قصة جور جورينسكو

اقرأ في هذا المقال


قصة جور جورينسكو أو (The Story of Gore-Gorinskoe) هي حكاية شعبية روسية من الحكايات الروسية الكلاسيكية المتوفرة باللغة الإنجليزية، تتحدث عن شخصيات حكايات خرافية عالمية، لصوص وأبطال وملوك وفلاحين وفتيات جميلات وساحرات مرعبات وأطفال مسحورون وحيوانات.

الشخصيات:

  • الأخ الغني.
  • الأخ الفقير.
  • الوحش. 

قصة جور جورينسكو:

كان يعيش في قرية ذات مرة شقيقان، أحدهما غني والآخر فقير. كان كلّ شيء يسير على ما يرام مع الأخ الغني، وأمّا الفقير عمل وكدح قدر استطاعته، ولكن كان المال يبتعد عنه، وفي غضون سنوات قليلة خرج الرجل الغني من قريته وذهب للعيش في المدينة، وبنى له أكبر منزل هناك واستقر كتاجر، لكن أخوه الفقير دخل في ضائقة لدرجة أنّه لم يكن لديه في بعض الأحيان حتّى كسرة خبز في المنزل لإطعام أطفاله الصغار.

الذين كانوا يبكون جميعًا معًا، ويطلبون شيئًا ليأكلوه، وبدأ الرجل الفقير يتذمر من مصيره وبدأ يفقد قلبه، وذهب إلى أخيه الغني في البلدة وقال: ساعدني أنا منهك جداً، رد الأخ الغني وقال: لم لا، يمكنني مساعدتك جيدًا، فقط يجب أن تأتي وتعمل لدي طوال هذا الأسبوع، قال الأخ الفقير: عن طيب خاطر، فشرع في العمل، ونظف الفناء، واهتم بالخيول، وفي نهاية الأسبوع.

قدم له الأخ الغني قطعة من النقود وقطع كبيرة من الخبز، شكره المسكين، وكان على وشك أن يبتعد عن المنزل، عندما كان من الواضح أن ضمير أخيه قد وخزه، وقال: لماذا تذهب هكذا؟ ابقى وتناول وليمة معنا، وبقي الفقير لحضور وليمة أخيه، ولسوء حظه اجتمع عدد كبير من الضيوف الأثرياء عند أخيه، وكانوا رجال مشهورين، وقد احترم أخوه هؤلاء الضيوف بشدة.

وناشدهم أن يأكلوا ويشربوا ما يشاؤون، لكنّه نسي تمامًا أمر أخيه المسكين الذي لم يكن بإمكانه إلا أن ينظر من بعيد، ويرى كل الضيوف يأكلون ويشربون ويستمتعون ويمرحون، أخيرًا انتهت المأدبة وقام الضيوف، وبدأوا في شكر المضيف، وعادوا إلى منازلهم، وكانوا جميعًا سعداء للغاية حيث ضحكوا وغنوا الأغاني على طول الطريق، وعاد الرجل الفقير إلى المنزل جائعًا كما كان دائمًا.

وقال لنفسه: سأغني أغنية أيضًا حتّى يظن الناس أنّني أيضًا لم يتم تجاهلي خلال وليمة أخي، وليعتقدوا أنّي أكلت حتى شبعت، وهكذا بدأ يغني أغنية، وفجأة تلاشى صوته حيث سمع بوضوح أن شخصًا ما وراء ظهره كان يقلد أغنيته بصوت رقيق، وتوقف الصوت وظل الفقير يغني، فقال الفقير: من هذا الذي يغني؟ تقدم، وفجأة رأى أمامه وحشًا ذابلاً وأصفر اللون.

كان يرتدي ملابس قديمة، ورجلاه ملفوفان بأوراق الزيزفون، كان الفلاح مرعوبًا للغاية وقال للوحش: من أنت؟ قال الوحش: أنا جور جورينسكي، سأساعدك على الغناء، فقال الأخ الفقير: حسنًا جور دعنا نذهب معًا في هذا العالم الواسع أرى أنّني لن أجد أصدقاء وأقارب آخرين هناك، فقال الوحش: دعنا نذهب إذاً، أنا لن أتخلى عنك أبدًا، فقال الرجل الفقير: وأين نذهب إذاً؟

فقال الوحش: أنا لا أعرف، لكنّني سأستمر معك، وفي لحظة قفز وكان على أكتاف الرجل الفقير  الذي لم يكن لديه القوة الكافية لرميه عن كتفيه، وهكذا ذهب الفقير في طريقه حاملاً جو جورينسكي على كتفيه، رغم أنّه كان نادرًا ما كان قادرًا على جر ساقيه واحدة تلو الأخرى، وكان الوحش يغني طوال الوقت، ويقوده بالضرب على ظهره بعصا صغيرة.

ثمّ قال: هل تحب أن أعلمك أغنيي المفضلة؟ فقال الفقير: نعم، فبدأ الوحش يقول: أنا الويل المحزن البائس! تشبثت بورق الزيزفون، ارتجف مع المتسولين، لذلك عش معي، العيش مع الوحش سيجعلك لا تعرف الحزن أبداً، لذلك دعنا إذاً نمضي في طريقنا، ونشرب ونفرح، فواصلوا المشي مرارًا وتكرارًا، وعادوا إلى المنزل، وهناك جلست الزوجة وجميع الأطفال بدون طعام يبكون.

بينما جعل الوحش الرجل الفقير يقضي ليلته وهو يرقص، وفي اليوم التالي دعا الوحش مرة أخرى الرجل الفقير للخروج والتنزه، قال الرجل الفقير: ليس لدي مال، فقال الوحش: لكن ألم أخبرك أنّه يمكنك دائمًا البحث عن المال؟ احضر زلاجتك وعربتك ودعنا نذهب، سيكون لدينا وقت اليوم، لم يستطع الفلاح الفقير أن يتخلص من الوحش، فجلس فوق ظهره مشدودًا بشدة، وترك الفقير نفسه يجره.

وذهب للسير به عبر الجبال وتوقف عن العمل طوال اليوم، وفي اليوم التالي بدأ الوحش يصرخ، ويطلب الذهاب للتنزه فوق الجبال، وعندما رأى الفلاح أنّ الوحش سيدمر حياته، لذلك لجأ إلى الرقة في التعامل معه، فقال له: لقد سمعت من رجالنا المسنين يقولون إن كنزًا مدفونًا هنا منذ زمن بعيد، لكنّه دفن تحت الحجارة التي لن تكون قوتي الوحيدة قادرة على رفعها.

وإذا تمكنا فقط من جمع هذا الكنز، يا له من وقت رائع للتسكع يجب أن نحظى به معًا،  فقال الوحش: تعال إذاً نرفعها، وداروا في كل مكان واتوا الى حجر كبير وثقيل جداً، لم يكن بإمكان خمسة فلاحين معًا نقله من مكانه، لكن الوحش رفعه من أول مرة، وتحت الحجر كان هناك بالفعل صندوق ثقيل، وفي قاعه كان هناك شيء متلألئ، فقال الفلاح الفقير للوحش: تسلل إلى الصندوق وأخرج الذهب.

وسأقف هنا وأمسك الحجر، وتسلل الوحش إلى الصندوق بفرح عظيم، وصرخ: هذه ثروات لا تُحصى، هناك عشرون جرة ممتلئة بالذهب، وسلم للفلاح احدى هذه الجرار، أخذ الفلاح الجرة، وفي نفس الوقت ترك الحجر يسقط مرة أخرى إلى مكانه القديم، وأغلق على الوحش في الحفرة بكل الذهب، وقال: لتهلك أنت وثرواتك معك، لا يوجد حظ جيد معك، وعاد إلى المنزل بمفرده.

وبالمال الذي حصل عليه من الجرة اشترى الخشب، وأصلح كوخه، وعمل بجد أكثر من أي وقت مضى، وبدأ في الانخراط في التجارة، وفي عام واحد أصبح أكثر ثراءً لدرجة أنّه بدلاً من كوخه بنى له منزلًا خشبيًا كبيرًا، ثم ذهب إلى المدينة لدعوة أخيه وزوجته لزيارة منزله، فقال شقيقه الغني: منذ فترة وجيزة لم يكن لديك ما تأكله، والآن تنظم الولائم! فقال الفقير: لم يكن لدي ما آكله، ولكن الآن شكرًا  لله، أنا أفضل حالاً تعال وشاهد.

وفي اليوم التالي ذهب الأخ الغني إلى بيت أخيه الفقير، وهناك رأى بيت أخيه مثل البيوت التي يمكن أن يتباهى بها كل تاجر في المدينة، ثمّ أخبر الفقير أخيه كيف أصبح ثريًا جدًا، فتغلب الحسد على الأخ الغني الذي قال لنفسه: أخي أحمق من بين عشرين جرةً، أخذ واحدة فقط، سأذهب إلى هناك بنفسي، وسأرفع الحجر وأخذ المال وأطلق الوحش من تحت الحجر.

دعه يطارد أخي حتّى الموت إذا شاء، وذهب إلى الحجر وقام بسحبه، وتمكن أخيرًا من دفعه قليلاً إلى جانب واحد، ولكن قبل أن يتمكن من رفع رأسه مرة أخرى كان الوحش قد قفز بالفعل وكان جالسًا على رقبته حيث شعر بالعبء الثقيل على كتفيه، ونظر حوله  ورأى الوحش المخيف يقوده، وصرخ في أذنه: أنت رفيق جميل! أردت أن تجوعني حتى الموت هناك؟ لا يجوز لك التخلص مني مرة أخرى على عجل.

لن أتركك مرة أخرى، فصرخ الرجل الغني: حقًا لست أنا الذي وضعك تحت ذلك الحجر، إنّه أخي يجب أن تلتصق به، اذهب من هنا وعذب أخي، ولكنّ الوحش لم يسمع له، وصرخ: أنت تكذب! لقد خدعتني مرة، لكنك لن تفعل ذلك مرة أخرى، وهكذا حمل الرجل الغني الوحش معه إلى المنزل، وتحولت ثروته كلها إلى تراب ورماد، لكنّ الأخ الفقير عاش في سلام ورخاء.


شارك المقالة: