان القائد ومعلّم فهد الخاص قد هيّئوا أنفسهم لمواجهة اللصوص للهجوم عليهم، وعندما علموا بمكانهم قاموا بالقضاء عليهم وحرّروا والدة فهد والقصر منهم، وعاد فهد الملك العادل للمملكة، ولشدّة فرحته بنجاته ونجاة والدته أمر ببناء منازل خاصّة للصيادين على تلك الجزيرة المهجورة، وتم تسميتها بجزيرة الصيادين.


شارك المقالة: